مع اقتراب استحقاق الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية، في 7 مايو، يتقلص الفارق بين المرشحين للرئاسة، الوسطي إيمانويل ماكرون، الذي حظي بـ %59 من نوايا الأصوات، مقابل %41 لمنافسته مارين لوبن. وأمس، واصلت لوبن حملة ميدانية هجومية، لمحاولة التقدم على ماكرون، الذي يسعى إلى إعادة تركيز الجدل على «قيم» فرنسا، حيث ارتجلت زيارة إلى غاردان جنوبي فرنسا، محورها البيئة، في وقت تسعى حملتها إلى توسيع قاعدتها الانتخابية، لمخالفة استطلاعات الرأي التي تتوقع لها الهزيمة في 7 مايو. ودافعت لوبن عن رؤيتها لـ «حركة بيئية حقيقية» خلال هذه الزيارة الرامية إلى التنديد بقيام مصنع منذ سنوات بإلقاء «طين أحمر» ملوث في البحر المتوسط، وهو ما تندد به جمعيات بيئية. ودعت لوبن خلال زيارتها إلى «احترام الاعتبارات التي تراعي الصحة» وحماية الوظائف في آن معاً. وفي وقت لاحق، وخلال مقابلة مع صحيفة باريزيان، ذكرت لوبن ان ماكرون يعتقد أنها يمكن أن تفوز في الجولة الثانية، قائلة: «أجل أعتقد أنه يفكر بهذا الشكل، ولذلك نرى الارتعاش والعدوانية يسيطران عليه وعلى أصدقائه الفنانين في الأيام الأخيرة». وتعهدت لوبن باستعادة العملة الوطنية الفرنسية حين تصبح رئيسة لفرنسا، موضحة: «ستكون لدينا عملة وطنية مثل كل البلدان الأخرى.. وأعتقد أن اليورو قد انتهى، وعلينا السيطرة على العملة ومواءمتها مع الاقتصاد، لأن العملة الموحدة باتت تشكل عبئا، وهي إلى حد كبير وراء البطالة الواسعة». وأكدت لوبن أنها حال انتخابها ستبدأ التفاوض مع الاتحاد الأوروبي لإعادة السيادة النقدية والتشريعية والاقتصادية للشعب الفرنسي. وأشارت إلى أنها ستنظم استفتاء حول بقاء فرنسا في الاتحاد. أما ماكرون المؤيد لأوروبا، فزار نصب ذكرى المحرقة النازية في باريس، بمناسبة اليوم الوطني لذكرى ضحايا ترحيل اليهود، بعدما زار هذا الأسبوع قرية عانت في الحرب العالمية الثانية، قائلا: «حتى لا ننسى أبدا (…) صفحة حالكة من تاريخ فرنسا». وتتزايد الدعوات من كل الجهات السياسية، وكذلك من شخصيات تعتبر مراجع أخلاقية في فرنسا، وفنانين، وجمعيات، لحض الناخبين على التصويت لماكرون، من أجل «حماية قيم الجمهورية». على صعيد متصل، كشف استطلاع للرأي أن ماكرون حصل على %41 من الأصوات في الجولة الأولى، لعدم توافر خيارات أفضل. (باريس – أ ف ب، رويترز)