بلغت قيمة التداولات على أسهم خمس شركات خاسرة، تتصدر الأسهم المضاربية، خلال أربعة أشهر من العام الجاري، ستة مليارات درهم، رغم أنها حققت خسائر مالية خلال العام الماضي وصلت إلى 45% من رأس المال لبعض الشركات. وقال محللان ماليان، إن ما يحدث من تداولات على أسهم الشركات الخاسرة هو في حقيقته مضاربات يومية سريعة تتم من قبل مستثمرين كبار ومديري محافظ لديهم كميات كبيرة من هذه الأسهم، تم شراؤها بسعر أعلى من السعر الحالي، موضحين أن ما يحدث من مضاربات وارتفاعات على سعر السهم هي بالأساس لمصلحة تخفيف خسائر كبار المستثمرين، التي يتحمل تبعاتها المستثمر الصغير. وأكدا أن غياب الوعي لدى صغار المستثمرين هو أحد الأسباب وراء هذه الأحجام من التداولات على أسهم شركات خاسرة. وتفصيلاً، أظهر تحليل أجرته «الإمارات اليوم» من واقع التداولات بسوقي دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية، أن قيمة التداولات التي تمت على سهم «أرابتك» منفرداً بلغت 2.7 مليار درهم تقريباً خلال فترة أربعة شهور من 2017، تلاه سهم «دريك آند سكل» بحدود 1.6 مليار درهم، ثم تداولات بحدود مليار درهم لسهم «شعاع كابيتال»، و700 مليون درهم لسهم الشركة الإسلامية العربية للتأمين «سلامة»، وأخيراً 75 مليون درهم لسهم أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة». من جانبه، قال المحلل المالي لشركة «الأنصاري للخدمات المالية»، عبدالقادر شعث، إن «ما يحدث من تداولات على أسهم الشركات الخاسرة هو في حقيقته مضاربات يومية سريعة تتم من قبل مستثمرين كبار ومديري محافظ لديهم كميات كبيرة من هذه الأسهم، وتم شراؤها بسعر أعلى من القيمة الحالية للسهم، لكن لا يمكنهم الاحتفاظ بها، على أمل أن يعاود السهم صعوده مجدداً، وذلك بناء على معرفتهم بواقع أداء الشركات الخاسرة والسيناريوهات المستقبلية لمثل هذه الحالة، وأنه من الصعوبة أن يرتفع للمستويات ذاتها مرة أخرى». وأضاف أن «هذه الجهات تقوم بالتعامل على السهم بيعاً وشراءً مرات عدة، لتحقيق مكاسب طفيفة لا تتجاوز فلوساً عدة، لكن صغار المستثمرين ينساقون وراءهم دون فهم لحقيقة ما يجري، لذا نجد هذه القيم الكبيرة من التداول على شركات هي بالأساس خاسرة». وأشار شعث إلى أن «مديري محافظ ووسطاء ومستثمرين كباراً يعرفون ذلك جيداً، ويدركون أن ما يحدث من مضاربات وارتفاعات على سعر السهم هي بالأساس لمصلحة تخفيف خسائر بعضهم، لكن من يتحمل تبعاتها هو المستثمر الصغير الذي يتبعهم بيعاً وشراءً دون فهم ما يحدث»، منوهاً بأن «مديري المحافظ تتم مساءلتهم إذا لم يقوموا بتخفيف مخاطر الأسهم الخاسرة في محافظهم، لذا تزايدت حدة المضاربات». من جهته، قال مدير إدارة الأصول في شركة «مينا كورب»، طارق قاقيش، إن «هناك مضاربات من قبل بعض المستثمرين الكبار للاستفادة من الانخفاضات التي صاحبت إعلان الخسائر»، مؤكداً أن «غياب الوعي لدى صغار المستثمرين هو أحد الأسباب وراء هذه الأحجام من التداولات على أسهم شركات خاسرة». وأضاف أنه «لابد أن يدرك المستثمرون أن هذه الشركات خسرت جزءاً كبيراً من رأسمالها؛ لذا يجب التعامل معها بحذر إلى حين نجاح الإجراءات التي اتخذتها سواء عمليات إعادة هيكلة أو إطفاء خسائر وغيره». يذكر أن شركة «أرابتك» مُنيت بخسائر بقيمة 3.4 مليارات درهم، تعادل 45% من رأس المال، وذلك عن عام 2016، فيما بلغت خسائر «دريك آند سكل» نحو 815 مليون درهم عن الفترة ذاتها، وسجلت شركة «شعاع كابيتال» خسائر بقيمة 132.5 مليون درهم بنهاية عام 2016، وأظهرت النتائج تكبد شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» نحو 18.23 مليار درهم خسائر في 2016، بينما حققت الشركة الإسلامية العربية للتأمين «سلامة»، صافي خسائر خلال عام 2016 بلغت 179.85 مليون درهم.
مشاركة :