يتطلع الأردن إلى زيارة البابا فرنسيس الأول بأهمية كبيرة، إذ أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، أهمية هذه الزيارة المقررة في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، لأن «لها بعدين سياحي واقتصادي مهمين». ولفت في حديث إلى «الحياة»، إلى أن الأردن «يملك كنوزاً أثرية ومواقع دينية مقدسة للمسيحيين ومقامات الصحابة، قد تشكل رافداً للسياحة». وشدد على ضرورة «استثمار هذه الزيارة في الترويج للسياحة، لا سيما منها الدينية، لوضع الأردن على خريطة السياحة العالمية والدينية تحديداً». أما البعد الثاني للزيارة على ما أوضح المومني فيتمثل في «القيم التي يعتز بها الأردن»، مشيراً إلى أن المجتمع الأردني «يتمتع بقيم إيجابية ترسخ مبادئ التسامح والتعايش والتآخي بين الإخوة المسلمين والمسحيين، وحوار الأديان». وذكّر بأن الأردن «كان من الدول التي تتبنى مبادرات على المستوى الدولي وتقترحها وترعاها، مثل رسالة عمّان واستضافة مؤتمرات دينية للحوار والانفتاح، وكان آخرها مؤتمر الطريق إلى القدس». واعتبر أن زيارة البابا «تشدد على الأمن والاستقرار اللذين يتمتع بهما الأردن، خصوصاً في محيطه الملتهب». وأمل في أن «يكون لزيارة البابا ودعواته إلى السلام من منطقة الشرق الأوسط، أثر لتخفيف حدة التوترات في الشرق الأوسط، وأن تسود روح من الإيجابية والتسامح بين كل الفئات والأحزاب والدول». وأوضح المومني أن قطاع السياحة يشكل «مصدراً أساساً للدخل في الأردن، و13 في المئة من الناتج المحلي، فضلاً عن أنه مصدر رئيسي للعملة الصعبة المُعتمد عليها في دعم خزينة الدولة». وأسف إلى ندرة أعداد السياح الذين يزورون موقع المغطس حيث عُمّد السيد المسيح»، لافتاً إلى أن «90 ألف شخص فقط يزورونه سنوياً، وهو رقم متواضع بالنسبة إلى مكان مهم تاريخياً ودينياً»، آملاً في أن «تشجع زيارة البابا الموقع استقطاب آلاف الحجاج من مسيحيي سورية ولبنان ومصر ومن دول أخرى، ما سينعكس إيجاباً على البعدين الاقتصادي والسياحي». وأعلن أن نسبة الإشغال الفندقي والدخل السياحي «سجلا زيادة منذ بداية العام الحالي». ورأى أن «الحديث عن هذه الزيارة ومكانتها وبعدها السياحي والإنساني، سيزيد من الاهتمام العالمي بهذه المنطقة، ما سينعكس على ريع السياحة والاقتصاد». وحضّ على أن «تعمل اللجنة التي شكلها رئيس الوزراء على التعريف بالزيارة والأردن ومكانته السياحية ومواقعه المميزة، لإعطاء هذه الزيارة حجمها التاريخي». ولم يغفل المومني، أن قطاع السياحة «يرتبط بالإقليم، لأن ما يحصل فيه يؤثر في السياحة، إذ لا يميّز بعضهم اختلاف الوضع في الأردن عنه في الدول المجاورة، حيث لا يزال التوتر في كل من سورية ومصر، يعوق تعافي السياحة». وكشف عن أن «ما يزيد على ألف صحافي سيقومون بتغطية هذه الزيارة المهمة»، متوقعاً أن «يزداد عدد السياح خلال الزيارة وبعدها». ولفت إلى أن «بطاقات الدخول إلى ستاد عمان مجانية، ويمكن أي شخص الحصول على البطاقات وحضور القداس، إذ ستُوزّع في الكنائس من طريق الفاتيكان والناطق الإعلامي للزيارة». وتوقع «حضور 25 ألف شخص». وأشار إلى أن البابا «سيلتقي خلال الزيارة عدداً من اللاجئين والمعوقين والأطفال اليتامى، وسيطلق رسالة سلام لمناصرة الضعفاء من أبناء المجتمعات». وأوضح أن الرسالة «ستركز على البعد الإنساني والقيم وروح السلام، وهو مرحب به في المنطقة التي تعاني من عدم الاستقرار والعنف وخطاب الكراهية السائد». وتُعد زيارة البابا فرنسيس الأردن الرابعة لبابا الفاتيكان خلال نصف قرن، بعدما زارها البابا بولس السادس في كانون الثاني (يناير) عام 1964، ويوحنا بولس الثاني عام 2000، وبينيدكتوس السادس عشر عام 2009. وهذه الزيارة هي الأولى للبابا خارج الفاتيكان.
مشاركة :