قرار جديد في اليونيسكو حول القدس يزيد التوتر بين تل أبيب وبرلين

  • 5/1/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت مصادر دبلوماسية في تل أبيب، أن التوتر القائم بين إسرائيل وألمانيا، الذي تجلى خلال زيارة وزير الخارجية زيغمار غابرييل الأسبوع الماضي، تفاقم في الأيام القليلة الماضية، ودخل مرحلة جديدة، بسبب ما اتخذته الحكومة الإسرائيلية من مواقف إزاء السياسة الألمانية، ومواقف برلين في الموضوع الفلسطيني عموماً، وأبحاث اليونيسكو الخاصة بالقدس بشكل خاص. وحسب مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية، فإن برلين لم تعمل على إحباط قرار معادٍ لإسرائيل في اللجنة الإدارية لليونيسكو، بل دفعت بكل قوة من أجل التوصل إلى تسوية مع الدول العربية، تسمح لدول الاتحاد الأوروبي بعدم التصويت ضد القرار. وقال مسؤول في وزارة الخارجية، طلب التكتم على اسمه بسبب حساسية الموضوع، إن النائب السياسي لمدير عام وزارة الخارجية، ألون أوشفيز، أجرى في الأسبوع الماضي محادثة صعبة مع السفير الألماني لدى إسرائيل، كالمانس فون غيتسا، احتج خلالها بشدة على سلوك ألمانيا في موضوع القرار المعادي لإسرائيل في اليونيسكو. وجرت المحادثة بعد يومين من الأزمة التي أحدثها قرار نتنياهو إلغاء اللقاء مع وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل خلال زيارته للبلاد. ونوقشت خلال المحادثة مسألة إلغاء اللقاء، أيضاً، فوصل الجدال إلى مستويات عالية وإلى تبادل اتهامات. ورفض الناطق بلسان الخارجية عمانوئيل نحشون، التطرق إلى الموضوع، فيما لم تعقب سفارة ألمانيا. يشار إلى أنه في يوم الثلاثاء المقبل، حيث تحتفل إسرائيل بذكرى تأسيسها، ستجري إدارة اليونيسكو تصويتاً على مشروع قرار يتعلق بالقدس. وخلافاً للقرارات السابقة التي تجاهلت بشكل مطلق الرابط بين اليهود والحرم القدسي، بل التشكيك بعلاقة اليهود بالحائط الغربي (البراق)، يعتبر القرار الجديد مخففا. ويعود ذلك إلى اتفاق توصل إليه سفير الاتحاد الأوروبي في اليونيسكو مع الفلسطينيين والدول العربية، بدعم ألماني. وفي إطار «الصفقة» الجديدة حول القرار، أضاف المسؤول الإسرائيلي: «وافق الفلسطينيون والعرب على تقديم تنازلات ملموسة، في مقدمتها شطب أي ذكر أو تطرق إلى المسجد الأقصى أو الحرم الشريف من نص القرار». وقد جرى شطب الأجزاء التي كانت قد أغضبت إسرائيل وجعلتها تجمد تعاونها مع اليونيسكو في السنة الماضية. كما أضيفت إلى نص القرار، عبارة تقول إن القدس مهمة للديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية والإسلامية. وعلى الرغم من التخفيف الملموس في نص القرار، فإن إسرائيل لم تحب «الصفقة» بين الأوروبيين والعرب لسببين: الأول، هو أن القرار بقي سياسياً، وينتقد إسرائيل على ممارساتها مع الفلسطينيين. كما أنه يعتبرها «قوة محتلة» في كل ما يتعلق بالقدس، ولا يعترف بضم القدس الشرقية إلى إسرائيل، وينتقد بشدة الحفريات التي تنفذها في القدس الشرقية وفي محيط البلدة القديمة، كما ينتقدها بسبب الأوضاع في غزة وسلوكها في الحرم الإبراهيمي وفي قبر راحيل في بيت لحم. أما السبب الثاني، وربما الأهم، الذي أدى إلى الغضب الإسرائيلي، فهو أن «الصفقة» شملت مقابلاً، على شاكلة قرار موحد لكل دول الاتحاد الأوروبي (11 دولة) الأعضاء في إدارة اليونيسكو، ينص على الامتناع أو دعم القرار خلال التصويت الذي سيجري غداً، وعدم التصويت ضده. في مثل هذه الحالة، سيتقلص بشكل دراماتيكي عدد الدول التي ستصوت ضد القرار، وبالتالي سيحظى بالشرعية. وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية، إن إسرائيل اعتقدت أن ألمانيا، وكما فعلت في كل القرارات السابقة، ستعارض أي قرار معاد لإسرائيل مهما كان نصه، بل ستساعد إسرائيل على تجنيد دول أوروبية أخرى لكي تعارض. لكن الألمان قرروا الدفع نحو التسوية مع العرب وصياغة إجماع أوروبي، الأمر الذي قلص مجال المناورة الإسرائيلي بشكل دراماتيكي. وخلال المحادثة بين أوشفيز والسفير الألماني، والمحادثات التي جرت بين دبلوماسيين إسرائيليين وألمان، ادعى الألمان بأن الخطوة التي قادوها ساعدت إسرائيل، لأنه تم تخفيف مشروع القرار بشكل كبير. وقال مسؤول إسرائيلي إن الرد الإسرائيلي على ذلك، هو أن حقيقة كون القرار أقل سوءاً مما كان عليه في السابق لا تثير العزاء. وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية، إن الرد الذي تم نقله إلى الألمان، يقول إنه «إذا لم يكن هناك مكان للسياسة في اليونيسكو، فهذا يعني أنه لا مكان للسياسة. لماذا تتعاونون مع قرار سياسي ولماذا تساعدون على تجنيد إجماع أوروبي حول هذا القرار؟» وقال دبلوماسيون من إسرائيل، إن الخطوة الألمانية جاءت قبل الأزمة التي رافقت زيارة وزير الخارجية إلى إسرائيل. ومع ذلك، قالوا، إن المواجهة بين نتنياهو وغابرييل في موضوع اللقاء مع نشطاء يكسرون الصمت، زادت من صعوبة إقناع الألمان بالتوقف عن السعي للتسوية مع العرب. وقال دبلوماسي إسرائيلي: «لقد فهمنا في الأيام الأخيرة أن قدرتنا على استخدام ألمانيا لكي تساعدنا سياسياً ليست واردة».

مشاركة :