المالكي يدعو الأجهزة الأمنية إلى تجاهل «الأصوات المبحوحة» بشأن حرب الفلوجة

  • 5/15/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد: حمزة مصطفى دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأجهزة الأمنية إلى عدم الاستماع إلى ما سماه «الأصوات المبحوحة» في الحرب الجارية ضد دولة العراق الإسلامية في العراق والشام «داعش» التي تتحصن في مدينة الفلوجة منذ نحو خمسة أشهر. وقال المالكي في كلمته الأسبوعية أمس «ينبغي أن لا تحدث هناك مجاملة تحت أي عنوان مع الإرهابيين»، داعيا إلى «معاقبة الذين يتسترون ويتعاونون ويسكتون عن هذه الظاهرة». وأضاف المالكي «يقتضي أن تتكامل التشريعات والقوانين بأقصى درجات القسوة والقوة في مواجهة (القاعدة) وأن لا نسمع من يدافع عنهم»، مؤكدا «لا أتهم أحدا بالوقوف بجانب الإرهاب لكن عليكم الفرز بين المواقف»، مخاطبا الأجهزة الأمنية بالقول: «لا تسمعوا للأصوات المبحوحة واضربوا الإرهاب بعنف وقوة ولا تبالوا»، مشددا أن على «الأجهزة الأمنية الحذر من أن تصيب العمليات الأمنية المواطنين في الأحياء العامة، عندما تضرب مراكز تجمعاتهم». وفي وقت تواصل القوات العراقية معركتها ضد «داعش» في الفلوجة وأجزاء واسعة من مدينة الرمادي، لم يتم استردادها بعد، فقد انتقد عضو البرلمان العراقي عن القائمة العربية طلال حسين الزوبعي مسار الحرب هناك. وقال (الزوبعي) الذي ينتمي إلى قضاء أبو غريب القريب من الفلوجة والذي تعرض للفيضان مؤخرا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمر الذي يثير استغرابنا هو أننا نسمع منذ شهور عن مواصلة القتال واشتباكات وتحقيق انتصارات مثلما تقول الحكومة والأجهزة العسكرية ولكن ما يجري على أرض الواقع يبدو أنه أمر مختلف إلى حد كبير»، مشيرا إلى «عدم وجود ما يكفي من معلومات فضلا عن تشابك الخيوط بين من هو مع داعش ومن هو ضدها بالإضافة إلى ما سمعناه عن وجود تحركات عشائرية لغرض التوصل إلى حل سلمي عبر حوارات جرت في عمان وأربيل». وأوضح الزوبعي أنه «وفي كل الأحوال ومهما تكن الملابسات فإن الحكومة وحدها هي القادرة على إيجاد حل جذري للأزمة في الرمادي وذلك من خلال تقديم حلول جذرية للمشاكل والأزمات التي اضطر الناس هناك إلى الخروج بمظاهرات من أجلها لمدة عام»، عادا إن «ما يقدم الآن من أموال وما يصدر من قرارات بشأن هذه القضية أو تلك هو إما تعويضات بسبب استمرار العمليات العسكرية أو محاولات ترقيع لا تجدي نفعا في النهاية». وانتقد الزوبعي «لجوء القادة العسكريين إلى الحلول العسكرية من خلال توجيه الضربات والقصف الذي غالبا ما يكون عشوائيا فيؤدي إلى خسائر في أرواح المدنيين بينما المطلوب اللجوء إلى العقل والحكمة بل وحتى لو حصل اضطرار للعمل العسكري فإنه ينبغي أن يكون مرهونا بتحقيق هدف سياسي». وكانت المصادر العسكرية في قيادة عمليات الأنبار أفادت أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات أمنية وعناصر مسلحة من تنظيم (داعش)، شمال الرمادي، (110 كم غرب بغداد). وقالت هذه المصادر في تصريحات صحافية إن «الاشتباكات اندلعت بين قوات الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر وعناصر مسلحة من تنظيم (داعش) يستقلون عجلات رباعية الدفع بمناطق مختلفة من جزيرة البوذياب، شمال الرمادي، دون معرفة حجم الخسائر البشرية» مشيرة إلى أن «العناصر المسلحة هاجمت نقاط تفتيش وتجمعات للقوات الأمنية باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة». وفي هذا السياق أكد الشيخ غسان العيثاوي أحد شيوخ العشائر ورجال الدين في محافظة الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «هناك مناطق كثيرة في الرمادي لم يتم تطهيرها من تنظيم داعش وهي مناطق البوعبيد والبوذياب وجزء من منطقة الملاحمة والسبب في ذلك أن العمليات العسكرية التي تجري في هذه المناطق لا يتم خلالها مسك الأرض وهو ما يمكن تلك العناصر من العودة ثانية». وأضاف أن «المعارك في أطراف الفلوجة تستهدف إضعاف قوة داعش واتباع أسلوب محاصرتها أطول فترة ممكنة» مستبعدا «اقتحام المدينة لما يتسبب به ذلك من إشكالات سياسية داخلية وخارجية وقد يؤدي إلى قلب المعادلة لغير صالح الحكومة». في سياق ذلك أعلن مستشفى الفلوجة العام بأن 16 مدنيا سقطوا بين قتيل وجريح بقصف لقوات الجيش لوسط وشمال المدينة. وقال المستشفى في بيان صحافي أمس إن «قوات الجيش المتركزة خارج محيط الفلوجة، قصفت بالراجمات والصواريخ والمدفعية أحياء الجولان ونزال وجبيل والجمهورية والمعلمين والأندلس والضباط وسط وشمالي الفلوجة، مما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة تسعة آخرين بجروح خطيرة وتدمير 13 منزلا وحرق ستة محال تجارية». إلى ذلك تبنى تنظيم «داعش» تفجيرات بغداد أول من أمس الثلاثاء. وقال بيان للتنظيم نشر على أحد المواقع التابعة له «إننا في ولاية بغداد نعلن عن بدء عملية عسكرية منذ اليوم الثلاثاء، ضد مقار وتجمعات الحكومة المرتدة وأحزابها وميليشياتها الرافضية انتقاما وثأرا لما بدأوا به من حملة عدوانية ضد أهلنا في الفلوجة تحت صمت عالمي غريب بل ليس بغريب».

مشاركة :