القاهرة: محمد عبده حسنين يبدأ المصريون المغتربون اليوم (الخميس) في 124 دولة بمختلف أنحاء العالم التصويت لاختيار رئيس جديد للبلاد، خلفا للرئيس المؤقت عدلي منصور. وتستمر عملية التصويت، التي تنطلق في الساعة التاسعة صباحا بتوقيت كل دولة، لمدة أربعة أيام، بحيث تنتهي مساء يوم (الأحد) المقبل. ويتنافس في الانتخابات، التي ستجرى رسميا داخل البلاد يومي 26 و27 مايو (أيار) الجاري، المرشحان عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق، وحمدين صباحي زعيم التيار الشعبي. وقال المستشار عبد العزيز سالمان، أمين عام اللجنة العليا للانتخابات، إن «اللجنة فتحت الباب واسعا أمام كل مصري للتصويت في أي دولة من دول العالم، من دون أي قيد أو شرط، سوى كونه مقيدا بقاعدة بيانات الناخبين، ويحمل بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر». وينظر كثير من المصريين إلى السيسي باعتباره المرشح الأوفر حظا في الفوز. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «بصيرة» ونشرت نتائجه أمس أن 76 في المائة من المصريين سينتخبون السيسي، مقابل اثنين في المائة فقط لصباحي. وتعد الانتخابات الرئاسية الاستحقاق الثاني بعد إقرار الدستور في يناير (كانون الثاني) الماضي، في خطة المستقبل للمرحلة الانتقالية، التي وضعها قادة الجيش بمشاركة رموز القوى الوطنية والدينية، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو (تموز) الماضي. وينتظر إجراء انتخابات نيابية لاحقا. وأكد أمين عام اللجنة العليا للانتخابات، في مؤتمر صحافي عقده أمس حول إجراءات التصويت في الخارج، أن اللجنة أرسلت نحو 180 جهازا آليا للسفارات ذات الكثافة العددية، كما أرسلت مجموعة دعم فني من المهندسين والمختصين لتلافي أي أعطال قد تظهر في هذه الأجهزة، موضحا أن هذه المجموعات تقيم إقامة كاملة على نفقة اللجنة وبدعم من وزارتي الاتصالات والتنمية الإدارية. وأوضح سالمان أن اللجنة أحاطت نفسها داخليا بدعم فني أيضا لمواجهة أي مشكلة، بالإضافة إلى 20 خط تليفون ساخنا لتلقي أي شكاوى أو صعوبات قد تظهر للعمل على تلافيها، منوها إلى أن اللجنة العامة للمصريين في الخارج سيكون مقرها في لجنة الانتخابات، ويرأسها الأمين العام ومجموعة كبيرة من الأمانة العامة، ومجموعة من الدبلوماسيين، لافتا إلى أن هذه اللجنة في عمل دائم منذ الآن وإلى أن ينتهي تصويت آخر مصري مقيم في الخارج. وحول الإعلان عن النتيجة النهائية لتصويت المصريين بالخارج، قال سالمان إنه سيجري إعلان حصر عددي لما حصل عليه كل مرشح بجميع اللجان، وحصر الأعداد الصحيحة والأعداد الباطلة، ونقف عند هذا الحد انتظارا لإعلان النتيجة النهائية من جانب لجنة الانتخابات الرئاسية. من جانبه، دعا السفير حمدي سند لوزة، نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، المصريين بالخارج إلى التوجه لصناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وطالبهم بألا يلتفتوا إلى الشائعات، وذلك بعد انتشار شائعة بإلغاء تصويت المصريين في الخارج في عدة سفارات، كما ناشدهم التعاون والصبر وسعة الصدر مع الظروف والإجراءات التي ستجرى في السفارات في الخارج. وحول عدد اللجان وآلية التصويت، قال السفير علي العشيري مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية، خلال المؤتمر الصحافي، إن عدد اللجان الرئيسية والفرعية بلغ 141 لجنة انتخابية في 124 دولة. من جهتها، بدأت غرفة العمليات التي شكلتها وزارة الخارجية في متابعة عملية الانتخابات مع كافة السفارات والقنصليات في الخارج، وتلقي التقارير للتأكد من إتمام كافة الإجراءات الأمنية والفنية والإدارية واللوجستية الخاصة باستقبال المصريين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبد العاطي، أمس إن أول لجنة ستفتح أبوابها للناخبين هي اللجنة الفرعية في ويلنغتون بنيوزيلندا، ثم تتوالى عملية التصويت في باقي المقار الانتخابية من أقصي شرق الكرة الأرضية إلى أقصى غربها، لتكون الدائرة الانتخابية في لوس أنجليس آخر الدوائر التي يجرى بدء التصويت بها في نحو السادسة مساء بتوقيت القاهرة. في غضون ذلك، كشفت نتائج استطلاع للرأي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة) ونشر أمس، أن 76 في المائة من المصريين يتجهون إلى انتخاب السيسي، مقابل اثنين في المائة للمرشح المنافس حمدين صباحي، في حين أن 15 في المائة لم يحددوا موقفهم بعد. وشملت عينة الاستطلاع 2000 شخص، جرى استطلاع آرائهم باستخدام الهاتف، خلال يومي 10 و11 مايو الجاري. وأظهرت النتائج أن 87 في المائة ينوون المشاركة في الانتخابات، مقابل تسعة في المائة لا ينوون المشاركة، وأربعة في المائة لم يقرروا بعد. كما أظهرت أن 73 في المائة سينتخبون السيسي في المدن و78 في المائة في الريف. فيما سينتخب ثلاثة في المائة في المدن صباحي، مقابل اثنين في المائة في الريف. ولفت الاستطلاع إلى أن من سينتخبون صباحي من الشباب تبلغ نسبتهم أربعة في المائة، مقابل واحد في المائة بين الناخبين في الفئة العمرية 50 عاما فأكثر، موضحا أن 80 في المائة من الحاصلين على تعليم أقل من متوسط سينتخبون السيسي، مقابل 67 في المائة بين الحاصلين على تعليم جامعي أو أعلى.
مشاركة :