مدير إدارة البحوث والإصدارات في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة "منذ سنوات بدأ العالم حديثه عن أهمية استخدام قوة اقتصاديات الثقافة ليس فقط من ناحية فائدتها في تعزيز الوجود وحماية الهويات، إنما كذلك باعتبارها مصدرا جيدا للاستثمار الراقي على صنع فرق في تقدم العالم، في هذا الإطار تقدمت العديد من الدول في مقدمتها الصين وخطت خطوة مهمة في الافادة من هذه الصناعات الثقيلة مثل السينما والمسرح والحرف التراثية، وفي تطور سريع جدا نشأ بسبب سطوة النشر الورقي هو الوجه المعبر عن الاقتصاد التقليدي، أصبحنا الآن بصدد الحديث عن ضرورة التوجه إلى النشر الرقمي الذي بات الوجه الأهم. وأشار الشيحي إلى بعض الأرقام التي تؤكد أهمية الانطلاق في النشر الرقمي منها أن مجموع جمهور الانترنت في العالم 3.6 بليون شخص، أي ما يزيد عن نصف سكان الكرة الأرضية، وأن كمية البيانات المتداولة عبر الانترنت بلغ 2 مليون جيجا بايت، وأن مجموع المواقع الشبكية 1.17 مليون موقع. هذه الأرقام تمثل الشريحة التي نستهدفها عندما نتحدث عن النشر الرقمي. وأكد أن أبوظبي تهتم بشكل خاص بالنشر الرقمي وتتابع عن كثب احصائيات تطوره، وقال "نعرف أننا نتحدث عن مئات الآلاف من أبناء الامارات هم في الاساس قراء رقميون مواكبون لتطورات العصر وتطورات اقتصاديات المعرفة. ولفت الشيحي إلى أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب هو أول معرض يخصص جناحا كاملا للنشر الرقمي "E-ZONE" يتسع سنويا لاستيعاب أبرز التجارب العالمية وتقريبها من صناع النشر العربي إضافة إلى جلسات مكثفة ومتخصصة لخبراء في هذا المجال من كافة جغرافيات العالم. وأضاف: اليوم نضع لبنة جديدة في هذا البناء، إذ نلتقي في مؤتمر التبادلات في مجال النشر الرقمي بين الصين والدول العربية لإطلاق منصة أو مشروع جديد يعمل كهمزة وصل ومنشط حقيقي بين المعنيين بالنشر الرقمي من الناشرين من الجانبين: الصين والإمارات. ونأمل أن تكون الرابطة التي نطلقها اليوم أساسا قويا وجيدا يجمع خبرات الطرفين وصولا إلى صناعة نشر رقمي جيدة تليق بجهود الطرفين وتليق بتطورات العصر. أما وانغ تشيانغ رئيس قسم النشر الرقمي بالهيئة الصينية الوطنية العامة للصحافة والنشر فقد قدم تعريفا عن تطورات النشر الرقمي في الصين والجهود التي تبذلها الحكومة الصينية لدفع هذه التطورات إلى الأمام، وبدأ بالحديث عن تطور النشر الرقمي في الصين، وإن هذه الصناعة تحولت في الفترة الأخيرة إلى نقطة مهمة في مجال النشر، وقال "لقد تحولت هذه الصناعة في العشر سنوات الأخيرة حيث بلغ حجم الدخل منها خلال العام 2016 حوالي 530 مليار يوان صيني، وذلك بزيادة قدرها 20.4% عن عام 2015، وهذه النسبة يمثل 22.9% من إجمالي دخل كل صناعات النشر والإعلام والصحافة في الصين، وتحتل بذلك المرتبة الثانية. ولفت إلى ثراء المنتوجات الرقمية في الصين، فهناك الكتب الالكترونية ومجلات صحف يومية وموسيقى وآداب وألعاب وقواعد وبنوك بيانات رقمية، كما أن هناك منتوجات رقمية خاصة بالهواتف المحمولة وغيرها. وكشف وانغ تشيانغ عن زيادة التنمية المندمجة والتي قصد بها الجمع بين الشكل التقليدي للنشر والشكل الرقمي للنشر، حيث أصبح الجزء الرقمي من منتوجات مؤسسات ودور النشر يحتل دخله نسبة 15% على الأقل من دخل المؤسسة أو دار النشر، وأحيانا تصل هذه النسبة إلى 70 % من دخل المؤسسة أو دار النشر. وأشار إلى أن الحكومة الصينية أنشأت حتى الآن أكثر من 14 قاعدة لصناعات النشر القمية على مستوى الدولة، وذلك نتيجة الزيادة المضطردة في معدلات الاستهلاك، حيث أصبحت القراءة الالكترونية والرقمية خلال الخمس سنوات الماضية هي اتجاه للتطور في الصين، وقد وصلت نسبة القراءة في عام 2016 إلى 79.9 % منها 58.9 % قراءة كتب، وذلك بزيادة 4% مقارنة عن العام 2015، أما نسبة قراءة الصحف فجاءت 39.7% بانخفاض قدره 6% عن العام 2015. وكشف أيضا عن أن هناك مليار مستخدم للهاتف المحمول لقراءة المطبوعات الرقمية من كتب وصحف ومجلات. ومع ذلك رأى وانغ تشيانغ أن صناعة النشر الرقمي في الصين تعاني من بعض المشكلات ذكر منها أولها أن هيكل الصناعة نفسه غير متناغ، كما أن نسبة الدخل لدور النشر والمؤسسات من النشر الرقمي ضئيلة قياسا لنسبتها من الدخل من الطباعة التقليدية الورقية مازالت نسبتها، لكن هذه المشكلات وغيرها سعت وتسعى الحكومة الصينية من خلال إصدار قوانين داعمة لصناعة النشر الرقمية. محمد الحمامصي
مشاركة :