أسدل الستار على الحملة الانتخابية البرلمانية في الجزائر مساء الاحد في ظل دعوات واسعة للمقاطعة من طرف فئة الشباب، وقبل اربعة ايام من موعد اجراء الاقتراع المقرر الخميس، لم تشهد الحملة الانتخابية اي تغيير فعلي في تركيبة البرلمان ولا في السعي لايجاد حلول لمشاكل البلاد الاقتصادية والاجتماعية بعد انخفاض مداخيل البلاد المعتمدة بشكل كلي على تصدير النفط والغاز بـ 50 بالمئة بمعدل 30 مليار دولار، منذ بداية انهيار أسعار النفط في صيف 2014. وخلال هذا الاستحقاق، يتجه حزب جبهة التحرير الوطني الذي يرأسه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في طريقه للحفاظ على الاكثرية مع حليفه في الحكومة التجمع الوطني الديموقراطي، حزب مدير ديوان الرئاسة ورئيس الوزراء الاسبق أحمد اويحيى. جبهة التحرير الوطني، الحزب العتيد، أكد على لسان أمينه جمال ولد عباس المثير للجدل صراحة ان حزبه سيحكم البلاد “100 سنة أخرى على الاقل” لأنه هو الذي استلم السلطة من المستعمر الفرنسي في 1962 ولم يتركها أبدا. ويشارك لأول مرة في هذه الانتخابات حزب تجمع امل الجزائر لرئيسه الوزير الاسلامي السابق عمار غول أحد اشد المدافعين عن بوتفليقة، ويأمل ان يحقق عددا معتبرا من المقاعد بما انه الوحيد الذي قدم قوائم في كل الدوائر الانتخابية ال 48 في الجزائر، في حين توجد أربع دوائر بالخارج. أما حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية الذي قاطع انتخابات 2012 فعاد للمشاركة، لينافس حزب جبهة القوى الاشتراكية (27 نائبا حاليا) في منطقة القبائل التي تضم خمس دوائر انتخابية. فيما يقاطع هذه الانتخابات حزبا طلائع الحريات لرئيس الحكومة الاسبق علي بن فليس الخاسر في الانتخابات الرئاسية سنة 2014، وحزب جيل جديد لسفيان جيلالي، وكلاهما يعتبر ان “الانتخابات التشريعية القادمة لن تحمل أي تغيير.” من جهتها، قامت الحكومة الجزائرية برئاسة عبد المالك سلال بحملة واسعة للدعوة الى التصويت تحت شعار “سمع صوتك” من أجل “الحفاظ على أمن واستقرار البلاد“، كما طلبت من الائمة في المساجد حث المصلين على المشاركة القوية في الانتخابات، كما دعا رئيس الحكومة في آخر تجمع له بولاية سطيف بدعوة النساء إلى تشجيع أزواجهم للتصويت وباكرا في هذه الانتخابات، مؤكدا ان صلاح الرجل لن يتم إلا بصلاح المرأة. وفي انتخابات العام 2012 حصل حزب الرئيس بوتفليقة على 221 مقعدا من أصل 462 وتلاه التجمع الوطني الديموقراطي ب 70 مقعدا، في حين حصل الاسلاميون المتكتلون في إطار قائمة الجزائر الخضراء على 47 مقعدا. وترشح للانتخابات 12000 شخص موزعين على حوالي ألف قائمة، أما الهيئة الناخبة فبلغت 23 مليون ناخب، حسب ما أعلنت الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات.
مشاركة :