فجر مقاتلون معارضون أمس نفقًا تم حفره في أسفل تجمع للجيش السوري النظامي في مدينة إدلب بشمال غرب سوريا، ما أسفر عن «عشرات القتلى والجرحى»، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقال المرصد: إن مقاتلين ينتمون إلى كتائب إسلامية شنوا هذا الهجوم على معسكر وادي الضيف في ريف معرة النعمان والذي يحاولون السيطرة عليه منذ أكثر من عام. وأظهر شريط مصور بث على الإنترنت انفجارًا هائلًا خلف ركامًا امتد على مئات الأمتار، وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن الهجوم أسفر عن سقوط «عشرات القتلى والجرحى بينهم ضابطان على الأقل»، وتبنت «الجبهة الإسلامية» وهي إحدى فصائل المعارضة المسلحة، هذا الهجوم في بيان. ومعسكر وادي الضيف هو أحد آخر معاقل النظام في محافظة إدلب، إضافة إلى قاعدة الحميدية المجاورة والتي تتعرض لهجمات، والأسبوع الفائت، قتل 30 جنديًا على الأقل في هجوم مماثل استهدف موقعًا لهم قرب المعسكر، وفي الثامن من مايو، قتل 14 عنصرًا من القوات النظامية على الأقل في نسف مقاتلين معارضين لفندق كارلتون الأثري في حلب القديمة في شمال سوريا، والذي تستخدمه القوات النظامية كمركز عسكري. إلى ذلك التقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، للتعبير عن الدعم للمعارضين المعتدلين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال الجانبان: إن اللقاء كان بنّاء ويشكل مرحلة مهمة في العلاقة النامية بين الولايات المتحدة والمعارضة السورية. وعقد اللقاء بينما أعربت الإدارة الأمريكية عن تخوفها من أن تقع أي مساعدة يتم تقديمها بناء على طلب المقاتلين المسلحين في سوريا، بين أيدي متطرفين. وكان الجربا يعقد لقاء مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس عندما دخل أوباما ليشارك في الاجتماع. وأعلن البيت الأبيض في بيان أن أوباما ورايس نددا بـ»استهداف نظام الأسد المتعمد للمدنيين بالغارات الجوية بما في ذلك استخدام براميل متفجرة، بالإضافة إلى منع وصول المساعدات الإنسانية والأغذية إلى المواطنين المحاصرين من قبل النظام». وتابع بيان البيت الأبيض أن الجربا شكر الجانب الأمريكي على «ما مجمله 287 مليون دولار من المساعدات الأمريكية للمعارضة، وأشاد بموقف الولايات المتحدة التي تقدم أكبر مساعدة إنسانية إلى اللاجئين السوريين والمقدرة بـ1.7 مليارات دولار. إلا أن بيان البيت الأبيض لم يأتِ على ذكر طلب تقدم به الجربا في السابق للحصول على أسلحة مضادة للطائرات لصد القصف بالبراميل المتفجرة الذي تلجأ إليه قوات النظام. وأقر مسؤولون أمريكيون في مجالس خاصة بأن الجربا تقدم بالطلب أمام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال لقائه معه الأسبوع الماضي في مقر وزارة الخارجية، إلا أنهم رفضوا التعليق على المسألة. وتخشى واشنطن أن تقع مثل هذه الأسلحة في أيدي مجموعات معادية للولايات المتحدة أو حلفائها أو أن تشكل تهديدًا للرحلات التجارية. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أعلن في وقت سابق أن واشنطن بذلت جهودًا كبيرة «لتضمن أن تصل المساعدة التي نقدمها للمعارضة إلى المعتدلين وليس الأشخاص الخطأ». وتابع كارني «إنها مسألة أثارت القلق منذ بدء النزاع لكننا نأخذها على محمل الجد». ويقول مسؤولون: إن المساعدات غير القتالية التي يتم تقديمها حاليًا تشمل معدات اتصال وتجهيزات للرؤية الليلة لكنهم رفضوا إعطاء تفاصيل محددة. واعتبر الائتلاف السوري في بيان أن المحادثات كانت «مشجعة وبناءة» وأنها خطوة نحو شراكة أقرب بين الشعب السوري والولايات المتحدة من أجل وضع حد للمعاناة في سوريا وللانتقال نحو الديموقراطية. كما ألمح بيان المجلس إلى الحاجة لمزيد من المساعدات العسكرية للمجموعات المعارضة. وتابع البيان: أن وفد المعارضة تباحث في الحاجة إلى تسليح الشعب السوري ليدافع عن نفسه من جرائم الحرب التي يرتكبها النظام يوميا وفي ضرورة ممارسة ضغوط أكبر على الأسد ليقبل بحل سياسي.
مشاركة :