مر على عملية مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن 6 سنوات، منذ أن نفذت قوات الجيش الأمريكية عملية قتله في أبوت أباد في باكستان في مايو 2011، بخطة وضعتها وكالة الاستخبارات الأمريكية للتخلص من رأس تنظيم القاعدة. وكشف الجندي بالقوات الأمريكية، الذي قتل بن لادن، تفاصيل تلك اللحظة التي ضرب فيها زعيم التنظيم بطلقة في الرأس، حسب ما ذكر موقع «ديلي ميل» البريطاني. وروى روبرت أونيل، 41 عامًا، وهو من قدامى المحاربين، الذين قاتلوا في أكثر من 400 مهمة قتالية منفصلة، عن مذكرات حياته المهنية في كتاب. في ذلك الكتاب يرصد «أونيل» تفاصيل اللية التاريخية، التي هاجمت فيها القوات الأمريكية منزل زعيم القاعدة في التجمع السكني ذي الإجراءات الأمنية المشددة، في أبوت أباد. ويقول أونيل في كتابه إنه «عندما وردت إليهم إشارات تؤكد على وجود بن دلان داخل منزله، كان يستعد لتذوق تلك اللحظة، فقد باتت نهاية زعيم القاعدة مؤكدة خلال تلك الليلة». وأوضح أن القوات الأمريكية عندما كانت تستعد لدخول المجمع السكني، تمكنوا من اقتحام بوابة حديدية، ولكنهم فوجئوا بوجود حائط وراءها، وحينها أُحبطوا لفشلهم في الدخول، وعندها قال أونيل: «لا هذا جيد، هذا باب زائف، وذلك يعني أنه بالداخل». وتمكنت القوات الأمريكية من اختراق التجمع السكني، بعد أن قتلت آخر عناصر خط الدفاع لأسامة بن لادن بمساعدة عناصر تم تدريبها جيدًا، وبعدها ألتقى «أونيل» وجهًا لوجه بزعيم القاعدة، الذي احتمى بأصغر زوجاته في غرفة مظلمة. وقال «أونيل» إنه كان متحمسًا لتلك اللحظة، التي دخل فيها منزل بن لادن، بعد عقد كامل من محاولات للبحث عنه وتصفيته، ورغم علمه بأنه قد يُقتل خلال تلك العملية إلا أنه كان يعلم أنها لحظة تاريخية عليه تذوقها، حسب وصفه. ويتابع «أونيل» سرد التفاصيل موضحًا أن «القوات الأمريكية اقتحمت منزل بن لادن، ومرت بغرف مليئة بالنساء والأطفال، ثم صعدت سلالم داخل المنزل بعد اختراق باب آخر». وكان أحد محللي الاستخبارات الأمريكية أخبرهم بأن عليهم أن يتوقعوا وجود خالد بن لادن، وهو ابن زعيم القاعدة، في المنزل مسلحًا ومستعدًا لتلك اللحظة، فهو آخر خط دفاع لزعيم القاعدة، وإذا تمكنوا من العثور على خالد بن لادن، فإنهم سيجدون والده في الطابق التالي. وبعدها حاول قناص العثور على خالد داخل المنزل، فظل يردد: «خالد تعال هنا» باللغتين العربية والأردو بصوت خافت، ما جعل الشاب يرتبك حول ذلك الأمر، فلم يكن متأكدًا حتى تلك اللحظة من دخول قوات أمريكية للمجمع السكني، فاستجاب لتلك النداءات وخرج فضربه القناص برصاصة في الرأس وقتله. وبعدها تحركت العناصر الأمريكية لأعلى للبحث في الغرف الأخرى، ووجودوا سيدتين على السلالم فألقى أحدهم بنفسه عليهما معتقدًا أنهما مفخختين، وبذلك سيقلل من إصابة وقتل العناصر الأخرى، التي جاءت لتنفيذ المهمة. ويقول «أونيل» في مذكراته إنه دخل غرفة أخرى فرأى بن لادن: «أطول وأنحف مما توقعت، وكانت لحيته أقصر وشعره أكثر شيبًا، وكان يحتمي بامرأة، وهي أصغر زوجاته». ويقول «أونيل» إنه لم يتردد، وصوب سلاحه أعلى كتفها، وضرب بن لادن في رأسه مرتين، فانقسمت رأسه وسقط على الأرض.
مشاركة :