ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية أن «التوسع الإيراني كان محور محادثات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة»، متوقعة في تقرير لها أن «تدعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوماً إسرائيلياً متوقعاً ضد القوات الإيرانية في سوريا، التي توسعت في أعقاب هزيمة المعارضة المسلحة في مدينة حلب». وجاء في الصحيفة أن «الانتصار العسكري لقوات النظام السوري في حلب بدعم من روسيا وإيران، عزز موقف الرئيس بشار الأسد بشكل كبير، وولد لديه شعوراً بأنه سيستعيد سيطرته على جميع الأراضي السورية». ورأت الصحيفة أن «هذا الانتصار دفع بإيران وحلفائها إلى التوسع في بضع مناطق في سوريا، خصوصاً في الجولان عند الحدود السورية الإسرائيلية»، لافتة إلى أن «هدف إيران من التمدد في سوريا ولبنان وقطاع غزة، هو خنق إسرائيل من جميع الجهات». واعتبرت الصحيفة أن «سيطرة إيران على سوريا ولبنان وغزة لم تعد مشكلة إسرائيل وحدها»، لافتة إلى أن «هناك شعوراً قوياً في تل أبيب مفاده أنه عندما تجد إسرائيل نفسها مرغمة على اجتثاث الوجود الإيراني، خصوصاً في الجولان، فإنها ستتلقى دعماً أميركياً قوياً». وكانت الصحيفة قد ذكرت قبل أيام أن وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اقترح خلال زيارته الولايات المتحدة أن تقوم إدارة الرئيس ترامب بصياغة وثيقة تفاهم من خمس نقاط بين الولايات المتحدة وإسرائيل لإزالة النفوذ الإيراني من سوريا. ووفق الصحيفة، تتضمن المذكرة سلسلة من النقاط الرئيسية التي تهدف إلى تشديد الخناق حول إيران ومنع تمددها في المنطقة. وقالت الصحيفة إن من بين النقاط الواردة في مذكرة التفاهم، اعترافاً أميركياً بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. وتتضمن مذكرة الوزير الإسرائيلي معارضة عامة للوجود العسكري الدائم لإيران في سوريا، وفرض عقوبات على طهران لحملها على وقف المساعدات العسكرية والمالية لحزب الله وتكثيف العقوبات على الحزب اللبناني. روسيا تخاطر بحرب من جهتها، تناولت مجلة نيوزويك الأميركية الحرب بسوريا وبعض الجهات المتورطة فيها مثل روسيا وإيران، وحذرت من أن موسكو تخاطر باندلاع حرب إسرائيلية جديدة ضد حزب الله يكون مسرحها سوريا. وأشار الكاتب جوناثان شانزر إلى التحالف الذي كان بين الاتحاد السوفيتي السابق ومصر، خصوصاً إبان فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والتهديدات التي كان أطلقها الزعيم المصري ضد إسرائيل، وإلى قيامه بإغلاق مضيق تيران وقطع طريق الشحن البحري إلى إسرائيل. وقال الكاتب إن إسرائيل سبق أن اتخذت خطوة تتمثل في الحرب الخاطفة التي شنتها عام 1967. وعودة إلى التاريخ الراهن، يشير الكاتب إلى أن حلفاء موسكو الآن يستفزون إسرائيل مرة أخرى، تماماً كما استفزها حلفاء موسكو قبل خمسين عاماً أو قبيل حرب يونيو 1967. وأضاف الكاتب أن إسرائيل قد لا تجد أمامها خياراً سوى القيام بضربة استباقية ضد حزب الله تؤدي إلى تغيير جذري في المنطقة برمتها. وأوضح أن مسرح الحرب الآن سيكون سوريا، وأن شرارة الحرب الجديدة لن تكون بسبب قيام الرئيس بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، ولكن بسبب حزب الله أو الوكيل الأخطر لإيران في المنطقة. وأشار إلى أن المسؤولين الإسرائيليين حذروا مراراً بأن الحرب المقبلة مع حزب الله لن تسعى فيها إسرائيل إلى أقل من إلحاق الهزيمة الكاملة بهذا الحزب وإخراجه من لبنان بالكامل. واختتم بأن موسكو تخاطر بتكرار ارتكاب الأخطاء التي ارتكبتها قبل نصف قرن في الشرق الأوسط. (الجزيرة نت)
مشاركة :