لندن: «الشرق الأوسط» تلعب الموسيقى دورا كبيرا في الحياة في جزر فارو، حيث إن الغناء هو الذي حفظ لغة سكان أرخبيل فارو من الاختفاء والاندثار. وبقيت اللغة لفترة طويلة منطوقة فقط إلى أن بدأت تكتب في القرن الـ19. واليوم، حسبما يقول الموسيقار هدين زيسكا ديفيدسن الذي يقطن في العاصمة تورشافن، توجد ثلاثة أنماط من الموسيقى في الجزيرة: «كينجو» و«شالدور» و«فورويسكور دانسور» أو (رقص السلسلة) التي يؤديها الراقصون وأيديهم متشابكة. ونادرا ما تصاحب الأغنيات آلات موسيقية. وقال زيسكا ديفيدسن: «الأمر كله غناء». وتعود تسمية الكينجو إلى الكاهن الدنماركي توماس كينجو الذي جمع الترانيم والتراتيل، حسب وكالة الأنباء الألمانية. ويقول الموسيقار زيسكا ديفيدسن: «الطريقة التي يغنون بها الترنيمة في شمال الجزر تختلف عن طريقة التغني بها في الجنوب حتى ولو كانت الترنيمة واحدة. كلما اتجهت شمالا يزيد التعقيد في الغناء». كما يشير إلى أنه قد تردد الأسر كل على حدة كلمات الأغاني ذاتها، ولكن بألحان ونغمات مختلفة. ويقول: «أعتقد أن ذلك يأتي من عدم الأداء بأي آلات». أما موسيقى «شالدور»، حسبما يقول الموسيقار زيسكا ديفيدسن، فتضم أغنيات للأطفال ذات ألحان بسيطة للغاية خالية من الكلمات عديمة المعنى. وقال: «لقد توارثت الأجيال الأغنيات شفهيا»، وهو ما يعود بالتحديد إلى أن لغة جزر فارو لم تكن مكتوبة. وأخيرا في عام 1846، وضع عالم لاهوت من مواطني فارو يدعى فينسيسلاوس أولريكوس هامرشيمب، أبجدية مكتوبة بالأحرف لجميع كلمات سكان فارو. ولكن ذلك كان مصدرا للإرباك والتشويش أكثر من كونه عاملا مساعدا، لأن هامرشيمب وضع الأبجدية بناء على اللغة النوردية القديمة، أو اللغة القديمة لدول الشمال (إسكندنافيا)، والتي لم يعد بينها أي تشابه مع الطريقة التي يتحدث بها سكان فارو بالفعل. وبالنسبة لموسيقى رقص السلسلة، فهي نوع من الرقص الفلكلوري الذي يقوم فيه المشاركون بتشبيك أيديهم لتكوين سلسلة ويرددون أبيات الشعر، حيث تصل أحيانا إلى ألف بيت شعر. وتتكون أقصر أغنيات رقص السلسلة من مائة إلى 300 بيت شعر. ويقول زيسكا ديفيدسن، إن «الأغنيات تتباين، حسب المكان الذي ينتمي إليه الأشخاص». وأوضح يقول، إن الشخص الذي يلم بجميع أبيات الشعر يتولى مهمة قيادة الرقصة، بينما يمكن للآخرين الانضمام إلى السلسلة في أي وقت. ويشير أيضا إلى أن سكان فارو يحبون أداء رقص السلسلة في مناسبات خاصة مثل فترة أعياد الميلاد أو حفلات الزفاف.
مشاركة :