ليس هناك ابلغ في الحكم والسياسة من قول (معاوية بن أبي سفيان): لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، قيل له وكيف ذلك؟!، قال: كنت إذا مدوها خليتها، وإذا خلوها مددتها ــ انتهى لقد سبق معاوية (باستراتيجيته وتكتيكه) هذا (ميكافلي) لأن الغاية عنده لا تبرر الوسيلة فقط، ولكنها تتزاوج معها زواجا (كاثلوكيا) ايضا. *** الحفرة الصغيرة بحد ذاتها تعتبر لا شيء، ولكنها من الممكن أن تكسر رقبتك ــ صح والا لا؟!، اعتقد انها صح، والدلالة على ذلك أنني أكلت (مطب) بسيارتي في احد الشوارع، وها انذا أضع الآن ضمادة حول رقبتي منذ خمسة ايام. *** بعض الناس يدافع عن عيوبه بحرارة، وكانه يدافع عن ميراثه ــ وأقولها بكل صراحة فجة: انا من هذا الصنف ولا فخر. *** قال (بسمارك): "رأيت ثلاثة اباطرة عراة، ولم يكن المنظر يسر الخاطر" أكيد أنه لا يسر الخاطر، ولكن السؤال هو: في أي مناسبة هو شاهدهم، وعلى اية وضعية؟! *** ذهبت لأزور في المستشفى رجلا مريضا جدا خرج لتوه من (غرفة الإنعاش)، وعندما شاهدت حالته المزرية، أردت أن أشد من ازره، فرددت على مسامعه بيتين من الشعر كنت أحفظهما منذ زمن وقلت له: ما انعم الله على عبده بنعمة أوفى من العافية وكل من عوفي في جسمه فإنه في عيشة راضية فنظر لي بعين يائسة وقال لي بصوت متحشرج: ياليتك ما جئت، ولا اسمعتني هذا الشعر، ثم ادار بوجهه عني قائلا: معنى ذلك أنني لست في عيشة راضية. *** هل لاحظتم أننا تغيرنا؟! فقبل فترة ألف احمد قنديل وغنى طلال مداح: (أحلى الليالي تراها ليلة الجمعة) ــ أي يوم الخميس مساء ــ وبعد أن تغيرت الإجازة الأسبوعية ألف يزيد بن عبدالله وغنى محمد عبده: (ليلة خميس) ــ أي ليلة الأربعاء مساء. واليوم بعد أن تغيرت الإجازة للمرة الثالثة، أصبح الناس يعتبرون ليلة السبت ــ أي يوم الجمعة مساء ــ هي أحلى الليالي، وإذا كان ولا بد أن يغنيها مغن فإنني أرشح (هيفاء وهبي) لتغنيها، ولا مانع عندي من كتابة كلماتها وتلحينها وتلقيني لها كذلك.
مشاركة :