أفادت المنظمة الدولية للطيران المدني «إيكاو»، بأن الإمارات تتصدر دول العالم في تطبيق المعايير الأمنية الخاصة بأمن الطيران، فقد حصلت على نسبة تقارب 100% في تطبيق هذه المعايير. وذكرت «إيكاو» على هامش الندوة الإقليمية لأمن الطيران المدني، في أبوظبي، أمس، أنها تتعاون مع الدولة حالياً في وضع أول خطة متكاملة لأمن الطيران في منطقة الشرق الأوسط، بهدف إنشاء منظومة أمنية قوية لمواجهة التحديات الأمنية. من جهتها، ذكرت الهيئة العامة للطيران المدني، أنها تعمل بشكل وثيق مع «إيكاو» في مجال دعم تطبيق المعايير الأمنية في مجال الطيران المدني، فضلاً عن العمل على التحسينات في الإجراءات الأمنية في القطاع باستمرار. الأكثر التزاماً وتفصيلاً، قال المدير الإقليمي لمكتب المنظمة الدولية للطيران المدني «إيكاو» في منطقة الشرق الأوسط، محمد عبدالرحمن علي خليفة، إن «الإمارات تتصدر دول العالم في تطبيق المعايير الأمنية الخاصة بأمن الطيران على المستوى الدولي». وأضاف خليفة في تصريحات صحافية على هامش الندوة الإقليمية لأمن الطيران المدني التي نظمتها الهيئة العامة للطيران المدني، أمس، في أبوظبي، بالتعاون مع «إيكاو»، أن «دولة الإمارات الأكثر التزاماً عالمياً بتطبيق المنظومة الكاملة لأمن الطيران والإجراءات التي تتضمنها داخل المطارات». وأوضح أن «الإمارات حصلت على نسبة تقارب 100% في تطبيق المعايير، وهي أعلى نسبة عالمية، إذ إن لديها منظومة كاملة أمنية لقطاع الطيران المدني»، مشيراً إلى أن «متوسط الالتزام بتطبيق هذه المعايير دولياً يراوح بين 70 و80%». ولفت إلى أن «الدولة تخصص جانباً كبيراً من مواردها البشرية والمادية من أجل أمن الطيران بصوره كافة، كما أنها سباقة إلى مناقشة كل ما هو جديد في ما يتعلق بمواجهة التحديات والتهديدات المتعلقة بأمن الطيران، فضلاً عن تدعيم النهج الاستباقي في مواجهة هذه التحديات». خطة متكاملة الماسح الضوئي قال مساعد القائد العام لشؤون المنافذ في القيادة العامة لشرطة دبي، اللواء أحمد محمد بن ثاني، إنه «لا يوجد توجّه حالياً لاستخدام جهاز الماسح الضوئي أو ما يعرف بماسح الجسم في مطارات الدولة»، لافتاً إلى أنه «يتم حالياً استخدام أجهزة متطورة بديلة عنه». وأضاف بن ثاني أن «هناك لجنة تقيّم بشكل دائم الأجهزة الحديثة في مجال أمن المطارات وتجربة كل ما هو جديد»، مشيراً إلى أن «جهاز المسح الضوئي شهد تطوراً كبيراً خلال الفترة الماضية من خلال سلسلة التجارب التي أجريت عليه». وذكر خليفة أن «(إيكاو) تتعاون مع الإمارات حالياً في وضع أول خطة متكاملة لأمن الطيران في منطقة الشرق الأوسط، بهدف إنشاء منظومة أمنية قوية لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه دول المنطقة العربية في الوقت الراهن، بحيث تتضمن الخطة تحديد الأولويات وآليات مواجهة المخاطر التي تواجه الطيران في المنطقة». وأفاد بأن «مجموعة العمل المشكلة لوضع هذه الخطة التي تضم خبراء من الدول الأعضاء، ستعقد اجتماعاً في الإمارات غداً الأربعاء بهدف إجراء المناقشات لتقييم التهديدات الأمنية في المنطقة وتحديد نقاط القوة والضعف، لوضع إطار عام قابل للتطبيق، تمهيداً لاعتماد الخطة النهائية من مسؤولي سلطات الطيران المدني في الدول العربية لاحقاً». وشدد خليفة على «أهمية عنصر الأمن في قطاع الطيران المدني في دول المنطقة، لاسيما في دول الخليج، خصوصاً أنها تحقق معدلات نمو سنوية تفوق ما يتم تحقيقه عالمياً»، متوقعاً «تضاعف الحركة الجوية في المنطقة خلال الـ15 عاماً المقبلة» وبين أن «الاستثمار في الأمن بقطاع الطيران المدني لا يتمثل فقط في استخدام أحدث الأجهزة الأمنية في المطارات، بل يتمثل أيضاً بشكل أساسي في تدعيم ثقافة الأمن والاستثمار في الموارد البشرية التي تعد العامل الأهم في تحقيق الأمن بهذا القطاع». وقال خليفة إن «حجم الإنفاق على الأمن في قطاع الطيران المدني دولياً يصل إلى أربعة مليارات دولار سنوياً»، لافتاً الى أن «من أهم التحديات التي نواجهها حالياً في مجال الأمن هو الأمن الإلكتروني، إضافة إلى تدعيم الأمن في المناطق التي تحيط بالمطارات والمناطق المخصصة للجمهور وصالات الوصول والسفر». تحسين الإجراءات من جهته، قال نائب المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، عمر بن غالب، إن «الهيئة تعمل بشكل وثيق مع (إيكاو) في مجال دعم تطبيق المعايير الأمنية في مجال الطيران المدني، إلى جانب العمل على التحسينات في الإجراءات الأمنية بالدولة باستمرار». وأضاف بن غالب أن «دور الهيئة يعد دوراً رقابياً من خلال العمل على القيام بزيارات دورية للمطارات للتأكد من تطبيق المعايير الأمنية الدولية التي وضعتها المنظمة»، مشيراً إلى أن «للهيئة برنامجاً وطنياً لأمن الطيران المدني تحدثه باستمرار من خلال صياغة متطلبات قطاع الأمن وتعميمها على المطارات والتحقق من تنفيذها». وذكر أن «الندوة الإقليمية لأمن الطيران المدني تعد مهمة للغاية في الحفاظ على أمن قطاع الطيران بأقصى قدر ممكن من الأمان، حيث إنها توجد منبراً يمكن من خلاله جمع كل المعلومات معاً وتوظيفها لتحسين القطاع بأكمله». بدوره، قال المدير العام المساعد لقطاع شؤون أمن الطيران في الهيئة، حمد سالم المهيري، إن «الندوة استعرضت التحديات الحقيقية التي يواجهها قطاع الطيران الدولي من خلال مشاركة التجارب العملية في هذا الصدد»، لافتاً إلى أن «الندوة التي تستمر يومين تناقش عدداً من المحاور المتعلقة بالأمن بما في ذلك الابتكار في أمن الطيران ومراقبة جودة أمن الطيران وتكنولوجيا ومعدات أمن الطيران وغيرها، فضلاً عن دعم التدريب على أمن الطيران».
مشاركة :