قالت صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية إن الأردن نجح في تجنب ويلات الحرب الأهلية السورية لمدة 6 سنوات، عبر إحداث توازن في علاقته بأبرز أطراف الصراع، فقد دعمت عمان جماعات المعارضة السورية المدعمة من أميركا للإطاحة بنظام الأسد، لكنها تعاونت أيضاً مع روسيا، أوثق حلفاء نظام الأسد. وأضافت الصحيفة أنه مع تبني إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب موقفاً أكثر حزماً تجاه كل من نظام الأسد ومسلحي تنظيم الدولة، فإن نهج الإدارة الأميركية الجديد يهدد بتعطيل عملية التوازن التي تنتهجها المملكة تجاه الصراع، في وقت زاد فيه خطر تنظيم الدولة بشكل كبير للمرة الأولى منذ بدء الحرب. وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يخسر فيه تنظيم الدولة مدينة الموصل العراقية عاصمته هناك، ويواجه هجمة جديدة في معقله بمدينة الرقة، فإن هجمة جديدة تجهز لها قوات المعارضة السورية المدربة في الأردن، وبمساعدة أميركية ستنطلق ضد تنظيم الدولة في شرق وجنوب سوريا. ويخشى كثيرون أن تؤدي الضغوط التي يتعرض لها تنظيم الدولة في الموصل والرقة إلى هروب المسلحين إلى صحراء حماد في الجنوب الشرقي لسوريا على الحدود مع الأردن، والتي تحولت لخط إمداد رئيسي للمسلحين هناك، كما يقول طلاس سلامة قائد ما يسمى «جيش أسود الشرقية»، وهو فصيل مسلح ومدرب أميركياً في قواعد عسكرية أردنية. وأضاف سلامة أن مسلحيه يقاتلون إلى جانب قوات أميركية ونرويجية لطرد تنظيم الدولة من منطقة التنف داخل سوريا، وأن جيش أسود الشرقية يساهم في حماية الحدود السورية الأردنية. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى تقارير تفيد بأن حملة عسكرية يتم التجهيز لها في شمال الأردن، لاقتلاع تنظيم الدولة من معاقله في حوض اليرموك المجاور لإسرائيل، وهي الأخبار التي أشعلت حرباً كلامية مع كل من نظام الأسد وروسيا والأردن. ولفتت الصحيفة إلى التوترات الحادثة بين نظام الأسد وحكومة الأردن، التي أعادت النظر في العامين الماضيين في علاقتها بجماعات المعارضة السورية، فقد تراجع الأردن عن دعم هذه الجماعات، ومنعها من استعمال أراضيه لشن هجمات ضد قوات الأسد في المحافظات الجنوبية لسوريا. ويقول محللون للصحيفة إن الأردن لا يمكنه أن يحيد عن سياسة واشنطن تجاه سوريا.;
مشاركة :