45 عاماً من الشراكة الاستراتيـــــجية والتــــــــــكامل الســــياسي والاقتصادي والأمني

  • 5/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اتسمت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية بالقوة والتميز والشراكة الاستراتيجية والمصالح المتبادلة على جميع المستويات، والتي عكست تأكيد قيادة البلدين الصديقين وحرصهما المتواصل على الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتوسيعها لتشمل كافة المجالات. وتولي دولة الإمارات أهمية خاصة لعلاقتها الثنائية وشراكتها الاستراتيجية مع جمهورية ألمانيا التي ترسخت على مدار 45 عاماً وأصبحت أكثر شمولية وحيوية في مختلف المجالات، فهي تقوم على أسس راسخة من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وتعتبر نموذجاً للعلاقات المتطورة بين الدول نظراً لقوتها وشموليتها في تعزيز تعاونها وأهدافها الساعية إلى تحقيق مصلحة الشعبين الصديقين. أسس متينة وبُنيت شراكة البلدين الاستراتيجية وخاصة في الجوانب السياسية على أسس متينة قائمة على الشرعية الدولية والاحترام المتبادل وتفهم قيادتي البلدين أولويات ومصالح كل طرف حتى وصلت العلاقات الثنائية إلى مرحلة التكامل وأخذت أبعاداً جديدة وخاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية. وقد شهدت العلاقات الإماراتية ـ الألمانية نقلة نوعية خلال العشر سنوات الماضية تجسدت في توقيـع مذكرة تفاهم في أبريل 2004 أثناء زيارة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء آنذاك لألمانيا والتي أصبحت بموجبها دولة الإمارات العربية المتحدة شريكاً استراتيجياً لجمهورية ألمانيا الاتحادية. وتضمنت هذه النقلة في العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والسياحية ولتعكس المكانة المرموقة التي تحظى بها دولة الإمارات لدى المسؤولين الألمان، وذلك بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ عند تأسيسه لدولة الاتحاد في المجالات المختلفة والتي أثمرت عن سياسة خارجية متوازنة نالت احترام العالم. صداقة ولعبت جمعية الصداقة الإماراتية الألمانية دوراً مهماً في تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين حيث حققت الجمعية خلال الفترة الماضية جملة من الأهداف من بينها تعميق الصلات الحالية وإقامة المزيد من وسائل التواصل من أجل تعزيز التعاون بين الجانبين الإماراتي والألماني حيث تولي الجمعية أهمية كبرى للعلاقات المتنامية باطراد في مجالات التبادل السياسي والثقافي والعلمي والإمكانيات الكبيرة للعلاقات الاقتصادية. وحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيـان رئيـس الدولة «حفظه الله» خلال زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مايو 2010 على تأكيد حرص الدولة على تطوير وتعزيز الشراكة الاستراتيجية واهتمامها بمواصلة العمل والتعاون المشترك في مختلف المجالات مع جمهورية ألمانيا الاتحادية، بينما أكدت المستشارة الألمانية في المقابل أن دولة الإمارات تعد أهم شريك تجاري لألمانيا في المنطقة وأن هذه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين أصبحت نموذجاً للعلاقات العربية الألمانية وأن منطقة الخليج تكتسب يوماً بعد يوم مزيداً من الأهمية السياسية والاقتصادية، ليس لألمانيا فقط وإنما للاتحاد الأوروبي. وتشير معطيات سوق السياحة في ألمانيا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت وجهة سياحية مهمة بالنسبة للألمان وينعكس ذلك من خلال الإقبال الشديد على أجنحة الدولة أثناء معرض برلين للسياحة والسفر الذي يقام سنوياً. كما شاركت الإمارات للمرة التاسعة على التوالي في معرض هانوفر الصناعي الدولي خلال الفترة من 24 ـ 28 أبريل الماضي، والذي يعد أكبر معرض صناعي على مستوى العالم وشملت مشاركة الإمارات 10 جهات حكومية وشبه حكومية، بالإضافة إلى 26 شركة صناعية. واستطاعت صناعة السياحة الإماراتية أن تجد لها مكاناً متميزاً بين أوساط السياح الألمان من مختلف الفئات الاجتماعية لما تملكه الدولة من سمعة طيبة ولعب الإعلام الألماني دوراً إيجابياً في إبراز تطور القطاع السياحي في الدولة من خلال المقالات والتقارير التي تتناول النهضة التنموية للدولة والمشاريع التي يجري العمل على تنفيذها. وجاء إقبال الألمان على زيارة الدولة ملفتاً للنظر بفضل ما يمكن أن يحصل عليه السائح الألماني من مدنها الجميلة وعماراتها الفارهة وأسواقها العامرة بالخير من متعة التسوق وكسب الراحة، وهنا يمكن القول إن تميز قطاع السياحة الإماراتي لعب دوراً أساسياً في جذب السياح الألمان الذين يقدر عددهم سنوياً بأكثر من 450 ألف سائح وقد عكس العدد اهتماماً واضحاً من قبل الألمان بالسياحة في دولة الإمارات. ويشار إلى أن عدد رحلات الطيران المباشرة بين الإمارات والمدن الألمانية يصل إلى أكثر من 15 رحلة يومياً، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 10 مليارات يورو في عام 2016. وتواكب وسائل الإعلام في البلدين الزيارات الرسمية وتبادل الوفود المختلفة على كافة الأصعدة وتبرز النتائج التي يتم التوصل إليها ويمكن القول إن وسائل الإعلام في البلدين تابعت عن كثب وبطريقة إيجابية تطور العلاقات الثنائية في السنوات الماضية التي شهدت إبرام اتفاقيات عديدة في المجالات المختلفة. إيجابية وبفضل هذه الصورة الإيجابية التي تنقلها وسائل الإعلام أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتع بسمعة جيدة لدى الرأي العام الألماني الذي يزداد اهتمامه باضطراد بدولة الإمارات محاولاً الحصول على مزيد من المعلومات الاقتصادية والتجارية والسياحية. ويشمل التعاون الثقافي الذي يستند إلى مذكرة تفاهم بين الهيئة الألمانية للتبادل العلمي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الدولة إعداد مخططات تربوية، وتنمية الموارد البشرية والإدارة التربوية في مجال التعليم العام والمناهج والبرامج التعليمية، والأنشطة والرعاية الطلابية، والتقنيات التعليمية. ويتجاوز عدد طلبة الإمارات الذي يكملون دراساتهم العليا التخصصية في مجال الطب للحصول على درجة التخصص في المجالات المطلوبة، وفي المجالات العلمية الأخرى 200 طالب وطالبة وتهدف مذكرة التفاهم المبرمة بين الطرفين إلى تشجيع التعاون الثقافي والعلمي بين مؤسسات التربية والتعليم العالي في البلدين.كما أن افتتاح معهد جوته في أبوظبي يأتي في إطار التواصل الثقافي وذلك من خلال المعهد المتخصص لتدريس اللغة الألمانية يفتح مجالات أمام الراغبين في إكمال التعليم هناك.

مشاركة :