مع فوزه على جاره ومنافسه العنيد أتلتيكو مدريد في المباراة النهائية مرتين في آخر ثلاثة مواسم، يتطلع ريال مدريد الإسباني إلى اجتياز حلقة جديدة في سلسلة تحدياته الأوروبية أمام أتلتيكو لبلوغ المباراة النهائية للبطولة هذا الموسم. وتغلب الريال على أتلتيكو في المباراة النهائية للبطولة بموسمي 2014 و2016 كما أطاح به من دور الثمانية للبطولة في 2015. ويشكل ريال عقدة أتلتيكو في المسابقة، إذ تواجها 4 مرات، بينها ثلاث مرات في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وكانت الكلمة الفصل للنادي الملكي الذي توج بلقبين على حساب جاره معززا سجله القياسي في المسابقة برصيد 11 لقبا. وتواجه ريال مدريد مع أتلتيكو في نهائي 2014 في لشبونة وفاز عليه 4-1 بعد التمديد. وأوقعت القرعة الفريقين في الموسم التالي في ربع النهائي فتعادلا سلبا ذهابا وفاز ريال 1-0 إيابا، قبل أن يخرج من دور الأربعة على يد يوفنتوس الذي خسر النهائي أمام الغريم التقليدي برشلونة. وكانت المواجهة القارية الأخيرة بين الجارين اللدودين العام الماضي في النهائي بمدينة ميلان الإيطالية، وحسمه ريال بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1. وتواجه الفريقان في نصف نهائي المسابقة بصيغتها القديمة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) خلال موسم 1958-1959 حين فاز ريال ذهابا 2-1، ورد اتلتيكو إيابا 1-0، فاحتكم الطرفان إلى مباراة فاصلة (لم يكن معتمدا حينها فارق الأهداف المسجلة خارج القواعد). وفاز النادي الملكي وقتها 2-1. ثنائية نادرة ويطمح ريال أيضا لمواصلة مشواره القاري في سعيه إلى تحقيق ثنائية نادرة (الدوري المحلي ودوري الأبطال) للمرة الأولى منذ الخمسينيات وتحديدا عامي 1957 و1958 بقيادة الراحل الفريدو دي ستيفانو. وتقاسم ريال مدريد صدارة الليغا مع غريمه التقليدي برشلونة حامل اللقب برصيد 81 نقطة قبل 3 مراحل من نهاية الموسم مع مباراة مؤجلة للنادي الملكي أمام سلتا فيغو. ولم يفز ريال مدريد بلقب الدوري المحلي منذ 2012 وهو غالبا ما يضحي بالليغا من اجل المسابقة القارية العريقة، كما أنه يتوج بالأخيرة في المواسم التي يعاني فيها الأمرين محلياً. ويتطلع الريال إلى اجتياز عقبة أتلتيكو هذه المرة في المربع الذهبي للبطولة من أجل بلوغ النهائي والتقدم خطوة على طريق تحقيق الحلم بأن يكون أول فريق ينجح في الدفاع عن لقب البطولة منذ أكثر من ربع قرن وبالتحديد منذ أن نجح ميلان الإيطالي في هذا عام 1990. ويضاعف من حجم التحدي بالنسبة لأتلتيكو أن الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للريال عمد في الأسابيع القليلة الماضية إلى سياسة المداورة بين لاعبيه ليمنح الأساسيين قسطاً من الراحة والبدلاء قسطاً من الإعداد ولياقة المباريات، وهو ما سيمنح الفريق أفضلية كبيرة في مواجهة أتلتيكو، لا سيما في ظل الإصابات التي يعاني منها أتلتيكو. وكشفت الاستعدادات لمباراة اليوم معاناة أتلتيكو من البدائل المحدودة لدى الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني للفريق والذي يعاني من غياب جميع البدائل الثلاثة في مركز الظهير الأيمن للإصابة. إصابة ويفتقد سيميوني كلاً من الظهير الأيمن الإسباني الدولي خوانفران وبديليه سيمي فرساليكو وخوسيه خيمينيز علما بأن الأخير سيغيب عن صفوف الفريق لأسبوعين بسبب إصابة بشد في العضلة الضامة. ولكن النبأ السار لسيميوني جاء أول من أمس بتواجد البلجيكي يانيك كاراسكو في التدريبات وقد يصبح جاهزا للمشاركة في المباراة إذا اجتاز اختبار اللياقة. واعتقد كاراسكو أن فرصته في المشاركة بالمباراة تلاشت بعد الإصابة في الكتف خلال مباريات فريقه أمام فياريال ولكنه قد يسعد الآن في حال تأكدت مشاركته. ورغم هذا، يتوقع الريال اختبارا صعبا في المباراة أمام أتلتيكو الذي يحتل المركز الثالث في الدوري بفارق عشر نقاط خلف الريال وبرشلونة المتصدرين برصيد 81 نقطة لكليهما وتتبقى للريال مباراة مؤجلة. قوة قال البرازيلي كاسيميرو لاعب وسط الريال: «نعلم مدى قوة أتلتيكو الذي يستحق التقدير على وصوله لهذه المرحلة من البطولة». وأوضح: «ستكون مباراة صعبة للغاية لأن أتلتيكو يقدم مستويات جيدة ولديه لاعبون متميزون. أصبح الفريق معتاداً التواجد في المربع الذهبي للبطولة حيث يخوض هذا الدور للمرة الثالثة في آخر أربعة مواسم. كما يتمتع أتلتيكو بوجود مدرب رائع يقرأ المباراة بشكل جيد بالفعل».