شراكة المواطن.. كلمة السر في إنهاء أزمات الرياض

  • 5/2/2017
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

أكثر ما اشتهرت به الرياض بين العواصم العربية سرعة التغيير الذي يطرأ عليها، والتطور المستمر، حتى إن من يبطئ في زيارتها من ضيوفها تعتريه الدهشة كلما عاد فوجد نفسه أمام مدينة جديدة في كل زيارة، مدينة يعاد اكتشافها عاماً بعد عام. وعلى قدر سعادتنا بهذا الانطباع الإيجابي عن عاصمة الوطن حين نسمعه من الضيوف والأصدقاء، ينبغي أن ندرك في المقابل أن هذا لم يأتِ من فراغ، وأنه ثمرة جهود مضنية لرجال مخلصين وهبوا الرياض الشطر الأكبر من مسيرة حياتهم، واتخذوا منها ميداناً لقائمة طويلة من المنجزات مجموعها رياض اليوم العظيمة، على رأس هؤلاء الرجال جميعاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، باني الرياض الحديثة. ومن بين فرسان الرياض أيضاً سمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف، أمين أمانة مدينة الرياض السابق، أحد المخلصين الكبار الذين أشهد شخصياً لهم، من واقع خبرة ودراية وعمل مشترك أحياناً، بقدر إخلاصهم للرياض وطموحهم الكبير لها بأن تكون واحدة من أجمل عواصم العالم وأحدثها، وهو ما كان، فلم يدخر وقته ولا جهده ولا علمه الذي عاد به من الولايات المتحدة بعد حصوله على الدكتوراه في التخطيط العمراني من جامعة بنسلفانيا، وكان من قبل عضو هيئة تدريس ورئيس قسم التخطيط العمراني بكلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود، جميع هذه الخبرات والمؤهلات حين يمتلكها شخص مخلص ثم يوظفها في الارتقاء بعاصمة بلاده، تحت إمرة قائد من طراز الملك سلمان، تكون هذه النتائج التي بين يدينا الآن، عاصمة يرفع المرء رأسه اعتزازاً وهو يستقبل فيها ضيوف الوطن الكبار. وعلى الرغم من مشقة تقديم الخدمات في مدينة طولها مئة كيلو متر وعرضها ثمانون كيلومتراً إلا أن هذا قدر من يتصدى لمثل هذه الأمانة، وعليه دائماً أن يكون على قدر مسؤوليتها، فالرياض مسؤولية الرجال أولي العزم الكبار المؤهلين الذين يمتلكون أدوات عمل من هذا الطراز، ينظر إليها المواطن السعودي بعين الفخر والاعتزاز، ويرى فيها رمزاً كبيراً لمواطَنته ومكانته بين مواطني العالم. وإن ثقتي كبيرة في أمين الرياض الحالي المهندس إبراهيم السلطان، ويقيني أنه لن يقبل بأقل من أن تواصل الرياض زحفها في ميدان الحداثة والمدنية، لكن الطموح يتجاوز ذلك إلى أن تنجح أمانة الرياض في القضاء على بعض المشكلات، وهي ليست وليدة اليوم والليلة، لكن هذا لا يعني أن نسلم بها كما لو كانت قدراً، ولاسيما أنها أصبحت مصدر معاناة للمواطنين. من تلكم المشكلات الأزلية في الرياض أزمة الحفر والمطبات التي يختبئ بعضها للناس هنا وهناك في الشوارع الفرعية، في حين يكون بعضها كبيراً على نحو لا تخطئه العين ولا الذاكرة، فيبقى أحد المطبات كما لو كان معلماً من معالم المكان يتحضر قائدو السيارات لتفاديه كلما مروا بهذا الشارع أو ذاك. أيضاً مشكلة النظافة التي تطل برأسها من حين إلى حين، إذ من الملاحظ في الآونة الأخيرة تراجع مستوى نظافة بعض الأحياء، ومن أمثلة ذلك حي الغدير في شمال الرياض الذي يعد من بين أحدث الأحياء وأرقاها، نجد أن حالة شوارعه في وضع يرثى له، فما يكاد المقاول يعبّد الشارع اليوم حتى يبدأ الحفر في صباح اليوم التالي أو الذي يليه، نعم يعود كثير من ذلك إلى تخاذل بعض المقاولين، وإلى عدم أمانة بعضهم، لكن هذا يستدعي متابعتهم ثم محاسبة المقصر منهم، فغياب المتابعة والمحاسبة بيئة مثالية لفساد المقاول، وربما إفساده. أيضاً أعلم أن مشكلة النظافة، ليست مسؤولية الأمانة وحدها، وأن المواطن طرف فيها، وهذا يقتضي إدخال المواطن شريكاً في جهود النظافة، عبر جهود توعوية تقودها أمانة الرياض التي لم تنفصل يوماً عن المواطن، ولم تفرط في شراكته، وخير دليل على ذلك المهرجانات السنوية والموسمية الناجحة للأمانة والمسرحيات التي تستقطب الأسر بجميع فئاتها، ما يعني أننا أمام أمانة تراهن على المواطن، وتعرف كيف تتواصل معه، فليت هذا التواصل وهذا الرهان، يكونان في جميع شؤون الأمانة، فمن دون شراكة المواطن ومن دون دوره الرقابي أيضاً تكون الأمانة قد حملت نفسها فوق ما تطيق.

مشاركة :