لم يسمح يوفنتوس الإيطالي باهتزاز شباكه سوى مرتين فقط طوال مشواره حتى الآن في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم، لكن عندما يحل ضيفا على موناكو غدا الأربعاء في ذهاب الدور قبل النهائي، سيعتمد الفريق الفرنسي بشكل كبير على مهارة مهاجمه المتألق كيليان مبابي في اختراق دفاع فريق "السيدة العجوز" أملا في الوصول للنهائي للمرة الأولى خلال أكثر من عشرة أعوام. وربما يرى كثيرون أن مهمة مبابي وموناكو بشكل عام تبدو "شبه مستحيلة" أمام دفاع يوفنتوس الذي صمد طوال 180 دقيقة أمام القوة الهجومية الضاربة لبرشلونة الأسباني في دور الثمانية، حيث فاز يوفنتوس 3/ صفر ذهابا ثم تعادل سلبيا مع برشلونة على ملعب "كامب نو" في مباراة الإياب. فقد نجح المدير الفني ماسيميليانو أليغري بخبرته في توظيف الخط الدفاعي بالشكل الأمثل في إبطال مفعول الثلاثي الهجومي لبرشلونة، ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار. ومع ذلك، يتطلع موناكو الذي أطاح ببوروسيا دورتموند الألماني من دور الثمانية، إلى كتابة سيناريو مختلف أمام يوفنتوس الذي بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق رقم قياسي يتمثل في التتويج بلقب الدوري الإيطالي للموسم السادس على التوالي. وتلقى موناكو، متصدر الدوري الفرنسي، صدمة بالهزيمة الثقيلة أمام باريس سان جيرمان صفر/ 5 في الدور قبل النهائي بكأس فرنسا في 26 أبريل/ نيسان الماضي، لكنه يتطلع إلى نفض غبار الهزيمة على حساب يوفنتوس أملا في التأهل لأول نهائي أوروبي له منذ العام 2004، حينما خسر أمام بورتو البرتغالي في نهائي دوري الأبطال. ويدرك موناكو مدى صعوبة المواجهة أمام يوفنتوس الذي سبق وتغلب عليه بنتيجة إجمالية 1/ صفر في دور الثمانية من البطولة الأوروبية العام 2015. ومع تجدد المواجهة بين الفريقين في البطولة الأوروبية، يتجدد الصراع بين نفس المدربين، ولكن الفريقين اختلفا بشكل كبير. فقد أعيد تشكيل يوفنتوس بدون لاعبيه السابقين آرتورو فيدال وبول بوجبا وكارلوس تيفيز وغيرهم، كما رحل أنتوني مارتيال ويانيك كاراسكو وديميتار برباتوف عن صفوف موناكو. ولكن موناكو لديه الآن المهاجم الشاب المتألق مبابي (18 عاما)، الذي لعب دورا بارزا في تألق الفريق خلال هذا الموسم إذ سجل له خمسة أهداف بدوري الأبطال إلى جانب 14 هدفا في الدوري الفرنسي. وقال مبابي في تصريحات لموقع الاتحاد الأوروبي (يويفا) على الإنترنت "منذ نعومة أظافري، كنت أحلم باللعب في دوري الأبطال... كنت أشاهد جميع المباريات، وحتى الآن، أشاهد جميع مباريات دوري الأبطال. لذلك فالمشاركة فيها تعد من دواعي سروري". وسجل المهاجم الشاب 18 هدفا خلال آخر 18 مباراة وبات يواجه مهمة صعبة وهي التغلب على أكبر لاعب مشارك في دوري الأبطال، وهو الحارس المخضرم جيانلويجي بوفون. ويبدو بوفون (39 عاما) متحمسا هو الآخر لمواجهة مبابي، وقد وصفه بأنه "تييري هنري المقبل". وتحدث بوفون عن مبابي خلال مقابلة مع موقع اليويفا، إذ صرح قائلا "لقد ولد في 1998، أليس كذلك؟، شاركت بالفعل في كأس العالم 1998 بفرنسا في نفس العام الذي ولد فيه". وأضاف "هذا هو جمال الحياة، فأحيانا يكون باستطاعتك أن تواجه منافسين لم يكونوا قد ولدوا في وقت كنت قد حققت فيه خطوة مهمة بمسيرتك". وإلى جانب مبابي، يحظى البرتغالي ليوناردو جارديم المدير الفني لموناكو بمواهب أخرى هائلة، مثل مواطنه جواو موتينيو، كما نجح المدرب في استعادة بريق النجم الكولومبي راداميل فالكاو من جديد. وقدم فالكاو دورا بارزا في دعم مبابي باللعب إلى جواره، وقال المهاجم الفرنسي مبابي "أعتقد أنني اللاعب الأوفر حظا في فريقنا، لأنني في بداية مسيرتي، حصلت على فرصة اللعب إلى جانب مهاجم من الطراز الرفيع مثلراداميل (فالكاو) ". ويميل جارديم إلى منح لاعبيه الحرية والمرونة في التمركز، وهو ما يسمح لهم بالتغلب على المنافسين من خلال عنصر المفاجأة. وربما يستمد موناكو الثقة من نتائج يوفنتوس الأخيرة خارج ملعبه، إذ حقق الفريق انتصارين فقط خلال آخر سبع مباريات خاضها خارج أرضه، بينما حقق موناكو الفوز في جميع مبارياته الـ13 الماضية على ملعبه.