أفاد نشطاء من المعارضة السورية بأن زوجة أمير "هيئة تحرير الشام" في الغوطة الشرقية أبو عاصم العبداني، أصيبت خلال اقتحام مسلحي "جيش الإسلام" لمنزل أبو عاصم في مدينة عربين. وحسب المصادر اقتحم مسلحو "جيش الإسلام" المنزل في محاولة لاعتقال أبو عاصم، فأطلقت زوجته النار عليهم، وأصيبت بالنار الجوابية. وتقول مصادر المعارضة إن القتال يتواصل بين "جيش الإسلام" من جهة، و"جبهة فتح الشام" و"فيلق الرحمن" من جهة أخرى في محور بلدة حزة بالغوطة الشرقية، باستخدام القذائف والأسلحة الثقيلة. وبدأ الهجوم يوم الجمعة الماضي الذي صادف الذكرى السنوية الأولى للصفعة المزدوجة التي تلقاها "الجيش"، في إشارة واضحة إلى الرغبة بالانتقام، وأسفر عندها القتال بين "جيش الإسلام" من جهة و"فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" الذي كانت تشكل "النصرة" عموده الفقري من جهة أخرى، عن مصرع أكثر من 600 مسلح من الطرفين. وتزامن الانتقام مع تقدم حققه الجيش السوري على جبهة القابون، حيث وصل أمس إلى جنوب شرق مدرسة "عبد الغني باجقني" في القطاع الجنوبي من القابون حيث أكبر مقرات "النصرة". ونقلت صحيفة "الوطن" السورية أن أحد المرجعيات الأربع الأهم في تيار "السلفية الجهادية" المدعو أبو محمود الفلسطيني دعا "جبهة النصرة" لفتح الجبهات في الشمال إنقاذا لمقاتليها في الغوطة، قبل أن تتحدث مصادر معارضة عن نية "النصرة" تحريك أرتال لإنهاء تواجد "جيش الإسلام" في الشمال السوري وخاصة في منطقة بابسقا المحاذية للحدود التركية، ما أدى إلى استنفار "حركة أحرار الشام" لمنع الصدام بين "النصرة" و"جيش الإسلام". وأكد نشطاء معارضون إصابة العشرات بإطلاق نار من قبل "جيش الإسلام" على تظاهرة متجهة إلى عربين في الغوطة الشرقية لوقف الاقتتال. وترى "الوطن" أن اتفاق المدن الأربع الذي أشرفت عليه الدوحة، أثار مخاوف "جيش الإسلام" ومن خلفه الرياض، خشية أن يصبح صيغة مقبولة يجري العمل على استنساخها لحل ملف الغوطة الشرقية. وبما أن تقدم الجيش السوري في القابون سيؤدي في نهاية المطاف إلى عزل الغوطة الشرقية، البؤرة الوحيدة المشتعلة في محيط العاصمة بعد أن خضعت أغلبية المناطق الأخرى لاتفاقات تسوية، فإن غاية الهجوم الراهن، وفق "الوطن" تتعلق برغبة السعودية بامتلاك ورقة قوة قرب العاصمة، ورغبة "جيش الإسلام" بتقديم أوراق اعتماد دولية بأنه فصيل يحارب "الإرهاب" وله حق التفاوض في أي اجتماعات تعقد بخصوص الأزمة السورية.
مشاركة :