دعا وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل إلى ضرورة إنتهاج أوروبا لسياسات موحدة على نحو أكبر تجاه الدول الأفريقية ، وذلك خلال زيارة الوزير لإثيوبيا اليوم الثلاثاء .وقال جابريل اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا: "يتعين على أوروبا تغيير علاقتها مع أفريقيا".وتابع الوزير الاتحادي قائلا: "لا يزال هناك في حالات كثيرة للغاية طرق تناول مختلفة تماما بشأن التطورات في أفريقيا".وأشار إلى أن كثيرا من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لا تزال تتبع مصالحها الخاصة في القارة السمراء- نتيجة الحقبة الاستعمارية في بعض الأحيان.وأكد أن المساعدات لأفريقيا لن تجدي نفعا إلا إذا تم مكافحة الفساد بها في الوقت ذاته.وانتقد جابريل القيادة الحكومية السيئة في بعض الدول الأفريقية، وقال: "جزء من الحقيقة هو أنه يتعين علينا فعل المزيد، ولكن لابد أن تجد المساعدات لدى الإدارة ولدى الحكومة بالطبع أيضا استعدادا لاستخدامها على النحو الذي يعم بالخير على المواطنين، وليس فقط على الزمرة الحاكمة في بعض الدول".ولم يتحفظ وزير الخارجية الألماني في التحدث عن إثيوبيا، لافتا إلى أن الحزب الحاكم بها حاليا يمثل 100 بالمئة من مقاعد البرلمان بسبب النظام الانتخابي الحالي.وشدد بعد لقائه مع رئيس الوزراء الاثيوبي هايلى مريام ديسالين على ضرورة إنهاء حالة الطوارئ وإدخال إصلاحات، "كي يحصل الأشخاص الذين يشعرون بالإقصاء في إثيوبيا على فرصة المشاركة السياسية".وتحدث جابريل أيضا مع ممثلي المعارضة ومع نشطاء في مجال حقوق الإنسان.يذكر أن الحكومة الإثيوبية أعلنت حالة الطوارئ في شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي بسبب زيادة الاضطرابات.وزار الوزير الألماني أيضا الاتحاد الأفريقي، وأكد أن بلاده مهتمة للغاية بتعزيز الاتحاد الأفريقي، ودعا لـ "شراكة متكافئة" مع أفريقيا.ومن جانبه طالب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الجديد موسى فكي محمد بأن تصل أوروبا إلى رؤية مشتركة بشكل أكبر عن أفريقيا.وشدد على ضرورة الاهتمام بمكافحة الفقر وتوفير أفق مستقبلية لأفريقيا، مؤكدا أن ألمانيا تعد أحد أهم شركاء الاتحاد الأفريقي منذ أعوام في مجالي السلام والأمن.ولكنه اعتبر إقامة مخيمات لاستقبال لاجئين في شمال إفريقيا حلا وهميا لأزمة اللجوء، وقال محمد عقب لقائه مع جابريل في أديس أبابا اليوم: "لا يمكن للمخيمات أو الأسوار أن تحول دون وجود لاجئين".وأكد محمد أنه لا يمكن احتجاز الأفراد داخل مخيمات، موضحا أنه من الوهم الاعتقاد بأن تأسيس مخيمات لجوء في شمال إفريقيا سيحول دون فرار الناس إلى أوروبا، مطالبا بتوفير فرص مستقبلية أمام المواطنين بدلا من ذلك.وعارض جابريل بشدة أيضا بناء مخيمات استقبال للاجئين، وقال: "مثل هذه الأفكار تنشأ فقط، عندما لا يكون هناك أي رؤية على الأوضاع في أفريقيا"، لافتا إلى أن الأوضاع في ليبيا مثلا كارثية، وأكد أن تدفق اللاجئين لن ينتهي بدون إعادة بناء اقتصادي في ليبيا.وكان جابريل زار الصومال أمس الاثنين في إطار جولته الأفريقية التي تستغرق يومين، وتعهد بتقديم مساعدات تقدر بملايين اليورو للبلد المهدد بكارثة مجاعة جراء الجفاف.وقال جابريل: "الجفاف في هذا البلد يهدد بأن يتحول إلى كارثة إنسانية".وأشار جابريل إلى أن ألمانيا وفرت من قبل مساعدات تقدر بنحو 70 مليون يورو للصومال، وقال: "إننا مستعدون لمضاعفتها على الأقل".
مشاركة :