يرجّح خبراء ودبلوماسيون ألا تنتهي العزلة الدولية المفروضة على حركة حماس في وقت قريب، على الرغم من إعلان الحركة -التي تسيطر على قطاع غزة- تعديلات على برنامجها السياسي وافقت فيه على إقامة دولة فلسطينية بحدود عام 1967. وأعلنت حماس يوم الاثنين وثيقتها المعدّلة من الدوحة، قبل 48 ساعة من أول لقاء سيجمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يتزعم حركة فتح -المتنازعة مع «حماس»-، والرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض. وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أنّ حركة حماس «إرهابية»، ويخضع عدد من قادة الحركة لعقوبات أميركية ودولية، والعلاقات متوترة بين «حماس» وعدد من الدول العربية. ويرى محللون أن خطوة حماس الأخيرة محاولة لتخفيف التوترات مع حلفائها الإقليميين، وتلطيف الأجواء مع المجتمع الدولي. ويعتبر دبلوماسيون أنه على الرغم من أن التعديلات إيجابية، فهناك حاجة إلى مزيد من الأدلة المقنعة بأن الحركة الإسلامية قامت بالفعل بتغيير نهجها. ويقول دبلوماسي غربي، «إنها قطعة من الورق، وسنرى إن كان هناك تحول حقيقي». وأكّدت «حماس» في وثيقتها الجديدة أن «الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراعاً مع اليهود بسبب ديانتهم، و«حماس» لا تخوض صراعاً ضد اليهود لكونهم يهوداً، وإنَّما تخوض صراعاً ضد الصهاينة المحتلين المعتدين». ويصف القيادي المحسوب على التيار المعتدل في «حماس» أحمد يوسف، الوثيقة بأنها «تحول حقيقي باتجاه الوسطية والاعتدال ونهج الصواب، لتكون «حماس» بمنأى من الاتهام بمعاداة السامية والعنصرية». ويتابع: «الوثيقة تتيح التعامل مع اليهود الذين يعيشون خارج فلسطين، ولا علاقة لهم بالاحتلال». ويقول خبراء، إن الحركة لن تقوم بالتفاوض بشكل مباشر مع الدولة العبرية، ولن يتم التخلي عن ميثاق الحركة الأصلي الصادر عام 1988، بل سيتم تدعيمه، كطريقة للحفاظ على دعم المحافظين. ورفضت إسرائيل التعديلات، بينما قال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن «حماس» «تحاول خداع العالم». صمت ويقول المحلل السياسي في قطاع غزة مخيمر أبوسعدة لوكالة فرانس برس، إن الوثيقة الجديدة تسعى لتحسين علاقات «حماس» الإقليمية والدولية. ولم تُشر «حماس» في وثيقتها إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت قريبة منها قبل أن تتم الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 2013. ويقول أبوسعدة: إن «حماس معزولة إقليمياً ودولياً منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربي، وإقصاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر». ويرى أن الوثيقة الجديدة تأتي في إطار «إرضاء مصر وبعض الدول العربية التي قامت بتصنيف حركة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي». ولم تصدر أي ردود فعل إيجابية أو سلبية إزاء الوثيقة الجديدة التابعة لـ «حماس» يوم الاثنين الماضي. وتلتزم الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى في المجتمع الدولي الصمت، بينما لم يصدر أي رد فعل عن الدول العربية، ولم يصدر أي تعليق من مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف على الوثيقة أيضاً. ويقول دبلوماسي غربي آخر، إنه سيكون من المستحيل على الدول الغربية أن تغير موقفها علناً من «حماس» طالما لم تقم الوثيقة بالاعتراف بدولة إسرائيل رسمياً أو بنبذ العنف. وقلّل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي إد رويس من أهمية الوثيقة.;
مشاركة :