يقف يوفنتوس الإيطالي ودفاعه الصلب أمام موناكو الفرنسي وقوته الهجومية الضاربة، ومحاولته بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية في ثلاثة مواسم، عندما يحل ضيفاً على ملعبه «لويس الثاني» اليوم في ذهاب نصف النهائي.وفاجأ موناكو متابعي اللعبة هذا الموسم بتسجيله 146 هدفاً في 57 مباراة في كل المسابقات، في ظل تألق مهاجمه اليافع كيليان مبابي، إلا أنه سيجد نفسه اليوم في مواجهة دفاع اهتزت شباكه مرتين فقط في 10 مباريات خلال المسابقة القارية الأبرز هذا الموسم.وتصدر يوفنتوس، مجموعته في الدور الأول وتلقى هدفين من ليون الفرنسي وإشبيلية الإسباني، ليحافظ منذ ذلك على نظافة شباك حارس مرماه جانلويجي بوفون، أمام بورتو البرتغالي (2-صفر و1-صفر)، ثم برشلونة في ربع النهائي (3-صفر وصفر-صفر).وفي حال تمكن يوفنتوس من النسج على المنوال نفسه حتى النهائي، سيعادل رقم غريمه المحلي ميلان المتوج في 1994. من جهته، أطاح موناكو الذي حقق أفضل نتائجه عام 2004 عندما خسر النهائي أمام بورتو البرتغالي، فرقاً من الصف الأول قبل بلوغه الدور الحالي، فتخطى مانشستر سيتي ومدربه جوسيب غوراديولا في الدور الثاني (3-5 و1-3)، ثم بوروسيا دورتموند الألماني (3-2 و3-1). ويبدو موقف الفريقين في الدوري المحلي متشابهاً، إذ اقترب يوفنتوس من حصد لقبه السادس على التوالي لابتعاده 9 نقاط عن أقرب مطارديه روما قبل 4 مراحل على ختام البطولة، من جهته، اقترب موناكو من تحقيق حلم إحراز لقب الدوري الفرنسي للمرة الأولى منذ 17 عاما، بعد خسارة مطارده باريس سان جيرمان حامل اللقب أمام نيس 1-3، وابتعاده 3 نقاط عن فريق الإمارة الذي يملك مباراة مؤجلة. ويعوّل موناكو الذي يخوض أول نصف نهائي قاري منذ 2004 بشكل كبير على مفاجأة الموسم المهاجم الواعد مبابي (18 عاماً) الذي سجل 18 هدفاً في آخر 18 مباراة في مختلف المسابقات، مدعوماً من البرتغالي برناردو سيلفا وتوماس ليمار، والى جانبه «النمر» الكولومبي راداميل فالكاو.وسجل موناكو 95 هدفاً في الدوري الفرنسي، وهي نسبة عالية تعد ضمن الأكبر في أوروبا، حيث يتفوق عليه برشلونة فقط الذي سجل 104 أهداف.وقال مبابي الذي استدعاه المدرب ديدييه ديشان إلى تشكيلة منتخب فرنسا في حديث مع موقع الاتحاد الأوروبي «مذ كنت طفلاً، حلمت باللعب في دوري الأبطال، كنت أشاهد كل المباريات، حتى إني لا أزال أتابعها كلها حتى الآن.. أنا محظوظ كثيرا أن ابدأ مسيرتي في هذه البطولة وإلى مهاجم كبير من طراز راداميل فالكاو». ويقدم القائد فالكاو (31 عاماً) موسماً رائعاً، سجل خلاله 28 هدفاً في كل المسابقات، ورفع رصيده القاري إلى 45 هدفاً في 50 مباراة. في المقابل، يتمتع يوفنتوس بثلاثي دفاعي صلب يتمثل بالحارس بوفون (39 عاماً) والمدافعين ليوناردو بونوتشي وجورجيو كييليني.لكن فريق «السيدة العجوز» يعوّل أيضا على الثنائي الأرجنتيني الضارب هجومياً والمؤلف من غونزالو هيغواين، زميل فالكاو سابقا في ريفربلايت الأرجنتيني، وباولو ديبالا الذي ساهم بشكل كبير في إقصاء برشلونة في ربع النهائي بتسجيله ثنائية في الذهاب.وقال ديبالا «موناكو فريق يتقدم كثيراً نحو المقدمة، يهاجم بعدد كبير ويسجل كثيراً، لكن هذا يعني أننا سنحصل على مساحات أيضا».أما زميله الكولومبي خوان كوادرادو فعلّق على تعادل الفريق الأخير ضد أتالانتا 2-2 في الدوري، قائلاً «كانت مواجهة أتالانتا مفيدة لنا لمباراة موناكو، لأن الفريق الفرنسي يلعب بالطريقة عينها».أضاف «في الفريقين لاعبون جيدون صغار السن يبحثون عن السرعة ووضعك تحت الضغط».ويغيب عن تشكيلة المدرب الإيطالي ماسيميليانو اليغري لاعب وسطه الألماني سامي خضيرة بسبب الإيقاف. بوفون يحذر حذر المخضرم جانلويجي بوفون (39 عاما) حارس مرمى وقائد يوفنتوس زملاءه من الاستهانة بفريق موناكو.وقال بوفون: «الخبرة ستلعب دورها بالتأكيد في هذه المباراة، ولكن حماس الشباب في موناكو وإقدام اللاعبين الشبان يجب وضعهما في الحسبان».وأضاف: «نحترم موناكو لإمكانياته العالية، موناكو لم يبلغ المربع الذهبي بالصدفة، إذا أردنا الحصول على فرصة الفوز بلقب دوري الأبطال، علينا اجتياز عقبة صعبة مثل عقبة برشلونة».
مشاركة :