دافعت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل التي استقبلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي على ساحل البحر الأسود أمس بثبات عن العقوبات الأوروبية على موسكو معربة عن رفضها التام لأية صياغة تفاوضية جديدة بشأن أوكرانيا. وقال بوتين في بداية اللقاء «أشكرك كثيرا لأنك وجدت الوقت حتى تأتي إلى سوتشي». وأضاف «يجب أن نستفيد بالتأكيد من هذه الزيارة لنتحدث عن علاقاتنا الثنائية والمواضيع الخلافية، ولاسيما منها الوضع في كل من أوكرانيا وسوريا». وعقد بوتين وميركل بعد ذلك مؤتمرا صحافيا مشتركا. ودافعت ميركل بثبات عن العقوبات الأوروبية على موسكو بسبب ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية وبداية النزاع في شرق أوكرانيا، حيث تتهم البلدان الغربية موسكو بدعم الانفصاليين. وأعربت ميركل عن تمسكها باتفاقية مينسك للسلام في شرق أوكرانيا على الرغم من أنها لم تحقق سوى أقل قدر من التقدم. وأوضحت أن عملية مينسك بالنسبة للحل السياسي هي عملية مرهقة، والتقدم لم يتم إحرازه سوى في خطوات صغيرة. وأضافت إنه من الضروري الآن دفع فض الاشتباك قدما، بين القوات الأوكرانية الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا بالإضافة إلى الهدنة. وأشادت ميركل بعمل مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا كما فعل بوتين، وذكرت أن المنظمة تقوم بعمل رائع يجب أن يتم دعمه من قبل ألمانيا وروسيا. وأعربت ميركل عن رفضها لتشكيل صياغة تفاوضية جديدة أو نشر لمراقبي الأمم المتحدة، وأكدت ضرورة عدم إضاعة الوقت في البحث عن صياغة جديدة للمفاوضات، ولفتت إلى أن مفتاح التقدم في المفاوضات هو الهدنة التي ستسمح بعد ذلك باتخاذ حلول توافقية مؤلمة على الأرض. بالمقابل حاول بوتين تجاهل الملف الأوكراني إذ دعا الرئيس الروسي إلى تثبيت وقف إطلاق النار الهش في سوريا. وقال بوتين خلال المؤتمر الصحافي «نعتبر أن هذا الوضع - وقف إطلاق النار- يجب أن يتعزز وهذا بالتحديد ما سيعمل عليه ممثلونا في أستانة إلى جانب أطراف النزاع السوري». وأضاف إن «مهمتنا هي خلق الظروف المؤاتية للوحدة ووقف الأعمال الحربية ووقف الدمار المتبادل وخلق الظروف لتعاون سياسي بين كل الأطراف المتحاربة». على صعيد آخر، أعرب الرئيس الروسي عن اعتقاده بأن الانتقادات الموجهة إلى تصرف السلطات الروسية مع مظاهرات للمعارضة في موسكو وفي مدن أخرى، غير مناسبة. وقال بوتين إن «قوات الأمن الروسية تتصرف مقارنة ببعض الدول الأوروبية، بشكل أكثر تحفظا وأكثر ليبرالية». وأضاف إن الشرطة والقوات الخاصة في بلاده لا تستخدم غازات مسيلة للدموع ولا هراوات، وتابع إن السلطات تتصرف في إطار القوانين الروسية. واعتبر الكرملين أن زيارة ميركل تشكل فرصة «لبحث الوضع الراهن وإمكانات العلاقات الثنائية».
مشاركة :