طالبت الكاتبة فاطمة آل تيسان، بتغيير وجهة نظر المجتمع عن الترفيه، موضحة أنه حق مشروع لكل مواطن أن يجد متنفسا بعيدا عن الظروف المعيشية الصعبة عند البعض من خلال حفلة غنائية أو عرض مسرحي أو أمسية شعرية وأدبية. وقالت الكاتبة في مقال لها بعنوان «لنجعل الترفيه خيارا» بصحيفة الوطن، «لنترك الوصاية على الآخرين وفرض قناعاتنا وآرائنا عليهم، ولندرك أن لكل شخص الحرية في قبول ورفض ما يريد، ما لم تتعارض اختياراته مع مصالح الأكثرية أو تتسبب في إحداث الضرر بهم، غير ذلك لا يحق لأحد أن يملي عليه ما يراه حسنا وما يراه سيئا، وهذا المبدأ «القرار خيار» لو سرنا عليه لانحلت الكثير من مشاكلنا». وأضافت: «وجدل الخيار لو جعلناه مدخلنا لقضية الترفيه وما صاحبها من هرج ومرج، وجائز ومحرم لمرت الفكرة بهدوء، دون هذا اللغط الذي أثير حول أمر يخص الإنسان الذي كرمه الله عن غيره بالعقل، صغيرا كان أو كبيرا، مجموعة أو أفرادا، وهذه الميزة والتكريم تؤهلهم لاتخاذ ما يناسب أفكارهم وقناعتهم، وما هو معاكس يتركونه بحثا عن بديل مناسب، هكذا ببساطة يمكن الرد على كل معارض لبرامج وخطط هيئة الترفيه، أن تتكلم عن نفسك واترك لغيرك الفرصة ليجد هو وأسرته ما يشغل فراغهم أو يدخل البهجة في نفوسهم، فليس الجميع قادرين على مطاردة المتعة والترفيه في مدن العالم ومنتجعاتها السياحية، وقد تمر سنة تلو أخرى وهم قابعون في مدينتهم، متعايشون مع فصولها الأربعة دون تذمر، ومن حق هؤلاء أن يكافؤوا على صبرهم ووفائهم للمكان حتى وإن كانوا مجبورين. » وتابعت: «المسألة الملحة الآن هي تغيير وجهة نظر البعض عن الترفيه وأنه بالضرورة يقود لمفسدة! هو حق مشروع لهذا الإنسان الكادح المتعايش لهذه الظروف الصعبة التي تحمل له كل يوم خيبة إحباط، خوفا من القادم المجهول، وهو في تلك الحالة الشعورية المحبطة يحتاج الأمان والاهتمام حتى يخرج من دائرة الاكتئاب، ومن حقه أن يجد متنفسا حتى لو مرة واحدة في الشهر من خلال حفلة غنائية، عرض مسرحي، أمسية شعرية، أو أدبية ترضي خياره وليس مجاملة الآخرين والظهور بغير الحقيقة، كما هو لدى الفئة الناقدة في العلن المشجعة في الخفاء، وهؤلاء يملؤون الفضاء بضجيجهم المزعج والذي لن ينطلي على أصحاب الفكر المتسامح والمحب للحياة، خصوصا وقد باءت كثير من توقعاتهم بالفشل الذريع، فكم من رهان يدخلون فيه على أنه لو قلصت أو حجبت مهام جهات أو أنشطة معينة سيؤول الأمر إلى فساد وفوضى، وعلى العكس من ذلك، الطبيعة فرضت سطوتها والناس يتحركون ويمارسون حياتهم بهدوء وانسيابية، لا عنف ولا مطاردة ولا حتى جدال فيها.»
مشاركة :