"نور" فيلم لبناني يعالج بمرح قضية زواج القاصرات

  • 5/3/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المخرج اللبناني خليل دريفوس زعرور أن يعالج موضوع زواج القاصرات في فيلمه الروائي الجديد “نور” بأسلوب بعيد عن الكآبة والميلودراما، فجاء العمل زاخرا بالمواقف الإنسانية وقصة حب تكسوها مسحة من المرح.العرب ليلى بسام [نُشر في 2017/05/03، العدد: 10621، ص(16)]صغيرة على الزواج بيروت – يستعرض الفيلم الروائي اللبناني “نور” لمخرجه خليل دريفوس زعرور قصة فتاة في الخامسة عشرة من عمرها اسمها نور تجبرها أسرتها على الزواج من رجل يكبرها سنا، فتتحول بهجة أيام الصيف ووعود الحب الذي تتقاسمه مع فتى ندّها إلى سجن خانق وأعمال منزلية لا تنتهي، وتجد الشابة نفسها محرومة من طفولتها وأحلامها التي لا تزال في المهد. القصة في حلتها النهائية مبنية بحسب ما يؤكد زعرور على خلاصة مجموعة قصص حقيقية، لا على قصة واحدة. وقال زعرور الذي قام أيضا بإنتاج الفيلم وتقاسم كتابة السيناريو مع الشابة إليسا أيوب “ينبغي أن ينجذب الجمهور إلى الفيلم لكي تصل إليه رسالته، والكآبة لا توصل الرسالة”. وأجرى زعرور وشريكته في الكتابة بحوثا مكثفة استغرقت الكثير من الوقت حول موضوع زواج القاصرات رغبة منهما في كتابة سيناريو يعكس الواقع ولا يتخطاه ليجعل القصة أكثر تشويقا. ويقول “قابلنا العديد من الفتيات اللواتي مررن بهذه التجربة، وأجرينا معظم المقابلات في مقر جمعية دار الطفل اللبناني”. وفي حين يملك زعرور تجربة ناجحة في اللون الوثائقي، أراد الفيلم أن يكون في خانة الأفلام الروائية على اعتبار أن “الفيلم الروائي كفيل بإيصال الرسالة أكثر من التسجيلي”. ويعزو ذلك أساسا إلى أن الفيلم الروائي يعرض على نطاق واسع في الصالات التجارية على عكس الفيلم الوثائقي الذي يشارك في المهرجانات فقط. ويضيف “كما أن الناس يفضلون مشاهدة الأفلام الروائية، لأن ثقافة الوثائقي غير رائجة في لبنان”.خليل دريفوس زعرور: الكآبة لا توصل رسالة الفيلم إلى الجمهور العريض وبدأ زعرور مسيرته السينمائية في 2006 بالفيلم القصير “النافذة” الذي نال جائزة أفضل فيلم في الدورة الثالثة عشرة لمهرجان السينما الأوروبية، وهو يحمل شهادة الماجستير في الفنون السمعية والبصرية. ووضع الموسيقى التصويرية لفيلم “نور” الملحن والموسيقي اللبناني المقيم في فرنسا توفيق فروخ، ودعمت المقطوعات السمعية مختلف المواقف في الفيلم وعززت قوة تأثيرها على المشاهد. ولعبت الممثلة اللبنانية جوليا قصار دور والدة نور التي لا تجد مشكلة في حقيقة أن العريس الذي تقدم لابنتها كبير في السن انطلاقا من رغبتها في أن تعيش نور حياة مادية ميسورة. وعن مشاركتها في الفيلم تقول قصار “القصة بمثابة توعية للأهل الذين يعتقدون أنهم يتصرفون على نحو أو آخر لصالح أولادهم، لكن النتيجة تكون العكس تماما”. وتعلق قائلة “الزواج المبكر يضر المجتمع بأكمله ولا يقتصر ضرره على الفتاة المعنية فقط، الفيلم اجتماعي بامتياز وقصة الحب التي تجمع بين مراهقين لا يريدان أكثر من أن يعيشا عمرهما، أتت بأسلوب جميل وسلس”. وعن دور نور -وهو دورها السينمائي الأول- تقول الممثلة الشابة فانيسا أيوب “التجربة كانت جميلة جدا، وأشعر بأن ثمة عدة نقاط تشابه بيني وبين شخصية نور، فهي مثلي تحب الحياة ولا تستسلم بسهولة”. وتضيف قائلة “تستفزني قضية زواج القاصرات، ومشاركتي في الفيلم مكنتني من مواجهة هذه المشكلة، أعيش في منطقة تحصل فيها مثل هذه الأمور وخصوصا أن عددا كبيرا من النازحين موجود فيها، وهذه الظاهرة رائجة بينهم”. ويعلق المخرج عن سبب اختياره لفانيسا لتأدية شخصية نور، قائلا “اكتشفتها المنتجة المنفذة وشريكتي في كتابة السيناريو إليسا أيوب كونها ابنة بلدتها، وذلك بعد أن أجرينا تجارب كاستينغ للعديد من الفتيات، بدت فانيسا ملائمة تماما للدور وعملنا معها كثيرا على الدور والشخصية”.

مشاركة :