«دكانة البلد» تفتح أبوابها في الجميزة: لإشراك المواطن في الكشف عن الفساد

  • 5/16/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«كل شيء للبيع» وبكلفة بسيطة. هذا هو شعار «دكانة البلد» في الجمّيزة. خطوة «وقحة» أقدمت عليها هذه الدكانة علناً، بحسب أحد موظّفيها. لماذا وقحة؟ لأنها تغيّر القانون وقت الحاجة، تقدّم لمن يرغب أحلى هدية، دفتر قيادة سيارة في العيد الـ18 من دون اختبار، تصفّر عدادات الكهرباء بأحدث تقنيات التلاعب، تؤمّن شهادات بريفيه من دون امتحان، ومع كل شهادتي بريفيه شهادة بكالوريا مجاناً، تؤمن رخصة بناء مفتوحة، وأصواتا انتخابية بالجملة، أو ربما «واسطة عل الخفيف»؟. عروضٌ فاجأت المواطن اللبناني المقيم والمغترب. اتّصالات انهمرت على رقم الدكانة الساخن 808080 76 لأن «دكانة البلد بتصرّفك للمساعدة على إجراء وتوقيع أي معاملة رسمية تخطر في البال مقابل بدل بسيط وبعروضات لن تجدها في أي مكان آخر عوضاً عن تمضية النهار بكامله «تقفز» من إدارة إلى أخرى لإجراء معاملة بسيطة وفي النهاية تعود أدراجك منهكاً ومفلساً نتيجة رشوة فلان وعلان بكلفة باهظة، وغيرها من الخدمات التي تلبِّي كل الحاجات». لكن هوية «دكانة البلد» اتّضحت أمس بعدما أعلنت مجموعة من الشباب رسمياً عن إنشاء جمعية «سَكِّر الدكَّانة.. بلّغ عن الفساد ليصير عنّا بلد». وافتتحت «الدكانة» في الأشرفية بهدف نشر الوعي العام بشأن أخطار الفساد المستشري وكلفته الباهظة على الاقتصاد، والترويج لثقافة النزاهة. ألصقت على جدران الدكانة لافتات كتب عليها: «شهادات بريفيه بالرخص، دفاتر سواقة للبيع، ترخيص سيارة مفيّمة». في وقت تلقت انطلاقة الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي كماً من التعليقات الساخرة، بدأت بطلبات «تجديد رخص القيادة المنتهية الصلاحية منذ أعوام» وانتهت بطلبات «الحصول على جنسية أخرى تسهل الهجرة من البلد»، كما واكبت القوى الأمنية حفلة الافتتاح بغية الاطلاع على حقيقة العمل. تسعى الجمعية إلى تشجيع المواطنين على الإبلاغ عن حالات الفساد والرشى التي يكونون جزءاً منها أو شهوداً عليها، وذلك من خلال مجموعة من الأدوات والقنوات التي طوّرتها الجمعية، عبر إنشاء تطبيق للهواتف الخليوية (IOS وAndroid)، وصناديق الشكاوى، وموقع إلكتروني www.sakkera.com. تقوم الجمعية وفق رئيسها عبدو مدلج من خلال هذه البلاغات بـ «جمع البيانات وتحليلها وفرزها بما يسمح بالكشف عن اتجاهات الفساد عبر القطاعات والإدارات العامة، ووضع مقاييس علمية تعكس اتجاهات الفساد وآليات عمله وتنوير المواطن وإشراكه في عملية التغيير». ومن الوسائل التي ستعتمدها «الدكّانة» في جمع بياناتها أيضاً «سيارة الدليفري» التي ستجول في المناطق وتتوقّف بكلّ جرأةٍ وتحدٍّ أمام الإدارات الرسمية التي يمارس الفساد داخل أقسامها لإبلاغ مسؤوليها به من أجل منعه. وستنشط الدراسات الاستقصائية والتحقيقات الصحافية، وستُنظَّم البرامج التدريبية حول النزاهة لمختلف الشرائح المعنية، وستنطلق المشاريع التعاونية مع القطاع الخاص». ولم تستثن الجمعية «دور وسائل الإعلام في مواكبة عمل الجمعية ومشاركتها في الإضاءة على نقطة الفساد». وأكد مدلج أن «المبادرة ستكون جريئة ومبنية على النتائج وتؤدي إلى إفلاس منظومة الفساد». وتقفل أبواب الدكانة اليوم في الجميزة لينتقل «المحققون» المشاركون في الحملة إلى مونو لمتابعة «ضحايا الفساد»، داخل مكاتبهم المجهّزة. لبنانالحكومة اللبنانية

مشاركة :