مرشحا الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون من تيار الوسط ومارين لوبن من اليمين المتطرف الأربعاء في مناظرة تلفزيونية من المؤكد أن يتطاير فيها شرر هنا أو هناك أثناء دفاع كل منهما عن موقفه في مواجهة أخيرة قبل الجولة الانتخابية الثانية المقررة الأحد القادم. ولا تزال استطلاعات الرأي تظهر أن ماكرون (39 عاما) يحتفظ بالصدارة بقوة متقدما بعشرين نقطة على لوبن مرشحة الجبهة الوطنية قبل أربعة أيام فقط من الجولة النهائية التي تعتبر على نطاق واسع أهم انتخابات تشهدها فرنسا منذ عقود. ويختار الناخبون بين ماكرون، المصرفي السابق ذي التوجه الأوروبي القوي الذي يريد الحد من اللوائح الاقتصادية مع حماية العمال، ولوبن المتشككة في مزايا الاتحاد مع أوروبا وتريد التخلي عن اليورو وفرض قيود صارمة على الهجرة الوافدة. كانت الجولة الأولى في 23 أبريل نيسان قد انتهت بتقدم ماكرون بثلاث نقاط فقط على لوبن لكن يتوقع كثيرون الآن أن يحصد ماكرون العديد من أصوات الاشتراكيين ومؤيدي يمين الوسط الذين خرج مرشحوهم من السباق. ورغم أنه يتعين على لوبن أن تتسلق جبلا حتى تلحق بماكرون، تمتلئ حملة 2017 بمفاجآت كثيرة، وأصبح تبادل المواقع بين الاثنين أوضح بكثير وأثبتت لوبن (48 عاما) أنها قادرة على اللحاق بماكرون من خلال مناوراتها الحاذقة على ساحة العلاقات العامة. وحذر ماكرون من أنه لن يتوانى عن توجيه النقد الحاد في مواجهته الليلة مع منافسته التي يقول إن سياساتها تنذر بالخطر. وقال لتلفزيون (بي.أف.أم) "لن ألجأ إلى الذم ولن أستعين بعبارات مبتذلة أو مهينة، بل سأدخل في اشتباك لإظهار أن أفكارها تمثل حلولا زائفة". أما لوبن التي تصور ماكرون على أنه مرشح ذو موارد مالية عالية متنكر في صورة ليبرالي فقالت "سأدافع عن أفكاري وهو سيدافع عن الموقف الذي يتبناه". وقالت في مقابلة أجرتها الثلاثاء "برنامجه يبدو غامضا جدا، لكنه في الواقع مجرد استمرار لحكومة الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند". حدث لا بد من مشاهدته وأكدت لوبن مجددا في المقابلة أنها تريد إخراج فرنسا من دائرة اليورو وعبرت عن أملها في أن يتداول الفرنسيون عملتهم الوطنية في غضون عامين. وتوقع استطلاع أجراه مركز الدراسات والتخطيط الاستراتيجي (أولاب) لحساب تلفزيون (بي.أف.أم) ومجلة لاكسبريس ونشرت نتائجه الثلاثاء فوز ماكرون بنسبة 59 في المئة من الأصوات في الجولة الثانية مقابل 41 في المئة للوبن. وتوقعت استطلاعات أخرى نفس الأرقام تقريبا. وقال معلقون إن مناظرة اليوم قد يكون لها تأثير وبخاصة على من يعتزمون الامتناع عن التصويت الذين أيد كثيرون منهم مرشح اليسار الذي حل في المرتبة الرابعة في الجولة الأولى. وقال وزير طلب عدم نشر اسمه إن ما يحتاجه ماكرون "هو إقناع من لم يعطوه أصواتهم ولا يوافقون على برنامجه بأن رأيهم سيكون موضع احترام". والمناظرة المباشرة الأخيرة بين المتنافسين في الانتخابات الرئاسية والتي ستذاع على الهواء مباشرة حدث "لا بد من مشاهدته" إذ سيخلع الاثنان قفازاتهما حتى يستطيع كل منهما توجيه أقصى كم من اللكمات للآخر.
مشاركة :