بالتزامن مع حلول الذكرى الـ69 لقيام دولة الكيان الإسرائيلي الغاصب على أرض فلسطين المحتلة، يسعى إعلام المحتل جاهدًا إلى اختلاق قصص يخلع عليها ثوب البطولة؛ كي تكون مصدر إلهام لآخرين.
وسلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الضوء على قصة يمني هاجر إلى الدولة العبرية قبل 3 سنوات، وتطوع للخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة إن إلياهو ضاهري البالغ من العمر 21 عامًا، هاجر منذ 3 سنوات فقط، على خلفية ما تزعمه الصحيفة من اضطهاد لليهود في اليمن آنذاك، وحرص على أن يهاجر بمفرده، من مدينة عمران القريبة من صنعاء التي نشأ فيها، وشق طريقه إلى إسرائيل كتلميذ في مدرسة دينية يهودية في مستوطنة "بني باراك"، وفي مرحلة معينة خرج للعمل كي يعزز من أوضاعه الاقتصادية التي لم تكن على ما يرام. وعندئذ توقف عن دراسته الدينية من أجل التطوع في الجيش الإسرائيلي.
ويقول إلياهو للصحيفة: "كان ذلك هو حلمي منذ أن كنت طفلًا، أن أكون مقاتلًا"، مضيفًا: "في مكتب التجنيد أرادوا أن أعمل سائقًا في الجيش الإسرائيلي، لكنني لم أتنازل، وصممت على أن يكون إلحاقي بكتيبة يهودا القتالية التي تضم المتدينين اليهود.. لم يكن ذلك سهلًا في البداية، خاصةً خلال فترة التدريب الأولى، لكنني الآن أشعر بالرضا؛ لأن الخدمة بالجيش غيرت حياتي؛ فأنا اليوم مستقل وأعتمد على نفسي وأشعر أنني جزء من المجتمع الإسرائيلي".
إلياهو ضاهري سوف ينهي قريبًا -حسب الصحيفة- مرحلته التدريبية في مسار دمج المتدينين (الحريديم) وسيبدأ في دراسة مهنية بالسنة الثالثة على حساب الجيش، وهو يعيش بمفرده في مدينة بئر سبع، ومنذ 8 شهور فقط نجح في إقناع والديه بالهجرة من اليمن إلى إسرائيل.
وعن ذلك يقول: "لم يتمكن والدي من بيع منزله المكون من 4 طوابق؛ لأنه كان خائفًا من أن يعرف أحد بعزمه على الهجرة؛ لهذا ترك المنزل ببساطة كما هو، بأثاثه وكل ما فيه، حتى سيارته تركها في المرآب كي لا يلفت إليه الأنظار، وهاجر هو وأمي بالملابس التي يرتديانها فقط".
وتبدو المغالطات واضحة في حديث اليمني إلياهو، فهو يتحدث عن اضطهاد، فيما قال إن والديه كانا يعيشان في أمان، بمنزلهما ولديهما سيارة ولم يتعرض لهما أحد كيمنيين. ومع ذلك يقول إلياهو: "من الخطر جدًّا أن تكون يهوديًّا في اليمن؛ فقد مرت علينا أوقات كثيرة كنا لا نقدر فيها على مغادرة المنزل، وإذا خرجنا من البيت من أجل شراء احتياجاتنا على سبيل المثال، كنا نحرص على أن نكون حذرين؛ حتى لا يمسنا أحد، فقد كانوا قادرين ببساطة على قتلنا هناك.. واليوم لم يعد متبقيًا سوى 3 عائلات يهودية فقط في اليمن كلها، بعد أن هاجرت أغلبية اليهود إلى إسرائيل أو بريطانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية".
ويضيف: "في البداية لم أكن أعرف بشكل عام كيف يمكنني الهجرة إلى إسرائيل، فتواصلت حينذاك إلى صديق لي في إسرائيل، رتب لي حجز تذكرة طيران، فسافرت إلى العاصمة الأردنية عمان، وبعد ترتيبات معينة أجرتها السفارة الإسرائيلية هناك، سافرت إلى إسرائيل".
تجدر الإشارة إلى أنه لا يزال هناك عم واحد لإلياهو ضاهري في اليمن، والاتصالات معه قليلة للغاية بسبب نقص وسائل الاتصال في اليمن، وفقًا للصحيفة.
مشاركة :