هي معزوفة كروية ترنم لها عشاق كرة القدم، وهي لحن فريد ردده محبو العميد والزعيم، وهي أهداف ثلاثية الأبعاد أسكنها الاتحاد والهلال في مرمى الشباب وبونيدوكورعلى أرض ملعب الملك فهد في آخر مباراتين في الموسم الكروي للفريقين صعدا بهما إلى ربع نهائي دوري الأبطال، وكانت مباراتهما تلك أجمل ختام لموسم أخفقا فيه الفريقان في تحقيق لقب محلي رغم كفاح الهلال ثلاث بطولات، وجهاد الاتحاد للتغلب على العوائق الإدارية المثبطة للعزائم. مشهد ربما كان فصلا آخر من العرض اتفق الثنائي – ربما إراديا على حبكه بهذه الصورة - حيث انتهى الفصل الأول ومباراتا الذهاب بنتيجة واحدة هدف يتيم للاتحاد في مرمى الشباب في مكة ودع به الاتحاد مبارياته في الحفرة على أمل أن تقام الموسم المقبل في الجوهرة المشعة، أما الهلال فقد رسم بذلك الهدف المسجل على أرض طاشقند العاصمة الأوزبكية أهرامًا من الأحلام والآمال في التفوق ومواصلة السير في المحفل القاري. وإذا أضفنا للمشهد أو العرض السينمائي لهذا التأهل فصلا آخر فسيكون أبطاله بلا أدنى شك المدربان الوطنيان خالد القروني، وسامي الجابراللذان تفوقا في هذه المشوار على أناس أكثر منهما خبرة وتجربة، هما التونسي عمار سويح الذي خففت خسارة فريقه من حماسة الإدارة الشبابية في مواصلة المشوار معه لأن الفريق عاد لدائرة الاستقرار التي كان عليها قبل نهائي كأس الأبطال (حبة فوق وحبة تحت) والمدرب الآخر كان الأوزبكي ميرجلال قاسيموف، الذي فشل مع فريقه التصدي لرغبة الهلال في التأهل، وأعطى الفوز الهلالي مدرب الفريق سامي الجابر هواء نقيا تنفس به الصعداء، وأبقى على علاقته بالجماهير، التي تسرب إلى نفسها شيء من الحسرة على ضياع البطولات المحلية في ظل وجوده على رأس الجهاز الفني رغم أنه اجتهد، واجتهد كثيرا فنافس على بطولتين ووصل في الثالثة إلى نصف المشوار. تأهل جاء مواكبا لسقف التوقعات والرؤى الفنية قبل خوض الفريقين جولة الإياب عطفا على ماقدماه في الذهاب لثمن النهائي، فبرزت حيوية الاتحاد في أجمل صورها، وفق تنظيم فني وازن فيه المدرب خالد القروني بين الدفاع والهجوم، واستغل جيدا سرعة لاعبيه في الانقضاض على الليث الشبابي الذي بدا فاتر العزيمه، وكأنه رمى بكل مالديه من أوراق، واستخدم كل مهاراته في نهائي كأس الملك أمام الأهلي على أرض الجوهرة المشجعة، فيما كان الاتحاد يتقد حماسا لمواصلة المشوار الآسيوي حتى وإن خسرت الكرة السعودية فريقا بحجم الشباب في هذه الجولة، أما الهلال فقد رسم الهدف وحدد طريقة الفوز بخطة استثمر فيها المدرب الشاب سامي الجابر قدرات الخبراء من لاعبيه وفي مقدمتهم محمد الشلهوب، ياسر القحطاني الذي عاد للأيام الخوالي هدافا، وصانع ألعاب في ذات الوقت عوض بقدراته غياب أفضل لاعبي الموسم الكروي البرازيلي تياغو نيفيز. ستكون الفرق السعودية حاضرة في الأدوار النهائي لدوري الأبطال الآسيوي بالكبيرين الاتحاد والهلال اللذين برهنا على جدارتهما في التاهل في ثمن النهائي باداء فني مميز، ونتيجة متساوية، وأهداف تدرس وتعرض في كل حين، وزادت من مساحة الأمل في رؤية فريق سعودي على الأقل في نصف النهائي ونهائي البطولة القارية المتعصية على الكرة السعودية منذ عدة سنوات، حيث وعد الاتحاديون بالظهور فيها بمستوى مغاير، وبفريق أكثر قوة مما هوعليه، وحالة الضباب التي لم تساعد بعد على الرؤية هي علاقة المدرب القروني بالفريق في ظل التشابك الحاصل بين القروني واتحاد الكرة، فيما تبدو الصورة في الهلال ثابتة ببقاء مجموعة الأجانب والجهاز الفني بقيادة الجابر.
مشاركة :