صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ديوان "الفارس حزين الطلعة" للشاعر أحمد علام، ويقع الديوان في 96 صفحة تضم بين طياتها 16 قصيدة فصيحة، وهو الديوان الثاني للكاتب.
والقصيدة الرئيسة والتي حملت اسم الديوان "الفارس حزين الطلعة" عبارة عن تناص مع شخصية "دون كيخوته" كما جاءت فى رواية "ثربانتس"، وهى باختصار عن شخص نبيل عجوز دفعه حبه لكتب الفروسية لإحيائها فى الواقع، فاتخذ هيئة الفارس، بخوذة بدائية وحصان الهزيل، وجاره الذى جعله حامل سلاحه ليدخل فى صراع كاريكاتورى، نبيل محزن مع الواقع، وهو فى ذلك يضفى من خياله على الواقع، فيرى فى مغامرته الشهيرة، مثلًا قطعان الماشية جيوش أعداء، وطواحين الهواء عمالقة أشرار، فينقض عليهم محاربًا عبثًا (وهى الشيء الأكثر التصافًا به)، حضور "دون كيخوته" فى الديوان حضور حقيقى فى إحدى القصائد، لكن على مستوى الديوان بالكامل حضوره رمزى، يرمز للإنسان الضعيف، الذى يحارب قوى عملاقة –وهو المنكسر اليائس-، كالشر فى العالم، وانعدام المعنى، بل والموت نفسه بسيفه الصديء، وحصانه الهزيل، فى صلابة واقتناع مثيرين للسخرية، والشفقة، والإعجاب، لهذا سماه حامل سلاحه "الفارس حزين الطلعة".
ومن أجواء الديوان:
الريحُ تعصف، والشتاء -كما ترين- بغير قلبْ...
لكنما، لا تنشدى الصحو المؤقت
فى عيون الآخرين.
فخذى المظلة فى هدوء المغتربْ
وامشى الطريق وحيدةً...
لا تستديرى إلى الوراءْ
؛ إن الطريق بلا انتهاء...
أظنه، لا يقتربْ...
من أى شيء.
لكنه، قد يبتعدْ.
مشاركة :