منجم «سوما» التركي .. أسوأ كارثة

  • 5/16/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

ينقل نعش على الأكف وسط حشود تتدافع في مقبرة لدفن جثة ملفوفة في كفن ثم يبدأ نقل نعش آخر، هذا هو المشهد في سوما بعد يومين على أسوأ حادث منجم في تركيا بين مشاعر الغضب والحزن. وقبل ساعة من موعد صلاة الظهر تجمع الآلاف من سكان المدينة في المقبرة البلدية. وجلسوا تحت الشمس حول القبور التي حفرت في ثلاثة صفوف تضم عشرين مقبرة لم ينته عمال البلدية بعد من حفرها. ومن مسافة قريبة تراقب فتحية كودو هذه الاستعدادات وتقول "زوجي يعمل أيضا في منجم لكن في منجم آخر". وتضيف "جئت تضامنا مع الأسر، الأمر صعب جدا علينا جميعا". وقالت كانت المرأة المحجبة الجالسة على كرسي من البلاستيك قرب المقابر "لقد فقدت صديقا في الحادث". وأضافت "أشعر بحزن كبير لكنني لست غاضبة. ما حدث هو مشيئة الله". ووسط الصراخ تدفن جثة جديدة في الأرض، ويحاول موظف بلدي يحمل كيسا وضعت فيه بطاقات صغيرة صفراء فرض النظام في أجواء الفوضى، وعلى كل بطاقة كتب اسم الضحايا الـ300 الذين قضوا في أسوأ كارثة منجمية وقعت في تركيا. وخلال الفترة الصباحية نعت مكبرات للصوت الضحايا في شوارع سوما "يعلن الوالد والوالدة والشقيق وفاة ابنهم العزيز يوسف باك، وسيتم تشييعه بعد صلاة الظهر". وفي قلب المدينة التي تعد 100 ألف نسمة تستعد معظم المحال التجارية لإقفال أبوابها وكتب على الستار الحديدي "ليرحمهم الله". وقال مصطفى يوزغون الذي يستعد لإغلاق المتجر، الذي يبيع فيه هواتف نقالة "قتل عدد كبير من الأشخاص لدى الكثير من التجار الأصدقاء الذي فقدوا قريبا أو أقارب". وأضاف "لا يزال هناك عدد من العمال العالقين داخل المنجم، إنه أمر مؤلم جدا". واليوم تبكي سوما موتاها، لكنها أيضا مدينة ثائرة وغاضبة، ومنذ الساعات الأولى بعد وقوع الانفجار في منجم الفحم الحجري انهالت الاتهامات على مؤسسة سوما كومور لإخلالها بأبسط معايير السلامة. وانفجر الغضب الأربعاء خلال زيارة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء، الذي استقبل بصيحات استهجان واتهم مع حكومته بوضع الأرباح فوق سلامة العمال. وقالت اميك اوز "لدي تلاميذ فقدوا أهلهم في الحادث، ومن الصعب التحدث عن هذا الأمر". وتنفذ هذه المعلمة إضرابا تلبية لدعوة كل النقابات التركية. وأضافت "كل ما حصل مسؤولية الأشخاص الذين يوظفون هؤلاء العمال الذين يستغلونهم لحساب الدولة". وجاءت غولهان جيليك الجالسة تحت شجرة مع صديقاتها لتساند النساء اللواتي فقدن زوجا أو ابنا. وتقول هذه المرأة الستينية "لدي ابنان يعملان في المنجم أحدهما في الـ43 والآخر في الـ35" مضيفة "لو كانوا يهتمون أكثر بالعمال لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم". وقال تحسين ايكيز بغضب كبير وهو يحمل صورة ابن شقيقه إن "سوما تعيش مأساة. وإن كنا نشعر بحزن كبير اليوم فلأن ما حصل يعد جريمة". وأضاف "إنها جريمة لأن هناك إهمالا في ضمان سلامة العمال". وعلى بعد أمتار يقرأ الإمام الفاتحة أمام الجماهير، وقال ايكيز "الضحايا الذين قضوا لم يسقطوا نتيجة حادث إنها جريمة".

مشاركة :