علي عفيف.. اسم رنان عندما يُعزف على أوتار الإنجازات.. فهو لاعب بسيط جداً في تعامله، وهادئ في طبعه، لا يتحدث إلا بواقعية.. ورغم أن سنه لا يعبر عن خبراته في الملاعب إلا أنه يمثل عقلاً راجحاً، وقلباً نابضاً بحب الإنجازات.. عفيف تُوِّج بعشرين لقباً في مسيرته منها 9 ألقاب مع لخويا، و11 لقباً مع السد من بينها دوري أبطال آسيا.. فلك أن تتخيل عزيزي القارئ أن لاعباً يملك جميع الألقاب المحلية، ولقباً قارياً، وبرونزية عالمية، ويجلس في دكة الاحتياط في كثير من الأحيان دون ضجر، أو حديث، ويطبق تعليمات مدربه بحذافيرها.. تارة يكون مدافعاً، وأخرى مهاجماً، ولاعب وسط، وهذا إنما يدل على احترافية عالية للاعب لم يصل العقد الثالث من العمر.. عفيف تحدث إلى «العرب» حديث الكأس للقلب فماذا قال؟.بداية كيف تنظرون للكأس الغالية بعد أن خرجتم من كأس قطر التي ظفر بها السد؟. - الكأس الغالية تمثل هدف مهمّ جداً بالنسبة لنا في لخويا، ولا أذيع سراً إذا قلت لكم إن شرف التتويج بها من يدي راعي الرياضة، والرياضيين حفظه الله شرف لا يدانيه شرف، وكل لاعب لديه حلم بأن يتوج بهذه الكأس الغالية التي تمثل قيمة رياضية خاصة، بالإضافة إلى أنها تمثل منافسة قوية بين جميع أندية قطر، وليست مقصورة على درجة واحدة من الأندية؛ لذلك ننظر لها بعين المجد، ونقاتل من أجل الظفر بها للمرة الثانية بعد أن توجنا بها في الموسم الماضي كأغلى إنجازات النادي في تاريخه. هل خروجكم من سباق كأس قطر يضعكم أمام حتمية الفوز بالكأس الغالية للتأكيد على أنكم الأفضل؟. - نحن نثق في قدراتنا، وندرك أننا من أفضل الفرق، ولكن في حال تتويجنا بها سنكون الأفضل بين الفرق؛ لأننا ظفرنا بلقبين مهمين، وأكدنا قوتنا؛ حيث إننا عملنا على استعادة درع دوري نجوم قطر وفزنا به، والآن ندافع عن لقبنا كأبطال للكأس الغالية، وسنقاتل من أجل الظفر بها؛ لنكون الأفضل. صحيح نحن حاولنا بكل قوة الفوز بكأس قطر ولكننا لم نوفق، وخرجنا من نصف النهائي، ولكن هذا لا يعني أن نقتنع بإنجاز واحد فقط في الموسم، فسنعمل بكل قتالية على التتويج بالكأس؛ لأن لها طابعاً خاصاً كما أسلفت لك، وأرى أننا نستطيع أن نحقق هذا الإنجاز، فقط نتمنى أن يكون التوفيق إلى جانبنا. هل هذا يعني أن خطوتكم الأولى أمام الخور ستكون سهلة من أجل هذا الهدف؟. - لا.. لا أستطيع القول بأن الخور فريق سهل ويمكن الفوز عليه، فهو فريق يجد منا كل التقدير والاحترام، وعلينا دائماً أن نضع هدفاً لأنفسنا، ونعمل على تحقيقه، وقد كان هدفنا الظفر بجميع البطولات، ولكننا لم نوفق في كأس قطر بعد أن نجحنا في استعادة لقب الدوري، ولكن نتمنى أن نوفق في الفوز بالكأس، ومباراة الخور ستكون خطوتنا الأولى التي سنحاول من خلالها الوصول لهدفنا، وهو الدفاع عن اللقب، وإضافته إلى خزائن النادي المليئة بالإنجازات. ولكنكم فريق متكامل ويضم أفضل اللاعبين، ويمكنكم التفوق بسهولة على الخور؛ لأن الفارق أيضاً كبير بينكم وبينه؟. - الفارق كبير في الترتيب العام للدوري الذي انتهى موسمه، ولكنه ليس كبيراً في الطموحات، فالخور لديه نفس طموحنا للظفر بالكأس الغالية، وسيحاول الوصول لها بكل قوة، وفي نهاية الأمر ما يحدث الفارق في المباراة هو النجاح في الحسم؛ لأن مباريات الكؤوس تختلف عن مباريات الدوري، فالدوري يلعب بحسابات التعويض، ولكن في الكأس لا يوجد ما يعرف بالتعويض في المباراة القادمة أو التي تليها، أو البحث عن موضع أمان، فعلى من يرغب في الظفر بالكأس أن يحقق هدفه في 90 دقيقة، ويحسم الأمر. هل هذا يعني الخوف من مباريات الكؤوس؟. - لا يعني الخوف من مباريات الكؤوس فالجميع يلعب على تفاصيل صغيرة جداً أثناء الـ90 دقيقة، ومن ينجح في استغلال التفاصيل يحقق هدفه، كما أن الكأس يمكن لفريق أن يسجل هدفاً، ويعود ليحسن الدفاع، وتفشل كل المحاولات في الوصول للمرمى، فمن يقول إن الخور فريق مغمور يمكن أن ينهزم في الملعب؛ لأن الفرق جميعها مغمور، أو بطل سابق، أو حامل لقب يدرك أن صعوبة مثل هذه المباريات في أنها ترتكز على الطموحات، فهي متساوية للجميع رغم أنه على الورق لخويا أفضل، ولكن هذا لا يعني أن الخور سيستسلم في المباراة، بالعكس سيقاتل حتى النهاية من أجل هدفه غي الـ90 دقيقة. هذا يعني أنكم جاهزون لأية مفاجآت، وتتحسبون لما يمكن أن يحدث في المباراة؟. - نعم، نحن لدينا ثقافة الفوز في المباريات، وهو عنصر جيد يدعمنا، ولكن هذا لا يعني ألا نستعد للمباراة ونعتمد على ثقافة الفوز التي نلعب بها؛ فلكل مباراة تحضيراتها الخاصة، ونحن نستعد للخور، ونعمل له ألف حساب شأنه شأن بقية الأندية، وطموحاتنا هي التعامل مع الهدف خطوة بخطوة، ولا نقفز إلى التتويج قبل أن نتفوق في المرحلة الأولى لنا؛ لذلك نستعد ذهنياً، وبدنياً، وفنياً للمباراة. ولكن جميعكم تعرفون الخور، وقد لعبتم ضده وتابعتم مستواه في الكأس الغالية، وهو يتأهل على حساب السيلية بركلات الترجيح. - في مباريات الكؤوس يجب التحوط لأية نتيجة، أو مفاجأة قد تحدث في المباراة.. والدليل على ذلك أنني تابعت مباراة الأهلي، والخريطيات منذ البداية، وعندما سجل الأهلي الهدف الثالث أغلقت التلفاز على أن المباراة انتهت، واتجهت للتدريب باعتبار أن الأهلي حسم الأمر، ولكن عقب التدريب تفاجأت بأن النتيجة تحولت للتعادل 3/3 قبل أن يظفر بها الخريطيات من علامة الجزاء، وهذا نموذج تابعه الجميع لما يمكن أن يحدث في مباريات الكؤوس، ولا أخفي لك أن جميع لاعبي لخويا يمكن أن يتخيلوا هذا الأمر يحدث في الملعب؛ لذلك يجب التحوط وعدم الثقة في النتيجة إلا بصافرة الحكم فهي مباراة تمثل درساً لكل لاعب؛ لما يمكن أن يحدث في مباريات الكؤوس. هل تخشون فريقاً بعينه في الكأس الغالية؟. - نحن لخويا لا نخاف من أي فريق، ومستعدون لمواجهة أي فريق وبكل قوة، ولكن خوفنا يكون فقط من أنفسنا، فنحن من يهزم أنفسنا، ونحن من ينتصر لها، وثقافة الانتصارات هي أسلوبنا، ولكن في بعض الأحيان لا نكون في يومنا، ونؤدي بشكل لا يشبهنا فنخسر المباريات، ولكننا حضرنا جيداً للكأس الغالية هذه المرة. هل ترى فريقكم قادراً على التتويج بالكأس للمرة الثانية؟. - نعم، نحن قادرون على ذلك؛ فلدينا أفضل مجموعة، وجميعنا يمتلك الخبرة الكافية، وقد نجحنا الموسم الماضي وكانت أروع فرحة؛ لذلك فالآن نتطلع للظفر بالكأس الثانية على التوالي، وشخصياً أتطلع للتتويج بها للمرة الثانية على التوالي؛ حيث سبق لي أن توجت بها أكثر من مرة مع السد، ولكن ليست على التوالي، وهذه المرة نريد أن نؤكد جدارتنا بالظفر بها للمرة الثانية على التوالي، وخصوصاً أن فريقنا خبر دربها، ولن يفرط فيها، لكن علينا أن نذهب نحو المنصة خطوة بخطوة دون أن نقفز بتفكيرنا بأننا توجنا بها. هل ترى ذلك تحدِّياً خاصّاً للاعبين؟. - نعم الكأس تمثل تحدِّياً خاصاً لنا في لخويا كفريق، ولي شخصياً؛ لأنني أتطلع للبطولة رقم 21 في مسيرتي، وللمرة الثانية توالياً وهو تحدٍّ أعشقه، وسأقاتل من أجل النجاح فيه.;
مشاركة :