أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الأربعاء ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك خلال استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس -للمرة الأولى- في البيت الأبيض.وقال ترمب إثر اجتماع في المكتب البيضوي: «نريد إرساء السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسنحقق ذلك»، دون أن يتطرق إلى كيفية إنجاز هذا الأمر. وألقى عباس كلمة مقتضبة، كرر فيها تمسكه بحل الدولتين، وأمل بـ «تحقيق معاهدة سلام تاريخية» في عهد ترمب. وقال مخاطباً الرئيس الأميركي: « لديكم الإرادة والرغبة لتحقيق هذا النجاح، وسنكون شركاء حقيقيين لكم، لتحقيق معاهدة سلام تاريخية». وأضاف عباس: «نحن الشعب الوحيد الذي بقي في هذا العالم تحت الاحتلال، ويجب أن تعترف إسرائيل بدولة فلسطين، كما نحن نعترف بدولة إسرائيل». وإذ اعتبر أنه «وسيط» و»حكم» و»مسهل» لعملية «ستقود إلى السلام»، شدد ترامب على أن الفشل المتكرر في الماضي لا يعني بالضرورة أن المهمة مستحيلة. وأضاف: «في حياتي سمعت دائماً أن الاتفاق الأصعب الذي يمكن التوصل إليه هو على الأرجح بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لنرى إذا كنا قادرين على تكذيب هذا التأكيد». وتابع: «لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم إذا لم يجمع القادة الفلسطينيون على إدانة الدعوات إلى العنف والكره». ويأتي الاجتماع بعد شهرين ونصف شهر من لقاءٍ جمع الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. مظاهرات فيما تجمع آلاف الفلسطينيين أمس الأربعاء عند تمثال نيلسون مانديلا في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، تضامنا مع نحو ألف معتقل في سجون الاحتلال يواصلون إضرابهم عن الطعام. وهتف المتظاهرون «حرية.. حرية» رافعين الإعلام الفلسطينية وصور مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح المعتقل، الذي حكمت عليه إسرائيل بالسجن مدى الحياة لدوره في الانتفاضة الثانية. ومنذ 17 يوماً ينفذ أكثر من ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال إضراباً عن الطعام، مطالبين بتحسين ظروف اعتقالهم والسماح لهم بالزيارات الطبية والعائلية. وقال محمود الزيادة الذي يسجن نجله مجد منذ 15 عاما لفرانس برس إن عائلات الأسرى «لم تتلق أي أخبار عنهم» وتعيش «في قلق دائم». بدورها، لم يسمح لهند عفانة بمقابلة ابنيها أحمد وصلاح منذ اعتقالهما على التوالي قبل ستة أشهر وعام، وقالت إن مصلحة السجون الإسرائيلية ترفض هذا الأمر «لأسباب أمنية». وقالت الجهات الداعمة للمضربين إن 50 معتقلاً جديداً سينضمون الخميس إلى المضربين، بينهم كوادر مهمة في مختلف الفصائل الفلسطينية مثل أحمد سعدات رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وأكد البرغوثي في رسالة جديدة من سجنه الأربعاء أن الاحتلال «لا يستطيع أن يسكتنا أو يعزلنا»، مؤكداً العزم على «مواصلة هذه المعركة مهما كان الثمن». في غصون ذلك، أعلن مسؤولان فلسطينيان الأربعاء أن إسرائيل سمحت للصيادين الفلسطينيين بدخول بحر غزة مسافة تسعة أميال بدلا من ستة، لتوسع بذلك المنطقة المسموح بها لصيد الأسماك في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي.;
مشاركة :