عقيل الحلالي (صنعاء) انتزع الجيش اليمني أمس الأربعاء السيطرة مجدداً على منطقة الزهاري الساحلية القريبة من محافظة الحديدة (غرب) الاستراتيجية وتقع شمال مدينة المخا في غرب محافظة تعز جنوب غرب البلاد. وقال الجيش في بيان مساء الأربعاء: «إن قواته مسنودة بمقاتلات التحالف العربي نفذت عملية نوعية تمكنت من خلالها من السيطرة على منطقة الزهاري آخر مناطق المخا التي كانت لاتزال تحت سيطرة الميليشيا الانقلابية». وكانت القوات الحكومية قد أعلنت أواخر فبراير تحرير منطقة الزهاري التي تبعد نحو 20 كيلومتراً عن بلدة الخوخة البوابة الجنوبية لمحافظة الحديدة ثاني أهم موانئ البلاد، ويسيطر عليه المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران منذ أكتوبر 2014. وذكر بيان الجيش أن القوات نفذت الأربعاء «هجوماً مباغتاً على تمركز الميليشيات في منطقة الزهاري»، وأنها تمكنت من تحرير المنطقة بعد اشتباكات خلفت 20 قتيلاً في صفوف ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، مشيراً إلى أن مقاتلات التحالف العربي «شكلت بغاراتها إسناداً جوياً نوعياً لتقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية». ولفت البيان إلى مقتل عدد من المسلحين الانقلابيين وجرح آخرين وتدمير دبابتين وعربة مدرعة في الضربات الجوية للتحالف العربي على مواقع الميليشيات في منطقة الزهاري التي بتحريرها تم تأمين الجهة الشمالية لمدينة المخا التي حررتها قوات الشرعية مطلع فبراير، في إطار عملية عسكرية واسعة انطلقت في 7 يناير لاستعادة الساحل الغربي للبلاد البالغ طوله نحو 460 كيلومتراً. وقال مصدر عسكري ميداني: «إن الهدف القادم لقوات الجيش الوطني هو تحرير منطقة حي سالم وهي أولى مناطق مديرية الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة». وتعهدت الحكومة اليمنية الأسبوع المنصرم بتحرير ميناء الحديدة الذي قال: «إن الانقلابيين يستخدمونه في تهريب الأسلحة وشن هجمات بحرية تهدد حركة الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب». إلى ذلك، تواصلت أمس الأربعاء المعارك بين قوات الحكومة وميليشيات الانقلابية في محيط معسكر خالد بن الوليد الذي يسيطر عليه الحوثيون في بلدة موزع ويبعد 40 كيلومتراً إلى الشرق عن المخا. ونفذ الطيران العربي ليل الثلاثاء وأمس الأربعاء نحو 13 غارة على مواقع للميليشيات داخل القاعدة العسكرية التي سيمهد تحريرها تقدم القوات الحكومية شمالاً صوب ميناء الحديدة، وشرقاً إلى تعز ثالث مدن البلاد. وأسفرت الغارات عن تدمير مواقع عسكرية ومخازن سلاح وذخيرة ما أدى لوقوع انفجارات هزت المنطقة، بحسب مصادر عسكرية ميدانية. كما قصفت طائرات حربية ومروحيات أباتشي تابعة للتحالف العربي تعزيزات عسكرية للميليشيات في مفرق المخا شمال معسكر خالد، وهاجمت مواقع للانقلابيين في منطقة الخبت شمالي الوادي الكبير وسط موزع. وقتل قيادي ميداني حوثي يدعى أبو محمد الوصابي باشتباكات مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في وادي الضباب غربي مدينة تعز المنكوبة بعد أكثر من عامين من النزاع المسلح. وذكر موقع «سبتمبر نت» التابع للجيش الوطني أمس الأربعاء أن محافظة صعدة، معقل الحوثيين في شمال البلاد، «استقبلت عشرات القتلى والجرحى من قيادات وعناصر الميليشيا الانقلابية جراء المعارك الدائرة» في الساحل الغربي بتعز. وأضاف أن العديد من قتلى وجرحى الميليشيات سقطوا قبل وصولهم لجبهات القتال في قصف جوي للتحالف العربي على تعزيزات الانقلابيين إلى غرب تعز. وشن طيران التحالف أمس غارات على مواقع عسكرية للميليشيات في جبل نقم وبلدة سنحان، مسقط رأس المخلوع صالح في شرق العاصمة، ودمر هدفاً متحركاً في منطقة وادي حباب على الطريق إلى بلدة صرواح آخر معقل للحوثيين في محافظة مأرب شرق البلاد. كما استهدفت غارة جوية موقعاً للميليشيا في بلدة المطمة بمحافظة الجوف الشمالية، وأصابت خمس غارات أخرى أهدافاً في بلدة باقم التي تشهد معارك في شمال صعدة على حدود السعودية. وتواصلت أمس المعارك في جبهتي حرض وميدي الحدوديتين بمحافظة حجة (شمال غرب)، أفشلت القوات الحكومية، ليل الثلاثاء الأربعاء، محاولة تسلل للميليشيا في منطقة يعيس شمال محافظة الضالع (جنوب) بعد اشتباكات استمرت ساعات، في حين قتل مدني صباح الأربعاء برصاص قناصة الميليشيات في قرية القهرة بمنطقة مريس القريبة. وقال سكان محليون: إن الميليشيا الانقلابية قنصت مواطناً من أبناء محافظة إب، كان يعمل في إحدى مزارع القات في القهرة الواقعة بالقرب من مناطق المواجهات شمال مريس. وأضافوا أن الانقلابيين كثفوا في الأسابيع الأخيرة عمليات القنص العشوائي في المنطقة.
مشاركة :