زيزي ستارلين: «ماري بوبينز» فيها ملامح من شخصيتي

  • 5/4/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: مها عادل لا يبدو دور «ماري بوبينز» مثل أي دور آخر في الدراما الغنائية العالمية، فهو الدور الذي صنع نجومية جولي أندروز، ومنحها أول أوسكار عن أفضل ممثلة عام 1964، وهو الدور الذي أدته على المسرح أشهر النجمات ومنهم أيقونة الغناء البريطانية لورا ميتشيل كيلي، فالدور يتطلب مواصفات خاصة في الأداء والشكل والإمكانات، لأن الشخصية هي مربية أطفال تتمتع بسمات غير عادية، وتصر على إضفاء الجانب الأخلاقي على العلاقات الأسرية، وإصلاح سلوك أفراد العائلة التي تعمل معها؛ لذلك فهو يحتاج شابة بريطانية بروح محافظة توحي بالحكمة والقدرة على الحكم السليم على الأشياء ونقل خبرتها في الحياة ليس فقط إلى الأطفال الذين تقوم برعايتهم، وإنما أيضاً إلى الآباء والأمهات والعاملين الآخرين في المنزل. إنها قادرة على التأثير في المجتمع كله، وتقديم رسالة السلام والمحبة والأخلاق الكريمة إلى الجميع. هذه الصعوبات التي تغلف هذا الدور المهم في عالم الدراما ما جعل زيزي ستارلين، بطلة العرض الذي تستضيفه أوبرا دبي، تتميز وهي تقوم بالشخصية الرئيسية، وتفرض نفسها على الساحة، رغم أنها الممثلة السابعة في تاريخ المسرحية، التي تقوم بهذا الدور. ستارلين لم تتعد ال27 من العمر، ولأنها تنتمي لعائلة فنية، فبدأت العمل الفني وهي في سن مبكرة وتدربت عملياً على فنون الأداء التمثيلي والمسرحي بمدارس تعليم الفنون ومركز استوديو لندن، وبدأت حياتها الفنية، وشاركت بعدة جولات فنية داخل المملكة المتحدة وخارجها.وقدمت زيزي أدواراً رئيسية بالعديد من الأعمال الفنية الشهيرة سواء بالمسرح أو السينما والتليفزيون، ومن أهم الأدوار التي قدمتها بمشوارها الفني شخصية «لانا» برواية «ذا كار مان» «the car man»، من إنتاج ماثيو بورنيه، كما أدت شخصية «ديميتر» بمسرحية «كاتس» العالمية، ودور «بيتي» في رواية «سندريلا» الشهيرة، كما شاركت بمسرحية «قصة مدينتين» وامتدت تجربتها لتشمل تأديتها لدور ماري بوبينز على مسرح «أوبرا دبي» حتى 25 مايو/ أيار الجاري.مسيرة فنية حافلة بدأت منذ عام 1995، ولم تتوقف حتى الآن، لتصبح هذه الفنانة الشابة واحدة من أهم الفنانات البريطانيات على خشبة المسرح، والمفارقة الطريفة أنها ورثت دورها في «ماري بوبينز» من شقيقتها الكبرى التي كانت تقوم بهذا الدور ضمن نفس الفرقة المسرحية منذ سنوات.وبمناسبة زيارتها لدبي لعرض المسرحية على مسرح دبي أوبرا، التقتها «الخليج»، لتتحدث عن رحلتها في عالم الفن والاستعراض، وصولاً إلى دبي، وبدا طاغياً حضورها اللافت وحيويتها المتدفقة وروحها المرحة وعشقها الشديد لما تقدمه من فنون.. ماذا عن بداياتك وأهم محطاتك الفنية؟ (تضحك) بدأت مشواري الفني بعمر 16 عاماً، وبتشجيع من أسرتي ووالدتي وأختي الكبرى، التي سبقتني إلى نفس المجال، والتحقت بشكل محترف ضمن فريق عمل مسرحي يضم كوكبة مميزة من الفنانين، الذين استفدت منهم كثيراً، وتعلمت من خبرتهم ونصائحهم كثيراً، ثم واتتني الفرصة بشكل جيد في عمر 19 عاماً؛ حيث أسند لي دور مهم في مسرحية «سندريلا» وهو دور إحدى الأختين بنات زوجة الأب، وحققت نجاحاً كبيراً، واعتبرته من أهم خطواتي الجادة ببداياتي بالمجال. ماذا عن «ماري بوبينز»، وكيف تحافظين على شخصيتك المميزة، وعدم التأثر بمن قدمنه من قبلك؟ أنا لم أشاهد سوى عروض أختي «سكارليت» التي سبقتني إلى الدور. وإعجابي بأدائها كان السبب في أنني ارتبطت بالمسرحية والشخصية وحفظت كل شيء عنها عن ظهر قلب، حتى من قبل ترشيحي لألعب الدور. بالطبع كنت أحضر العمل يومياً، وأعشق حضورها على الخشبة وغناءها، والحقيقة أنني لم أتخيل يوماً أن أجد نفسي مكانها على خشبة المسرح أؤدي نفس الدور والأغاني والألحان. ولكن هل تشعرين بحميمية مع الشخصية أم تحتاجين إلى جهد أكبر للدور؟ أرتبط بشخصية «ماري بوبينز» بشكل وثيق، وأشعر أنها جزء مني، وأن هناك نقاط التقاء كثيرة بين شخصيتي وبينها، فكلانا يتميز بالديناميكية والحماسة وحب الحياة، وأنا وقعت في غرام الشخصية، لما تتمتع به من ذكاء وهدوء وثقة بالنفس، كما يعجبني تصالحها مع ذاتها ومع مظهرها وجوهرها، إضافة إلى قدرتها على إشاعة المرح والبهجة والسلام على من حولها، وهذا جانب مهم أحبه بها كما يحبه المشاهدون، فهي تضفي على نفسيتي شخصياً حالة من التوهج والسعادة خصوصاً في المشاهد الأخيرة بالعرض حين تطير وتحلق فوق المسرح والمشاهدين، فهذا يشعرني بالشفافية وكأنني واحدة من الأبطال الخارقين. هل تعتقدين أن العرض نجح في تقديم جوهر الرواية الأصلية ورسالتها الأخلاقية؟ بالطبع، وربما هذا ما يجعل للعرض قيمة كبيرة، فالرواية تحمل كثيراً من المبادئ والمعاني الجميلة لتستفيد منها كل أفراد العائلة، ومن أهمها: ضرورة تقدير واعتزاز كل ما نمتلك في حياتنا والحرص على الاحترام المتبادل بين كل أفراد الأسرة صغاراً وكباراً، والحفاظ على روح التعاون والانسجام الكامل بينهم، لأن هذا هو سبيلها لتحقيق التماسك واجتياز المشاكل والصعوبات بالحياة، وتحقيق جو من السعادة والراحة بالبيت وضرورة عدم التقليل من شأن الآخرين أو الاستهانة بقدراتهم؛ لذا أرى أن هذا العمل الفني يعلي قيمة الأسرة والاحترام المتبادل بين أفرادها، وكلها أشياء نحتاج إليها في مجتمعاتنا الحديثة التي تشهد في كثير من الأحيان نسيان أو تجاهل أو ضياع قيم الأسرة وسط زحام الحياة والالتزامات المادية التي ترهق العائلات. ما أسلوبك في تطوير قدراتك الفنية والحفاظ على ما وصلت إليه من نجاح؟ الالتزام والمواظبة على التدريبات أساس تطوير الذات وتنمية المهارات، إضافة بالطبع للخبرات العملية والممارسة والحرص على التعليم والتدريب المستمر هي أدوات الفنان للحفاظ على النجاح برأيي. ما شعورك وأنت تزورين دبي لأول مرة وتقدمين هذا العمل المتميز؟ قبل زيارتي لدبي سمعت عنها الكثير من الإطراء الذي زادني شوقاً لرؤيتها، ولكن ما شاهدته عند قدومي إليها فاق كل ما سمعت؛ إذ بهرني التقدم العمراني والمناخ الحضاري والانسجام الكامل بين الثقافات والجنسيات المختلفة والمعالم السياحية الرائعة المدعومة بخدمات ووسائل متعة وراحة للجميع والشواطئ الجميلة والجو المشمس والدافئ. دبي فعلاً مدينة رائعة وتستحق هذه السمعة العالمية التي حصلت عليها كنموذج للمدنية والحضارة وتلاقي الثقافات. وما زاد انبهاري أكثر وأكثر كان الإمكانات عالية المستوى لمسرح أوبرا دبي، إلى جانب الطراز المعماري الفريد للمبنى الذي يبدو مثل سفينة، وعرفت أنه يمثل ثقافة دبي وتراثها الحضاري المرتبط دائماً بالبحر منذ قديم الزمان، وأيضاً المساحات المحيطة بها تحت «برج خليفة» أعلى بناء في العالم، فكل ما رأيته بدبي كان استثنائياً. كيف تقيمين الدور الذي تقوم به دار الأوبرا داخل المجتمع؟ أنا أعتبر أن وجود دار الأوبرا بأي مدينة إضافة مهمة جداً تثري حياة قاطنيها، فالفنون بشكل عام ومنصاتها وسيلة رئيسية في تحسين حياة البشر وعلاقتهم بأنفسهم ومجتمعهم وزيادة حالة الرضا والسعادة بين الناس، فكلما زاد اهتمام الناس بالثقافة والفنون انتعش المناخ الثقافي والترفيهي ويجني الجميع ثمار هذا الازدهار، فالاهتمام بالفنون يثري حياة الشعوب.

مشاركة :