أبوظبي:آلاء عبدالغنيتختتم اليوم الخميس أعمال ملتقى «بناء الثقة والتعاون بين الأديان» في أبوظبي الذي ينظمه منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في إطار الزيارة الأولى لأول قافلة سلام متعددة الأديان تحت مسمى: «القافلة الأمريكية للسلام.. نشر رسالة السلام من خلال بناء الثقة والتعاون بين الأديان». وعقدت أمس ورش عمل وجلسات نقاش تستمر حتى اليوم للتدارس حول التصورات المتبادلة بين أتباع الديانات المختلفة وأثرها في السلم، وتسليط الضوء على أهم التحديات التي تواجه العيش المشترك، وكذلك أهم الفرص التي تعززه وتقويه، علاوة على محورية مفاهيم السلام في الخطاب الديني في المساجد والكنائس. وأكد عدد من علماء الدين المشاركين في الملتقى، دور دولة الإمارات في إرساء قواعد السلم العالمي، ونهجها الذي رسخه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسارت عليه القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في ترسيخ قيم التعايش المشترك وإعلاء قيم الحوار والتسامح ونبذ العنف والتشدد والتمييز بكافة أشكاله.وثمن القس بوب روبرتس، كبير قساوسة كنيسة نورتوود في تكساس، دور دولة الإمارات في نشر رسالة السلام في جميع أنحاء العالم، واستضافتها لقافلة السلام متعددة الأديان لتكون أبوظبي محطتها الأولى، مؤكداً أن الإمارات تبذل جهوداً كبيرة في بناء جسور التواصل والحوار بين مختلف الديانات.وأشار إلى أن على علماء الدين البحث في القيم المشتركة بين دياناتهم، وهي حب الله، واحترام كافة البشر.ومن جهته، قال الدكتور عبدالله بوصوف أمين عام مجلس الجالية المغربية في الخارج: «دولة الإمارات منذ عهد زايد وحتى اليوم تلعب دوراً ريادياً لترسيخ قواعد السلم العالمي، وفي ظل ارتفاع وتيرة الإرهاب وقفت الإمارات سداً منيعاً في وجه هذه الموجات الإرهابية التي يدّعي مرتكبوها الانتماء إلى الإسلام.وأشار إلى أن تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي والتي ينشرها من لا يمتون له بصلة، يكون بعدم السكوت عنها وعن الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام، لافتاً إلى أن هذا ما تقوم به دولة الإمارات.وأكد أن علماء الدين حاضرون في مواجهة الإرهاب الإلكتروني، ونوه بأن على علماء الدين وأهل الفكر الحق الحضور بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي وبلغات متعددة للرد على الأضاليل التي تغرر بالشباب.وقال: إن تكرر اللقاءات بين الأديان السماوية في السنوات الأخيرة، للحوار والانفتاح وترسيخ التعايش والتسامح بين أتباع هذه الديانات، هي علامة صحة للانتقال إلى مرحلة تأسيس الحوار البناء، معتبراً أن «ملتقى بناء الثقة والتعاون بين الأديان» الذي تستضيفه العاصمة أبوظبي، هو لقاء فريد من نوعه باعتباره يضم كذلك ممثلي الطائفة الإنجليكانية.وبدوره، أكد الداعية فضيلة الشيخ حمزة يوسف هانسون، رئيس كلية الزيتونة بكاليفورنيا، أن الإمارات انتهجت منذ تأسيسها على يد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نهجاً مشرّفاً وهو إقرار السلام والعمل على جمع الشعوب ومنع الفتن، وهو الأمر الذي مكنها من ترك صدى في الوسط العالمي، علاوة على مبادراتها السلمية والإنسانية التي لا تفرق بين الناس في اللون أو الجنس أو المعتقد. وأشار إلى أن احتضان الإمارات لأكثر من 200 جنسية على أرضها الطيبة هو خير دليل على رقيها الإنساني والحضاري.وأضاف: إن استضافة القافلة الأمريكية للسلام التي تضم أصحاب الديانات الإبراهيمية لتكون أبوظبي منطلقاً لها من خلال منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، يضاف إلى رصيد الإمارات الحافل في نشر رسالة المحبة والسلام بين بني البشر. ومن جانبه ثمن الداعية فضيلة الشيخ محمد ماجد إمام مسجد آدم، ورئيس مركز حوار الأديان بواشنطن، جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز السلم والأمن الدوليين ودورها في نزع فتيل التطرف الديني والإرهاب الفكري والكراهية. وقال: «نحن ممتنون للإمارات على هذه الحفاوة البالغة والسعي الحثيث لإنقاذ العالم من الكراهية المحتدمة بين بني البشر، ونقدر كعلماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي واليهودي هذه المساعي الخالية من أية أهداف سوى أن يعم الأمن والسلام ربوع العالم».
مشاركة :