لماذا اختار الأمير الشاب القناة السعودية وداوود الشريان؟

  • 5/4/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

iageely@أظهر الحوار الذي أجراه الإعلامي داوود الشريان مع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مدى الحس الإعلامي الذي يمتلكه الأمير الشاب، فلم يكن اختيار القناة السعودية صدفة، ولا التنسيق المسبق مع الشريان عبثا، وحتى الاستعانة بلغة الإشارة التي حضرت على الشاشة كانت ذات مدلولات عميقة، فمحمد بن سلمان أراد يوم أمس الأول (الثلاثاء)، وخلال 55 دقيقة أن يوجه خلاصة عمل دؤوب عملت عليه الدولة منذ أن انطلقت الرؤية نحو المستقبل، ولأن الرسالة للشعب فلم يقع الاختيار على قناة العربية كما كان ذلك في السابق، فالحوار السابق الذي أجراه سموه مع تركي الدخيل وعبر «العربية» طغت عليه لغة الأرقام، واحتوى على رسائل سياسية خارجية، وكانت القناة المختارة والمحاور النخبوي هو الأمثل لتوصيل الرسالة، أما الآن فالرسالة مختلفة، فالخطاب للداخل، والمضامين للمواطن بكافة شرائحه وفئاته، والشريان هو الأمثل لإيصال الخطاب، فهو الإعلامي المحترف الذي كان في «الثامنة» قريبا من هم المواطن البسيط، يبحث عن أجوبة لأسئلتهم الحائرة، وينثر همومهم عبر طاولته المستديرة، رغم ظهوره يوم أمس بشكل لم يعتد عليه المتابعون، فقد تنازل عن الكثير من فوضوية الطرح وسرعة الأسئلة، والصوت المرتفع، ولم يكن قادرا على التلاعب بأعصاب المسؤول، فالمسؤول الذي يجلس أمامه كان أكثر ثقلا، وأصدق عملا، ومليئا بالحقائق والأرقام المذهلة، وكان مباشرا في الرد. وحتى القناة السعودية كانت هي القاسم المشترك بين فئات الشعب، وهي التي طرقت كل منزل، وخاطبت كل الشرائح، فلا يختلف عليها محافظ أو منفتح، ولا يرفضها ليبرالي أو متدين، فقد تركت لغة الخصام بعيدا، وراحت تفتش عن المواطن فقط، لذلك هي القاسم المشترك بين المتابعين السعوديين، وهي الطريقة الأنسب للوصول لجميع الشرائح.فوجئ الشريان من نوعية المسؤول هذه المرة، فقد قال له الأمير محمد بن سلمان، قبل الحوار بخمسة أيام، «لن أتدخل في اختيار الأسئلة، أسأل ما تريد وكلما تحديتني كان أفضل»، بعكس المسؤول الذي اعتاد على التعامل معه كل مرة، والذي يطلب قبل اللقاء محاور وأسئلة الحلقة. فليس لدى الأمير ما يخشاه، فكل الأسئلة التي طرحتها حلقات الشريان السابقة من هموم الإسكان، وحساب المواطن، ومعاناة الصحة، يحمل لها في جعبته الكثير من الرؤى والحلول الآنية والمستقبلية، جاء مثقلا بالأحلام والطموحات، جاء ليقول للجميع «الغد أفضل».قال الشريان، «كنت أعرف عن موعد الحوار قبل خمسة أيام من عقده، وبدأت في التحضير وإعداد الأسئلة متوكلاً على الله ثم متابعتي ماذا يريد الناس، وكذلك لدي مخزون معرفي نتيجة حضوري لقاءات الأمير محمد أثناء عمل الرؤية»، لكنه فوجئ بأن من يقابله أكثر معرفة وأدق تفصيلا. رؤية الأمير الإعلامية كانت أكثر ظهورا وبروزا، فقد استوعب الجميع، حتى فئة الصم قد حضرت لغتهم عبر الترجمة الفورية.

مشاركة :