عاد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لارتداء ثوب البطل الخارق مرة أخرى في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم مع ناديه ريال مدريد، بعدما سجل ثلاثة أهداف «هاتريك» في شباك غريمه أتلتيكو مدريد أول من أمس، في ذهاب الدور قبل النهائي للبطولة في ليلة ستبقى خالدة في ذكريات ملعب سانتياغو بيرنابيو، معقل النادي الملكي. ووضع رونالدو الريال على مشارف النهائي، بعدما سجل الأهداف الثلاثة في الدقائق 10 و73 و86، وبات أول لاعب يسجل هاتريك في دور الأربعة للمسابقة القارية منذ موسم 2012-2013، عندما حقق ذلك البولندي روبرت ليفاندوفسكي. وتقام مباراة الإياب على ملعب «فيسنتي كالديرون» الأربعاء المقبل. وكرس ريال مدريد حامل الرقم القياسي في البطولة برصيد 11 لقباً، عقدته القارية لأتلتيكو، إذ تواجها 4 مرات، بينها ثلاث مرات في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وكانت الكلمة الفصل للنادي الملكي، الذي توج بلقبين على حساب جاره، معززاً سجله القياسي في المسابقة برصيد 11 لقباً. وإذا كان هناك رابط سحري بين ريال مدريد وتحقيق الانتصارات المذهلة بدوري أبطال أوروبا، فإن الرابط بين تألق نجمه الأول حالياً، والبطولة القارية الأشهر للفرق، لا يزال دون تفسير. وحطم رونالدو في المباراة رقم اللاعب الراحل ألفريدو ديستفانو، كأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، ليدفع النادي الملكي خطوة كبيرة نحو المباراة النهائية. وبفضل الأهداف الثلاثة التي سجلها في المباراة في الدقائق 10 برأسية و73 بتصويبة صاروخية بالقدم اليمنى و85 بتصويبة أخرى متقنة، أصبح رونالدو نجماً فوق العادة في مباراة ديربي العاصمة الإسبانية مدريد. وبثلاثة أهداف في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال، أمطر بها شباك الجار اللدود أتلتيكو مدريد، وثلاث صراخات عقب الأهداف، أعلن من خلالها عن نفسه مجدداً، يصل النجم البرتغالي في كامل لياقته الفنية والبدنية إلى الأمتار الأخيرة من الموسم الجاري. 103 ووصل رونالدو بأهدافه الثلاثة الأخيرة في مرمى أتلتيكو مدريد، إلى الهدف رقم 103 له في مسيرته بدوري أبطال أوروبا، 13 هدفاً منها سجلها في الدور قبل النهائي، محطماً الرقم القياسي لديستفانو برصيد 11 هدفاً، وهو الرقم الذي حققه اللاعب الراحل قبل أكثر من 50 عاماً في حقبتي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. وبالإضافة إلى ذلك، يعد رونالدو الهداف الأكبر لدوري الثمانية ونصف النهائي لدوري أبطال أوروبا برصيد 34، أي ضعف ما سجله الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة، في الدورين. والآن لن يحرم رونالدو، ومن ثم ريال مدريد، من لعب المباراة النهائية في كارديف في الثالث من يونيو المقبل، سوى عودة إعجازية لأتلتيكو مدريد في مباراة الإياب يوم الأربعاء المقبل على ملعب فيسينتي كالديرون. وفي حال وصول ريال مدريد إلى المحطة الأخيرة للبطولة، فإن رونالدو سيكون على موعد مع مباراته النهائية الخامسة في دوري الأبطال، التي فاز بها في 2008 و2014 و2016، وخسرها مرة واحدة في 2009 مع مانشستر يونايتد، قبل أشهر قليلة من الانتقال لصفوف النادي الملكي. ومنذ أن انتقل إلى ريال مدريد، لعب نجم منتخب البرتغال ثمانية مواسم في دوري أبطال أوروبا، ووصل خلالها سبع مرات متتالية إلى الدور قبل النهائي. ويعود الفضل في هذه الأرقام القياسية إلى سرعة بديهة رونالدو، وتعلمه من أخطائه، وإدراكه لأهمية الوصول إلى الأشهر الحاسمة من الموسم متمتعاً بلياقة بدنية عالية. تناوب وقبل وقت ليس بالقصير، كان من المستحيل أن نرى رونالدو ضمن استراتيجية التناوب بين اللاعبين، ولكن هذا الموسم، توصل النجم الكبير لاتفاق مع مدربه الفرنسي زين الدين وزيدان، لوضع خطة تمكنه من الوصول إلى المباريات المهمة في وضع بدني وفني متكامل، وهو ما دلل عليه أمام بايرن ميونخ في دور الثمانية، ثم مرة أخرى أمام أتلتيكو مدريد في الدور قبل النهائي. وقال رونالدو عقب مباراة بايرن ميونخ في ذهاب دور الثمانية : «في السنوات الأربع أو الخمس الأخيرة، كنت أصل إلى نهاية الموسم مجهداً دائماً، وأعاني من بعض الإصابات الخفيفة والإرهاق، ولكن حالياً استعددت لكي أكون بحالة جيدة خلال هذين الشهرين الأخيرين، لقد قمت بتغيير جذري في مسيرتي». وبالفعل، برهن رونالدو على صدق تصريحاته أمام أتلتيكو مدريد، الذي خرج من ملعب سانتياغو بيرنابيو أمس مهزوماً بالضربة القاضية. وكان جان أوبلاك، حارس مرمى أتلتيكو مدريد، أول من هنأ رونالدو على أدائه، قبل أن يتلقى هذا الأخير عناقاً حاراً من جميع زملائه. إشادة وأشاد الدون كريستيانو رونالد بجميع زملائه في الفريق، بعد أن سجل (هاتريك). وقال رونالدو في تصريحات لشبكة «أنتنا 3» التليفزيونية الإسبانية عقب المباراة،: «يجب أن أهنئ الفريق، لقد كان رائعاً، سجلت الأهداف ولكن الفريق لعب بشكل جيد منذ البداية وحتى النهاية، لقد كانت مباراة أجاد فيها الفريق كله». وأضاف المهاجم البرتغالي 32 عاماً: «أنا سعيد لأنني سجلت الأهداف الثلاثة ووصلت إلى هدفي رقم 400 مع ريال مدريد». وأكد رونالد أمس أنه يحافظ على مستواه الفني العالي بفضل إخلاصه وعمله الشاق، مشيرا إلى أنه لاعب ينتمي إلى هذا الكوكب، على حد تعبيره. وقال رونالدو: «الإنجازات تتحقق بفضل الإخلاص والعمل الشاق، أنا سعيد ومحظوظ وأنتمي لهذا الكوكب»، في إشارة إلى أن ما يقوم به ليس عملا خارقا. واستلم رونالدو قميصا من رئيس ريال مدريد، فلورينتيو بيريز، يحمل الرقم 400، تكريما له بعد أن وصل عدد الأهداف التي سجلها النجم البرتغالي مع ريال مدريد إلى 400 هدف، رغم وجود إحصائيات تفيد بأنه أحرز 399 هدفا فقط. وأضاف رونالدو قائلا: «أنا سعيد للغاية، لقد كانت مباراة مليئة بالإثارة، الفريق كان رائعا، إحراز ثلاثة أهداف جعلها ليلة استثنائية». ويرى رونالدو أن ريال مدريد اقترب من المباراة النهائية لدوري الأبطال ولكنه طالب في الوقت نفسه بتوخي الحذر، وقال: «لقد اتخذنا خطوة أخرى نحو نهائي كارديف ونحن سعداء للغاية، أشعر أنني بأفضل حال، لقد جهزت نفسي لكي أكون على ما يرام في المرحلة الأخيرة من الموسم ومن دوري الأبطال». وتابع: «بالطبع يجب أن يحالفنا الحظ أيضا، لأنني استعددت وسارت الأمور أيضا على ما يرام، لست أنا وحسب ولكن الفريق كله أيضا». وبعد أن وصل إلى هدفه رقم 400 بات رونالدو اللاعب الأسطوري لريال مدريد، وعن هذا تحدث نجم المنتخب البرتغالي قائلا: «إنه أمر مميز للغاية، إنها حصيلة كبيرة جدا من الأهداف لم أكن أتوقعها، هذه هي ثمرة عمل الفريق ككل وعملي وبفضل جميع الناس التي تعمل في النادي والجماهير، التي تساندنا دائما». تحذير طالب البرتغالي كريستيانو رونالدو بألا يعتبروا التأهل للمباراة النهائية محسوماً، مشيراً إلى أن الـ90 دقيقة لمباراة العودة في الأسبوع المقبل على ملعب فيسينتي كالديرون، معقل أتلتيكو مدريد، ستكون صعبة للغاية. وقال: «نتمتع بأفضلية كبيرة ولكن التأهل لم يحسم بعد، أتلتيكو فريق كبير وعلينا أن نتحلى بالتركيز في مباراة الأربعاء المقبل، لا تزال أمامنا مباراة ويجب أن نتحلى بالتركيز، ثلاثة أهداف تعد أفضلية كبيرة».
مشاركة :