عاش بني ياس يوماً حزيناً أمس، عقب هبوطه رسمياً إلى دوري الدرجة الأولى، ليسدل فصلاً من معاناة الفريق السماوي طيلة الموسم، وأطلقت رصاصة الرحمة عقب تعادله مع الإمارات 4-4 على ملعبه بالشامخة، وفي الوقت نفسه، أدار الحظ ظهره بتعادل دبا والوحدة، والأهلي وكلباء، لتأتي النتائج النهائية، اتحاد كلباء في الترتيب 11 بـ 19 نقطة، يليه دبا الفجيرة بعدد النقاط نفسها، والإمارات المركز 13 بـ 17 نقطة، وأخيراً بني ياس 15، نقطة، ويتبقى بصيص أمل للصقور، مرهون بفوزه في المباراة المقبلة وتعثر كلباء ودبا. ولم تسفر العشر دقائق الأولى عن فرص للفريقين، باستثناء سيطرة صاحب الأرض على منتصف الملعب، وتنفيذ بعض الكرات الطولية بدعم من الأسترالي مارك مليغيان وأحمد دادا، في اتجاه المهاجم الصريح جيان ميندي، لكن لم تشكل هذه المحاولات خطورة على مرمى المنافس، الذي أغلق المساحات ولعب بحذر دفاعي. حذر متبادل بعد الركود والحذر المتبادل، تحول سير اللعب رأساً على عقب، وأصبح على صفيح ساخن، وكانت البداية بتسديدة قوية من لاعب وسط بني ياس مارك مليغيان صوب مرمى الخصم ق 22، وتابع إيزيكيل نوفيلو التسديد بكرة صاروخية علت القائم بقليل، في المقابل، عاقب الصقور صاحب الأرض بهجمة مرتدة، انتهت إلى عثمان سو من الجهة اليسرى، وعلى الفور أسكنها شباك سلطان مصبح، لتعلن الدقيقة 24 أول أهداف الضيوف، على الوجه الآخر، لم ييأس بني ياس، ورد بهدف التعادل في الدقيقة التالية 25، بتسديدة صاروخية بعيدة المدى للفرنسي هاري نوفيلو، لم يستطع علي صقر حارس الإمارات التصدي لها، لتتساوى كفة الفريقين، في مباراة مصيرية لا تقبل القسمة على اثنين. وفي العشر دقائق التالية، كانت الأفضلية لصاحب الأرض من حيث السيطرة على منتصف الملعب، والضغط بقوة على الخط الخلفي للخصم، أثمرت عن محاولة خجولة لجيان ميندي، في المقابل لعب الصقور على الهجمة المرتدة، والتي لم تكتمل بسبب الرقابة الدفاعية اللصيقة ق 35. طوق نجاة واصلت المباراة إثارتها بين الفريقين المتصارعين بالتمسك بطوق نجاة البقاء في دوري الأضواء، ودخلت مرحلة جديدة من التشويق، بإضافة السماوي للهدف الثاني، برأسية ميندي مستغلاً كرة عرضية ساحرة من مواطنه هاري نوفيلو، لتسكن شباك علي صقر ق 38، في المقابل، رد الصقور بهجمة مرتدة انتهت إلى مراد باتنا الذي سدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء علت العارضة بقليل ق 41. وأجرى التشيكي إيفان هاشيك مدرب الإمارات تبديلاً اضطرارياً، بإشراك أحمد الشاجي بديلاً عن الحارس علي صقر بداعي الإصابة ق 42، وفي الهجمة التالية، نجح مراد باتنا في إحراز هدف التعادل مستغلاً كرة مرسلة من عرض الملعب عن طريق حيدر آلو علي ق 43. الشوط الثاني جاءت بداية الشوط الثاني حذرة، بالرغم من الضغط السماوي المكثف، وأجرى عبد الوهاب أول تبديلاته بإشراك صالح المنهالي بديلاً عن المهاجم الصريح جيان ميندي ق 55، وسدد هينتي كرة مباغتة ق 57، لكنها جانبت القائم. وتنفست جماهير السماوي الصعداء بإضافة هدف التقدم، والذي جاء بنيران صديقة، عن طريق سبستيان ساشا بالخطأ في مرماه ق 65، وعلى إثر ركلة ركنية مرسلة من هاري نوفيلو، لتصبح النتيجة 3-2 لصالح السماوي، وتبعها بهجمة مرتدة انتهت بتسديدة إلى سهيل النوبي تصدى لها الحارس. وأجرى عبد الوهاب تبديلاً دفاعياً بإشراك حسن المحرمي، بديلاً عن مبارك المنصوري، في المقابل، دفع هاشيك بأحمد مال الله بديلاً عن عبد الله علي ق 70. وأكد السماوي أفضليته بإضافة الهدف الرابع عن طريق نوفيلو ق 79، مستغلاً عرضية ساحرة مرسلة من سهيل النوبي، في المقابل، أضاف الصقور هدف التقليص عن طريق أحمد مال ق 85، وأضاف ساشا الهدف الرابع ق 95، ليهبط بني ياس رسمياً إلى دوري الدرجة الأولى. الجماهير تتابع نتائج كلباء ودبا حرصت جماهير بني ياس على الاطلاع مباشرة نتائج الوحدة ودبا، واتحاد كلباء والأهلي، من خلال هواتفهم المحمولة بتصفح المواقع الرياضية، والمشاهدة المباشرة لقنوات أبوظبي الرياضية، لأن مصير بقاء السماوي متوقف على خسارة كلباء ودبا، حتى وفي حال فوزه، ولذلك حبست الجماهير أنفاسها، خصوصاً مع تعادل دبا مع الوحدة وكلباء مع الأهلي. عبدالوهاب عبدالقادر: الهبوط كان حتمياً أوضح عبدالوهاب عبدالقادر مدرب بني ياس، أن الهبوط كان حتمياً ومنذ فترة، وعند قدوم جهازه الفني حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنه لم يستطع لعوامل عدة أبرزها التراجع الفني والنفسي للجميع، ومشيراً إلى أن الخلل كان كبيراً وصعب العلاج. وأضاف تم التعاقد مع لاعبين أجانب غير جاهزين، أمثال الفرنسي جيان مندي، وكنت مجبراً أن أخرجه من الملعب في الأوقات الصعبة. وتابع: للأسف بني ياس فرط في العديد من أبرز وأهم لاعبيه، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل بني ياس فرط في لاعبيه من أجل احتياجه للمال، والإجابة حتماً لا يحتاج النادي لأموال، ولفت إلى أن عامر عمر كان ضحية من خرجوا من النادي، بعد استقطابه من الوحدة ولمدة 4 سنوات، ودفعت لصفقته أموال مجزية، وفي نهاية المطاف فرط في اللاعب وانتقل إلى الشارقة. وأبان: التفريط في اللاعبين المواطنين جريمة، واستشهد برأي أحمد الحوري مدير الشؤون الرياضية بجريدة البيان، خلال برنامج «أبوظبي اليوم»، بأن الظفرة فرط في ديوب وخريبين وهما لاعبان أجنبيان، فما بالك بمن يفرط في لاعبيه المواطنين وهم الركيزة الأساسية. وشدد عبدالوهاب أن لاعبي بني ياس المواطنين يلعبون في معظم أندية الدولة، ووصل عددهم إلى 22 لاعباً في مختلف المراكز، لكن النادي فرط فيهم لصالح أندية أخرى، والسؤال الذي يطرح نفسه مجدداً، من صاحب هذا القرار؟! مؤكداً أن اللاعب المواطن عملة نادرة والتفريط فيه بمثابة جريمة.