عقبات بالجملة تعرقل دمج ذوي الاحتياجات بالمجتمع

  • 5/4/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه ذوو الاحتياجات الخاصة سواء في المدارس أو خارجها العديد من المشاكل والعقبات والتحديات التي يجب على الجميع التعاون والعمل على حلها، من أجل إدماج هذه الفئة في المجتمع، وتقع على منسقي التربية الخاصة بالمدارس ومعلمي الدعم مسؤولية كبيرة، إلا أن النقص في أعدادهم يقف حائلاً لتحقيق الرعاية اللازمة لطلاب الدعم وذوي الاحتياجات، كما تتحمل الأسرة مسؤولية كبيرة في التعامل مع أبنائها من ذوي الإعاقة، وفي المقابل يكون الدور الأكبر للمؤسسات المختلفة بالدولة في الاهتمام والرعاية، وتنفيذ برامج لدمجهم في المجتمع. «العرب» من جانبها تناولت في هذا التحقيق العديد من التحديات والمشاكل التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك التي تواجه اختصاصيي التربية الخاصة بالمدارس. ناجي أبو شريحة: منهج موحد للصم بالمدارس العام المقبل أكد الأستاذ ناجي أبو شريحة خبير تربوي، أن وجود تحدّيات في تعليم الصم اللغة العربية أمر طبيعي، بالنظر إلى طبيعة الإعاقة السمعية، ولكنّ ذلك لا يحدّ من قدرتهم على تعلم القراءة والكتابة، وتوظيف بعض التراكيب النحوية توظيفاً صحيحاً في تعبيرهم الكتابي، ويتطلب الأمر تضافر الجهود ما بين المدرسة والأسرة، لتمكين الطالب من الخبرات اللغوية وتطويرها، وتنمية ثروته اللغوية وتوظيفها في الكتابة، خاصة أنّ الأصم يحتاج تدريبات مكثفة على الكتابة بأنواعها المختلفة، والكتابة الوظيفية بشكل أكبر، لتفعيل التواصل مع الآخرين، فاللغة المكتوبة تعينه على تحقيق ذاته، من خلال نجاحه في التواصل اللغوي والتعبيري مع بيئته ومجتمعه. وأضاف أنه يقع على الأسر دور كبير، خاصة وأن مدارس تعليم الصم يقضي فيها الطلاب فترة تقترب من 7ساعات، في حين أن الطالب سريع النسيان، والفاقد كبير لديه، ومن هنا ينتقل الدور الأكبر للأسرة، منوهاً إلى وجود حالة مفقودة بين دور المدرسة والأسرة. وأرجع غياب الدور الكبير للأسرة إلى ضعف الخبرة بلغة الإشارة ولغة التواصل، وفي بعض الحالات الملل، ومن هنا يكون دور مؤسسات الدولة، لتكون هناك آلية لتفعيل دور الأسرة، سواء تم ذلك من خلال دورات أو ورش عمل لتعليم لغة الإشارة، وتعليم المصطلحات الرئيسية وبرامج تعليم الصم. وكشف النقاب عن وضع وزارة التعليم والتعليم العالي لخطة وتطبيقها العام الدراسي المقبل 2017/2018 تقوم على تخصيص منهج للطلاب الصم على مستوى الدولة، منوهاً إلى أنه تم حالياً وضع هذه الخطة، والتي تتضمن توحيد المنهج الخاص بالطلاب الصم، وتوزيع «تابلت» عليهم، وتطبيق عدد من البرامج الإلكترونية لهم تتضمن المنهج الدراسي. وأضاف أنه تم التعامل مع المعايير أثناء وضع المنهج الموحد للصم، حيث تم تكييفه ليناسب الطلاب بحسب احتياجاتهم. ريما أبو شقرا: رعاية ذوي التوحد ليست كافية قالت الأستاذة ريما أبو شقرا أخصائية تربية خاصة وأم جاد شاب من ذوي التوحد إنه يوجد العديد من التحديات والعقبات تواجه أخصائيي التربية الخاصة بالمدارس، والتي تتمثل في زيادة أعداد الطلاب الذين يصابون بإعاقات في المقابل النقص في أعداد أخصائيي التربية الخاصة. وأضافت أن بعض الأطفال لا يحصلون على التدريبات اللازمة في ظل الضغط الكبير على المعلم وتزايد الأعداد، وبالتالي يكون هناك نقص في الرعاية والاهتمام اللازم للطلاب ذوي التوحد. ودعت الشباب القطري إلى ضرورة دراسة تخصص التربية الخاصة والتدريب عليه، خاصة في ظل النقص العددي للعاملين في هذا التخصص المهم. وأشارت إلى أن الرقابة على المناهج والأساليب التي تدرس لطلاب ذوي الإعاقة والبرامج التدربيبة من قبل الجهات المعنية ليست بالشكل الكافي، بالإضافة إلى وجود نقص في مواد التخصص بالنسبة للتربية الخاصة، منوهة إلى أن المراكز التدريبية -والتي تعمل على تطوير مهارات أخصائيي التربية الخاصة- ليست بالقدر الكافي. واختتمت حديثها بالقول إنه على الرغم من كل ذلك فإن الوضع تغير هذا العام، فالوزارة خصصت مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى تطوير مهارات المعلمين والمناهج، وهو ما يطمح إليه من أجل الاهتمام ورعاية أبنائنا الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة. فاطمة جمعة: طلاب الدعم يحتاجون لخدمات خارج الصف قالت الأستاذة فاطمة جمعة منسقة الدعم الإضافي بمدرسة خليفة النموذجية إنه يوجد العديد من العقبات والتحديات التي تواجه منسقي الدعم بالمدارس، والتي في مقدمتها عدم توافر الخدمات التي يحتاجها طلاب الدعم، سواء بالنسبة للعلاج الوظائفي والنطق والكلام لأنها غير موجودة بمعظم المدراس. وأضافت أن الوسائل والإمكانيات غير متوفرة بالشكل الكافي، خاصة وأنه ليس دور المدرسة فقط بل دور العديد من المؤسسات والجهات الأخرى، منوهة إلى أن سياسة المدارس تقوم على دمج طلاب الدعم في المجتمع، كما أن قسم الدعم يقوم بتكيف المناهج لتتناسب مع الطلاب، في حين أن طلاب الدعم الإضافي يحتاجون لخدمات خارج الصف. وقالت إن من أهم العقبات التي تواجهم هي عدم تواصل الأسر بشكل كافي مع معلمي الدعم بالمدارس وأخصائيي الدعم، بالإضافة إلى غياب ثقافة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة عن المجتمع بالشكل الكافي. وأشارت إلى أنه من الضروري من الجهات المعنية بالدمج التأكد من توافر الخدمات اللاّزمة للطالب من ذوي احتياجات الدعم قبل دمجه في المدرسة، وليس دمجه وانتظار توافر الخدمات. مطالب بقاعدة بيانات لرعاية الحالات طالب عدد من التربويين المتخصصين بأطفال التوحد الجهات والمؤسسات المختصة بضرورة إنشاء قاعدة بيانات للأطفال المصابين حتى يتسنى الوصول إليهم، وتقديم الخدمات اللاّزمة لهم حسب الحالة والموقع الجغرافي. وكانت وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية -ممثلة في إدارة شؤون الأسرة- قد عقدت مؤخراً مائدة مستديرة حول كيفية التعامل مع أطفال التوحد بالتعاون مع رابطة قطر لأسر التوحد، ومركز قطر لإعادة التأهيل. شارك في هذه المائدة المستديرة -التي تأتي ضمن سلسلة الحلقات النقاشية حول طيف التوحد التي تنظمها الإدارة- عدد من أولياء الأمور ومسؤولي الحضانات الخاصة الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الأطفال المصابين بهذا الطيف، إضافة إلى أطباء من مؤسسة حمد الطبية. وهدفت الطاولة إلى التوعية بهذا الطيف واكتشافه في سن مبكرة وكيفية التعامل مع الأطفال المصابين به، وطرق دمجهم مع أقرانهم من الأصحاء. وخلص المجتمعون إلى ضرورة عقد شراكة بين وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة العامة لتأهيل مسؤولي الحضانات وأسر المصابين بالتوحد للتعامل مع هذه الحالات، وتوفير دورات تدريبية وتطويرية للمتعاملين مع الأطفال قبل سن 4 سنوات «مسؤولي الحضانات «، وكذلك إنشاء قاعدة بيانات للأطفال المصابين حتى يتسنى الوصول إليهم وتقديم الخدمات اللازمة لهم حسب الحالة والموقع الجغرافي، وإلزام أسرة الطفل المشتبه بإصابته بالتوحد بتقديم تقارير عن الحالة، وما يجب على الحضانة القيام به تجاه سلوكياته سواء تنمية المهارات الحركية أو الذهنية أو الاجتماعية أو السلوكية أوغيرها. وشدد المجتمعون على أهمية الرقابة من قبل مسؤولي الوزارة في تنفيذ ما يتم التدرب عليه. زينب حمد: نقص بكوادر التدريس المتخصصة قالت الأستاذة زينب علي حمد -منسقة دعم بمدرسة حليمة السعدية الابتدائية للبنات- إن التحديات التي تواجه منسقي واختصاصيي التربية بالمدارس تختلف على حسب مستوى الإعاقة لطلاب الدعم إذا كانوا من المستوى الثاني أو الثالث، مشيرة إلى أن أول هذه التحديات هو حاجه طلاب الدعم وذوي الاحتياجات الخاصة إلى وقت إضافي عن الوقت المخصص، مقارنة بأقرانهم بالصف، حيث إنه من الممكن أن يدرس طالب الدعم نفس المناهج التي يدرسها زملاؤه بالصف، ولكنه يحتاج إلى زيادة في المدة الزمنية. وأضافت أن المدارس بحاجه إلى مزيد من الكوادر التدريسية المتخصصة في التربية الخاصة، ومنسقي الدعم، في ظل نقص أعدادهم، بجانب التركيز على تطوير وتنمية مهارات منسقي الدعم واختصاصيي التربية الخاصة، الموجودين حاليا بالمدارس من خلال العديد من الدورات والورش التدريبية، مشيرة إلى أنه توجد بعض الممارسات المهنية الخاطئة في تدريس المواد من قبل المعلم. ونوهت إلى أن طلاب الدعم يحتاجون إلى مزيد من التأهيل المهني، ويتم ذلك من خلال وجود معلمين متخصصين في الدعم وأصحاب تخصص أكثر.;

مشاركة :