أكد رئيس الجمعية السعودية للمكتبات والمعلومات أستاذ المعلومات بجامعة الملك سعود، د. سعد الزهري، أن المملكة التي ولجت عالم المكتبات في عام 1973 أضحت اليوم في صدارة مؤسسات المعلومات الالكترونية بامتلاكها كما معلوماتيا هائلا لا مثيل له في المنطقة. وكشف خلال محاضرة «مؤسسات المعلومات.. وتطلعات جماهير المستفيدين» التي نظمها الجناح السعودي ضمن الفعاليات التي يحييها الصالون الثقافي المشارك بمعرض ابوظبي الدولي للكتاب عن انعقاد مؤتمر في شهر محرم المقبل عن مؤسسات المعلومات في المملكة واقعها وتطلعاتها في ظل رؤية 2030. وكانت بداية المحاضرة التي أدارها مدير الشؤون الثقافية والمشرف على برامج الجناح د. محمد المسعودي بحديث المحاضر عن العدد الكبير من مؤسسات المعلومات بما فيها المكتبات ومراكز المعلومات ومراكز البحوث، والتي قامت بأدوارها بدرجات مختلفة، خلال العقود الماضية، مشيرا الى أنه ومن خلال التقدم الكبير في مجالي الاتصالات وتقنيات المعلومات اليوم، فإن هذه المؤسسات مطالبة بأن تدرس أوضاعها وتستشرف مستقبلها لتضمن استمراريتها وتضمن مستقبلها. وتطرق الدكتور الزهري في حديثه لبحث لأحد العلماء المصريين عام 1962 قال فيه انه مع بداية العام 2000 لن يكون هناك مكان للمكتبات ولا للكتب على الأرفف وانما ستكون هناك آلات وأزرار وأصوات وأجهزة فقط. وأضاف: صحيح أن هذا التنبؤ لم يتحقق كاملا لكن بالفعل المكتبات والكتب تقلص دورها، منوها الى المكتبات ودورها في المملكة متسائلا عماذا يمكن ان تكون عليه الثقافة بعد 15 سنة فضلا عن 50 سنة قادمة، مشيرا الى ان وزارة الثقافة والاعلام في المملكة لديها 85 مكتبة يجب الاستفادة منها بشكل كبير. وقال الزهري: نحن نمر بمرحلتين الأولى تمثل مرحلة الترقب ودراسة الى أين نحن ذاهبون، والثانية مرحلة التحول اخيرا والتحول هنا «البشري» وليس التكنولوجي فتطوير الانسان اولا ثم التخطيط الاستراتيجي، مؤكدا على انه إذا أرادت مؤسسات المعلومات ان تستمر وتزدهر فلابد أن تنافس جوجل بكل ما يقدم من معلومات والتي قد تحتاج الى تدقيق كبير، مشيرا الى انه من المصلحة الاستراتيجية ان نوجد مجتمعا معرفيا سليما يستطيع ان يساهم في تنظيم المعلومات بدلا عن الفوضى المعلوماتية الموجودة اليوم. بعد ذلك أتاح مدير الندوة د. محمد المسعودي باب النقاش والمداخلة للحاضرين، بدأها الملحق الثقافي مساعد الجراح بمراجعة فرض المواد الأساسية في الجامعات وتقديم مادة «المكتبة أو المعلومات» كمتطلب إجباري رئيس لكل طالب جامعي في السعودية أسوة بجامعات الدول المتقدمة التي تفرض هذه المادة على طلابها. وأشار الأكاديمي والكاتب د. علي عبدالله موسى الى أن إهمال تدريس هذه المواد كمتطلب خرج لدينا أساتذة وأعضاء هيئة تدريس للأسف لا يستطيعون هم بأنفسهم التعامل مع المكتبات والمعلومات وهذا خلق بالتالي ضعفا لدى طلابنا حتى في الدراسات العليا. وقام بعدها الملحق الثقافي مساعد الجراح بمعية د. محمد المسعودي بتكريم د. سعد الزهري.
مشاركة :