الجسد الضخم وارتداء البدلة والنظارة السوداء، مع وضع سماعة في أحد الأذنين للتواصل مع زملائه وإخفاء سلاحه في موضع يعلمه، هو المشهد الذي يعرفه الجميع عن الحارس الخاص جراء متابعة إجراءات تأمين الشخصيات السياسية والدبلوماسية، والفنية في بعض الأحيان، إلى أن أتت السيدة هند وجيه لتعصف بما يظنه الكل. أول حارسة خاصة مصرية تعمل كمدربة لرياضة كمال الأجسام للرجال، ورغم ذلك تحتفظ بملامحها الأنثوية رغم عضلاتها المفتولة عكس ما تشاهده الأغلبية من ميل الهيئة إلى الذكورة جراء ممارسة تلك الرياضة. بعينين عسليتين وأحمر شفاة و«ميك آب» يزين وجهها بدأت تتحدث عن المسيرة التي خاضتها منذ صباها وصولًا لتلك المرحلة، وكانت أولى كلماتها: «بحاول على أد ما أقدر أتجنب المشاكل». اهتمت بممارسة الفنون القتالية منذ الصغر لا لإبراز عضلاتها أو الاستقواء على الآخرين، بل لـ«قتل غريزة الخوف التي بداخلها»، وتابعت: «لو حد حب يحط إيده عليا إزاي ابدأ اتعامل معاه». غاصت في مشكلات الحياة وهي في سن 14 عامًا، جامعةً بين التعليم والعمل وممارسة الرياضة: «من سن 14 سنة لعبت فنون قتالية، كنت بشتغل وبدرس وبروح النادي، كنت برجع متأخرة ساعات وأنا مروحة كنت بلعب فنون عشان على الأقل وأنا ماشية في الشارع أكون واثقة من نفسي». وقالت هند وهي تسرد الأسباب التي دفعتها لممارسة الفنون القتالية: «أنا حبيت ألعب لأننا في مجتمع ممكن البنت تتعرض فيه لأي موقف زي ده، فلازم يكون في رد فعل عندنا، لو حصل موقف إزاي تبدأ تتعامل»، حسب ما روته في أثناء استضافتها في برنامج «صاحبة السعادة» على فضائية «CBC»، الي تقدمه الفنانة إسعاد يونس. بانتهائها من تعلم الفنون القتالية فضلت اقتحام رياضة كمال الأجسام، مع الوضع في الاعتبار عدم وجود اتحاد نسائي لتلك اللعبة، في الوقت نفسه لم تخش من تحول ملامحها من الأنوثة إلى الذكورة: «للأسف مفيش اتحاد كمال أجسام بنات فحبيت أغير المفهوم شوية، الناس معتقدة أن لو البنت نزلت جيم بيغير شكلها الأنثوي» مرجعة سبب ذلك إلى «بعض الهرمونات التي تتناولها الكثيرات في حين تتجنبها هي مستعينة بمواد أخرى». من هذه النقطة بدأت رحلة البحث عن صالة «جيم» لممارسة كمال الأجسام: «روحت أكتر من جيم شعبي، كانوا بيرفضوا ويقولوا مفيش بنت تتمرن وسط أولاد»، كذلك رفضت التوجه إلى الصالات النسائية مبررةً: «مكنش ينفع لأني بلعب جسم (ماسيل فيتنس)، مكنش في مدربة مؤهلة إنها تشتغل على العضلة بتاعتي عشان تطلّع الجسم اللي أنا عاوزاه». أخيرًا وجدت ضالتها في الكابتن يوسف مكرم الي طلبت منه البحث عن صالة «جيم» مناسبة لها، وهو ما حدث فعليًا: «أول يوم الناس استغربت فيه إزاي بنت تتمرن وسطنا؟ بدأت أكلمهم وأناديهم، أقول لهم إيه النظام واتعامل معاهم». استطاعت أن تطور نفسها بمواظبتها على التدريبات، إلى أن أصبحت مدربة للأولاد في رياضة كمال الأجسام، وتأهيلهم لدخول منافسات محافظة القاهرة والجمهورية كذلك: «بدأت أدرب صبيان دخلوا بطولة القاهرة والجمهورية». تقول «هند» إن مدربات كمال الأجسام كثيرات، لكن لا توجد واحدة منهن حملت لقب «مدربة كمال الأجسام للرجال»، وهو ما كسرته بنفسها: «بحاول أغير المفهوم ده في مصر»، ومن هذا المنطلق تحاول احتراف تلك الرياضة: «نفسي حد يدعمني لأنها مكلفة، أتمنى حد يشجعني إني آخد بطولة تبقى باسم مصر». هذه المقدمات شجعتها لدخول عالم الحراسات الخاصة، وتوجهت بالفعل إلى إحدى شركات الأمن وقابلوا طلبها بالرفض، لكنها أقنعتهم بقولها: «بيبقى في سفراء وأمراء بينزلو بنات، بيبقوا محتاجين جارد بنت». بعد إلحاح التحقت بشركة الأمن وتولت أعمال حراسة الفنانين والحفلات، إلى أن وضعت هدفًا جديدًا نصب عينيها برؤيتها شخصية دبلوماسية يحميها حارسة، وقتها تساءلت: «ليه مبقاش زيها؟». قررت على إثر ذلك المشهد أن تحصل على دورة تدريبية معتمدة من وزارتي الداخلية والخارجية في مجال الحراسات الخاصة، لتتواصل مع القائد هاني الزهار: «قلت له أنا عايزة آخد دورة حراسات خاصة». الظروف كانت غير سانحة لتحقيق حلمها، مشيرةً إلى أن المسؤولين رفضوا في بادئ الأمر أن تقف فتاة وسط ضباط الداخلية والقوات المسلحة والصاعقة، لكنها نجحت في إقناعهم كذلك وحصلت على مرادها: «اتدربت عملي واتعلمت استخدام السلاح وإزاي يطلع بشكل آمن والإسعافات الأولية، واتعلمت اتعرف على العبوات الناسفة». من منطلق الإجراءات التي اتخذتها، أصبحت هند وجيه «أول حارسة خاصة معتمدة من وزارتي الداخلية والخارجية، وعضو بالمنظمة الأمنية لضباط الحراسات الخاصة بألمانيا، واسمي نزل هناك إني أول مصرية تاخد دورة حراسات خاصة». رغم تفضيلها عدم إثارة المشكلات إلا أنها تتدخل لفض المنازعات، وروت: «كنت مرة من فترة كده من 5 شهور كانت معايا واحدة زميلتي في المترو، كان واحد غلس عليها فقولت له بلاش كده فقال لفظ مش كويس، وحب إنه يقرب». وأكملت: «أول لما قرب وشوفت تعبير وشه اديته بنش في مناخيره جابت دم، صحابه جريو على طول حتى معظم الناس اللي في المترو استغربوا، طبعًا انا قطعت له القميص وما هديتش غير لما سلمته للأمن». يشجعها الأقرباء منها على الخطوات التي تسير عليها، وعلى رأسهم شريك حياتها الذي سعد بما حققته من إنجازات: «أنا الحمد لله مرتبطة وهو بيشجعني على ده ومبسوط بيّا جدًا، حاسس إني عايزة أثبت نفسي». تحاول كذلك أن تطور من قدراتها بشكل مستمر، وهو ما دفعها للالتحاق بدورة تدريبية في رياضة الرماية: «قريب داخلة دورة رماية، وهبقى أول بنت حاصلة على دورة رماية في إنجلترا»، وختمت في حزن: «للأسف ما اتكرمتش في بلدي».صاحبة السعادة | ” الست لما ” اول حارسة خاصة هند وجيه | الجزء الرابع صاحبة السعادة | ” الست لما ” بتاريخ 2-5-2017 في سلسلة حلقاتنا اللي بنعملها ونخصصها لكونسبت معين.. النهاردة يوم مختلف.. يوم زي ما بتقولوا كله أنوثة وفيه طراوة كده.. بنات وستات زي القمر.. وفي نفس الوقت عملوا حاجات غير متوقعة على الإطلاق.. يمكن هتتفاجئوا من التجميعة اللي حصلت النهاردة دي..
مشاركة :