قدم يوفنتوس مباراة متكاملة، مساء الأربعاء، حين نجح في هزيمة موناكو بهدفين نظيفين، على أرض الأخير وبين جماهيره، في مباراة ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، فما هي الأسباب التي قادت "اليوفي" لخطف هذا الانتصار من أرض الإمارة الفرنسية. مفاجأة أليغري خطة 3-4-3 توقع كثيرون أن يبدأ المدرب الإيطالي، ماسميليانو أليغري، المباراة بنفس الخطة التي هزم فيها برشلونة وهي خطة الـ 4-4-2 أو 4-2-3-1، لكن أليغري أثبت أنه مدرب محنك بعد أن بدأ مباراة موناكو، بخطة 3-4-3، لأنه فاجئ خصمه بها. قد تكون هذه الخطة مغامرة أمام أقوى هجوم في أوروبا هذا الموسم، لكن حين تطبق من قبل لاعبين مثل لاعبي يوفنتوس ومدربا مثل مدربه، تكون دائما النتائج إيجابية، فقد نجح "اليوفي" في إيقاف مفاتيح لعب موناكو وضرب الضيوف بالمرتدات التي كانت سما قاتلا في الدفاع الفرنسي وأسفرت عن هدفين. داني ألفيش لعب النجم البرازيلي داني ألفيش، دورا حاسما خلال مباراة الأربعاء، إذ استغل خبرته للتحرك في المساحات وقيادة مرتدات اليوفي، فلم يوكل له المدرب مهاما دفاعية، بل طلب منه أن يندفع للهجوم دون خوف مستغلا مهاراته التي تخوله إلى أن يلعب كجناح في أي فريق. قاد ألفيش هجمة الهدف الأول، والذي جاء عبر هجمة مرتدة، فقد تناقل الكرة بطريقة مميزة مع النجمين الأرجنتينيين باولو ديبالا، وغونزالو هيغواين، الذي أنهى الهجمة النموذجية بهدف مميز في شباك الفريق الفرنسي. عودة هيغواين للتسجيل الأوروبي كان آخر هدف سجله هيغواين في دوري الأبطالن أمام دينامو زغرب الكرواتي في السابع من ديسمبر/كانون اول الماضي، وهو ما يعني أن اللاعب الأرجنتيني لم يسجل أي هدف أوروبي خلال الأشهر الخمس الماضية في عام 2017. ظهر المهاجم الأرجنتيني في الوقت المناسب وقاد فريقه نحو انتصار ثمين على موناكو، بعد ان سجل هدفين مميزين، ليثبت أنه لازال يملك القدرة على التسجيل أوروبيا، وهو أمر يحتاجه بشدة فريق السيدة العجوز خلال الفترة المقبلة للحصول على اللقب الغائب منذ عام 1996. بوفون يمتلك الحارس الأسطوري ليوفنتوس، جيانلويجي بوفون، ميزة خاصة، إذ يعد من اللاعبين القلائل الذين يزيد تألقهم عاما بعد عام ومع تقدمهم في السن، فهذا الحارس يثبت في كل مناسبة أنه القائد الحقيقي لفريقه، وكلمة السر التي يصعب حلها. لعب الاخطبوط 900 دقيقة في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم الجاري، وتصدى لـ 20 كرة من الخصوم، وتلقى هدفين فقط، ليكون أفضل حارس على الإطلاق في هذه النسخة من دوري أبطال أوروبا، وقام بوفون بعدد من التصديات المؤثرة أمام موناكو في بداية المباراة وقبل نهايتها بدقائق قليلة، ليحمي عرين فريقه من تلقي أهداف للمباراة الأوروبية السادسة على التوالي. المنظومة الدفاعية قدم مثلث "BBC"، والذي يتكون من ثلاثي الدفاع الإيطالي الرائع، ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي وجورجيو كيليني، مباراة مميزة أمام موناكو، فرغم الاهتزاز الذي ظهر به دفاع اليوفي مع بداية المباراة، إلا أن الثلاثي تدارك الأمر في بقية الدقائق. شكل هذا الثلاثي حصارا مشددا على مهاجمي الفريق الفرنسي، الكولومبي راداميل فالكاو، والفرنسي الشاب كيليان مبابي، ليظهر أبناء الإمارة عاجزين عن اختراق هذا الدفاع الحصين طيلة دقائق المباراة.