منذ بداية الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا، كانت الرياضة الغائب الأكبر في المناظرات التلفزيونية والخطابات الانتخابية لأبرز المرشحين. وقبل أيام قليلة من الدورة الثانية يظل ماكرون ولوبان صامتين حيال هذا الموضوع. خلت خطابات المرشحين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية من التطرق لموضوع الرياضة التي يبدو أنها لا تشكل أولوية بالنسبة للناخب الفرنسي، رغم اهتمام وممارسة المتنافسين في الدورة الثانية (لوبان وماكرون) لبعض الرياضات. فإيمانويل ماكرون، زعيم حركة "إلى الأمام" والفائز في الدورة الأولى، معروف عنه أنه من مشجعي فريق أولمبيك مرسيليا منذ سنوات مراهقته وأنه يمارس رياضتي التنس والمشي، حتى خلال حملته الانتخابية. ولا يخفى شغف مرشحة الجبهة الوطنية برياضة القوارب الشراعية وركوب الخيل، رغم اعترافها بإعجابها "بالرياضات التي تتخطى العقل". وإذا دققنا في برامج لوبان وماكرون، نعثر على بوادر برامج خاصة بالرياضة ولو أنها تبقى اقتراحات متواضعة قد لا يكون لها تأثير كبير في هذا القطاع. الألعاب الأولمبية 2024 بخصوص تنظيم باريس للألعاب الأولمبية 2024 تبدو مواقف المرشحين متقاربة ومساندة لها ولو أن حزب "الجبهة الوطنية" لديه تحفظ على شعار هذه الألعاب التي من المقرر الإعلان عن اسم المدينة التي ستحظى بتنظيمها خلال خمسة أشهر. حزب "الجبهة الوطنية" لم يتقبل الشعار الذي اختارته اللجنة المنظمة باللغة الإنجليزية "مايد فور شيرينغ"، حيث قال نائب الحزب اليميني فلوريان فيليبو على تويتر بأنه "لن يكون شعاره أبدا، عار ماكرون يأمل في تعزيز الرياضة الصحية إيمانويل ماكرون يراهن على الرياضة كوسيلة للترويج لفرنسا لتسهيل ظروف نجاح الرياضيين لأنهم أمثلة تحتذي بهم الأمة. كما يطالب بإعادة النظر في طريقة إدارة القطاع المتبعة منذ الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. وكذلك التنسيق أكثر بين الأطراف التي تمول الرياضة الفرنسية: الدولة، الفرق، المؤسسات والاتحادات... إيمانويل ماكرون يساند بقوة تنظيم فرنسا للتظاهرات الرياضية الكبرى كالألعاب الأولمبية 2024 وكأس العالم للرغبي 2023 وكذلك الألعاب الخاصة بالمثليين 2018 لكنه لم يشر كثيرا إلى تدابير خاصة بقطاع الرياضة المحترفة. ووعد ماكرون بتمكين مجمل الرياضيين المحترفين مع نهاية عهدته الرئاسية من الاستفادة من تكوين أو عقد عمل مع شركة. ولو أنه لم يعلن عن إجراءات خاصة بمكافحة المنشطات. يركز المشروع الذي يقدمه ماكرون على رياضة الهواة حيث يقترح رفع عدد الرياضيين الهواة الدائمين بثلاثة ملايين شخص أي بزيادة 10 بالمئة. كذلك تسهيل ممارسة الرياضة في المؤسسات بالتوقيع على اتفاق وطني احترافي أو إنشاء " مراكز الرياضة والصحة" لمرافقة الأشخاص الراغبين في تحسين حياتهم اليومية من خلال الأنشطة الرياضية. مارين لوبان خصصت نقطتين للحديث عن الرياضة في التزاماتها الانتخابية المكونة من 144 نقطة. النقطة الأولى تخص إنشاء عقد خاص بالرياضيين المحترفين، مدته ثلاث سنوات قابلة للتجديد للسماح للرياضيين الهواة الذين يمثلون فرنسا في المناسبات الرياضية الكبرى بالتركيز على أنشطتهم الرياضية و"العيش بكرامة". النقطة الثانية تتمثل في مساندة الفرق الصغرى لتسمح بظهور أكبر عدد ممكن من الرياضيين الفرنسيين في الفرق المحترفة و"التخلص من احتكار الفرق المحترفة لعمليات التمويل". كما أشارت أيضا لنقطة مفضلة لمرشحة أقصى اليمين وهي تشديد إجراءات الأمن ومكافحة العنف في رياضات الهواة وفرض العلمانية والحياد داخل كل الفرق الرياضية. وكانت مارين لوبان قد استغلت زيارتها إلى كورسيكا أوائل شهر أبريل لتؤكد أنها ستمنع إجراء أي مقابلة في كرة القدم في كل خامس من شهر مايو الذي يتزامن مع ذكرى كارثة ملعب آرموند سيزاري حين قتل 18 شخصا وأصيب المئات في 5 يونيو 1992 بعد انهيار جانب من الملعب. يان بوكسيدا نشرت في : 04/05/2017
مشاركة :