بعد عشرة أيام من حملة شرسة بين المرشحين، لا يزال ماكرون متقدماً بحسب استطلاعات الرأي، لكن يبدو أن الفارق يتقلص مع لوبن التي تتبنى أسلوبا هجوميا.العرب [نُشر في 2017/05/04]حرب شرسة بين المرشحين باريس - استهلّ المرشحان للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبن (يمين متطرف) وايمانويل ماكرون (وسط) مساء الأربعاء مناظرتهما التلفزيونية بهجمات متبادلة شديدة وذلك قبل أربعة أيام من الجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات الأحد. وقالت لوبن إنّ "ماكرون هو مرشح العولمة المتوحشة والهشاشة والوحشية الاجتماعية وحرب الجميع ضد الجميع والتخريب الاقتصادي الذي يطاول خصوصاً مجموعاتنا الكبرى وتجزئة فرنسا من جانب المصالح الاقتصادية الكبرى". ورد ماكرون أنّ "استراتيجيتكِ هي ترداد أكاذيب"، وأضاف في هذا النقاش الذي تابعه ملايين المشاهدين "إنّكِ وريثة نظام يزدهر على غضب الفرنسيين منذ عقود". وقالت لوبن "في أيّ حال فإنّ امرأةً ستقود فرنسا، أنا أو السيدة (انغيلا) ميركل"، وذلك بعد أن اتهمت ماكرون بأنه لا يفعل شيئاً دون مباركة من المستشارة الألمانية. وأضافت "لقد ذهبتَ لرؤية ميركل، لقد ذهبت تطلب مباركتها لأنك لست عازماً على فعل شيء دون موافقتها"، منددةً بـ"خضوع" مرشح حركة "إلى الأمام!" للاتحاد الأوروبي. لكن ماكرون ردّ قائلاً "بالطبع أريد لفرنسا (علاقات) ندّية مع ألمانيا"، طالباً من منافسته التوقف عن إطلاق "هذه العبارات السخيفة". وأردف "لحسن الحظ، لقد كان لبلادنا قادة ذوو رؤية. فالجنرال ديغول والمستشار أديناور علما كيف يعملان معاً، وقد بنيا أوروبا الحالية". وقال ماكرون "فرنسا ليست بلدا منغلقاً. أنا مرشح فرنسا القوية داخل (قارة) أوروبية توفّر الحماية". وتناولت هذه المناظرة التي استمرت ساعتين ونيفاً في حضور صحافيين اثنين طرحا الأسئلة، أربعة عناوين كبرى: الاقتصاد والإرهاب والتربية وأوروبا. وبعد عشرة أيام من حملة شرسة بين المرشحين، لا يزال ماكرون الذي تصدر الدورة الأولى متقدماً بحسب استطلاعات الرأي، لكن يبدو ان الفارق يتقلص مع لوبن التي تتبنى أسلوبا هجوميا.نهاية الأحزاب التقليدية لفرنسا إقتراحات وهمية ويتبنى المرشحان برنامجا متناقضان. فماكرون ليبرالي وموال لأوروبا، فيما لوبن مناهضة للهجرة وأوروبا. واتهم ماكرون لوبن بـ"جلب الحرب الأهلية إلى البلاد". وقال "انتِ تجلبين الحرب الأهلية إلى البلاد (...) مكافحة الإرهابيين لا تعني في أي حال من الأحوال الوقوع في فخ الحرب الأهلية"، مضيفا "هذا هو الفخ الذي ينصبه لنا الارهابيون". واعتبر ماكرون انّ الإرهابيين يأملون في فوز لوبن التي اتهمت في المقابل خصمها بـ"التساهل مع الأصولية الاسلامية". وقالت لماكرون "الأمن والإرهاب مشكلة رئيسية غائبة تماما عن مشروعك"، مضيفة "ليس لديك مشروع، وفضلا عن ذلك تُبدي تساهلاً مع الأصولية الإسلامية". وخاض ماكرون في تفاصيل مشروعه لمكافحة الإرهاب الذي يمرّ عبر جهد استخباري وتعزيز للتعاون الأوروبي. وقال للوبن "ما تقترحينه هو مثل العادة (شيء) وهمي". وأوضح "تقومين بمكافحة الارهاب على منابر التلفزيون، لكن في كل مرة تكون هناك اصلاحات مقترحة في البرلمان الأوروبي لا تصوتين لصالحها". وأظهر استطلاع شمل عينة من المشاهدين عقب المناظرة، ان 63 بالمئة يعتبرون ان ماكرون بدا الأكثر اقناعاً في مقابل 34 بالمئة للوبن. لا تمويل سحرياً ويسعى المرشحان إلى استمالة المترددين والراغبين بالامتناع عن التصويت، للفوز بانتخابات الاحد. وتابع ماكرون "معها (لوبن) سنخرج من منطقة اليورو وأوروبا"، في حين أظهرت الاستطلاعات أن غالبية الفرنسيين ترفض التخلي عن العملة الأوروبية الموحدة. وهاجم وزير الاقتصاد السابق منافسته متهما إياها بإطلاق الوعود دون القدرة على تمويلها، وقال "ليس هناك من تمويل سحري. لم تشرحي كيف تخفّضين البطالة، أنتِ لا تقترحين شيئاً". ورددت لوبن ان منافسها "يقوده فرنسوا هولاند"، مذكّرةً بأنه كان مشاركا في الحكومة الاشتراكية للرئيس المنتهية ولايته والذي لا يتمتع بشعبية. وادى خروج اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون واليميني فرنسوا فيون من الدورة الاولى الى تنامي شعور بالخيبة لدى شريحة واسعة من الناخبين الذين يرفضون الاختيار، بالنسبة اليهم، بين "الطاعون والكوليرا". وقالت وزيرة التربية الاشتراكية نجاة فالو بلقاسم الاربعاء محذرة "نحن في مرحلة خطر مطلق. علينا ألا نلعب بالديمقراطية على طريقة الروليت الروسية". وتشير معلومات الى ان فئة لا يستهان بها من اليساريين قد تفضل الامتناع، او التصويت بورقة بيضاء. وحذر حزب الجمهوريين اليميني نوابه من ان الذين "يتقربون من الجبهة الوطنية" استعدادا للانتخابات الرئاسية، او "يتقربون من ماكرون" قبيل الانتخابات التشريعية المقررة في 11 و18 يونيو، سيفصلون من الحزب. ولا تتوقف لوبن عن السعي إلى التقرب من أنصار ميلانشون. وتشير استطلاعات الرأي إلى ان 20% منهم سيقترعون لصالحها، على ان يقترع نصفهم لصالح ماكرون. أما بالنسبة إلى أنصار فيون فإنّ ربعهم الى ثلثهم سيقترع للوبن وأقل من نصفهم لماكرون.
مشاركة :