يوميات "جمهورية دونيتسك الشعبية"

  • 5/16/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المصعد معطل والهواء ملوث بالرائحة المنبعثة من سلال المهملات، والادراج مزدانة بالملصقات الدعائية، ويستقبل الزائر على المدخل الرئيسي صندوق كرتون مليء بزجاجات المولوتوف. هذا هو مقر قيادة الانفصاليين الاوكرانيين الموالين لروسيا في "جمهورية دونيتسك الشعبية". وادارة منطقة دونيتسك التي سيطر عليها المتظاهرون الموالون لروسيا مطلع نيسان (ابريل)، باتت قلعة حصينة شاسعة. والمبنى المحاط بالمتاريس المصنوعة من الاطارات والاسلاك الشائكة، والتي ثبتت عليها لافتات تقول "اوقفوا الفاشية"، اصبح مقر قيادة "جمهورية دونيتسك الشعبية". وبعد استفتاء تقرير المصير المثير للجدل الاحد، اعلنت "الجمهورية" استقلالها وطلبت بعد ذلك الانضمام الى روسيا. وفي الداخل مئات المتطوعين: حراس امنيون مقنعون ومسلحون احيانا، وسكرتيرات واطباء واشخاص يقومون بأعمال التنظيف او يعدون وجبات الطعام. ووصفت كييف الاستفتاء الذي اجري في 11 ايار (مايو) في دونيتسك ولوغانسك، المعقل الاخر للانفصاليين في الحزام الصناعي لشرق اوكرانيا، بأنه مهزلة غير شرعية. الا ان انفصاليي دونيتسك يقولون ان السلطات الجديدة في كييف هي غير شرعية، لانها استولت على السلطة بعد انتفاضة شعبية في العاصمة ادت في شباط (فبراير) الى اقالة الرئيس الاوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. واكد ميكانيكي سابق تطوع لحماية الادارة الاقليمية في دونيتسك ان القوات الاوكرانية "بشر مثلنا". واضاف "لكنهم يقتلون اشخاصا عزلاً ونساء واطفالاً، ويحرقونهم. كما لو انهم ليسوا بشراً". وخلف قناع لا يظهر سوى عينيه، يقول رجل لم يشأ الكشف عن هويته خشية التعرض لاعمال انتقامية، انه ضاق ذرعاً براتبه الضئيل ويشكو من ارتفاع اسعار المواد الغذائية والغاز والكهرباء. واضاف "اريد ان يصبح مستوى حياتنا افضل، كما هو في روسيا على الاقل حتى نتمكن من ان نعيش حياة طبيعية". ومن اجل دخول المبنى، يتعين على الناس المرور عبر مجموعة من نقاط المراقبة، اذ تطلب مجموعة من الرجال بلهجة آمرة بطاقات الهوية ويفتشون الاكياس. وفي صندوق الكرتون الموضوع قرب المدخل، صفت زجاجات المولوتوف، الجاهزة للاطلاق اذا ما وقع هجوم، حتى لو بدا انها منسية ومحاطة بنفايات سلة مهملات قربها. وعلى بعد امتار، توزع امرأة ترتدي ثوبا ابيض (30 عاما) ادوية على اشخاص يعانون من صداع او من البرد. وتعمل في مكتب تتكدس فيه علب الاحذية المليئة بالادوية. وتقول ان نتائج الاستفتاء تشعرها "بالفخر والفرح والسعادة"، لكنها تخفي وجهها خلف قناع طبيب جراح حتى لا يتعرف اليها احد. واكدت "نحن لا نحصل على مقابل مادي. نحن هنا لانه يجب ان نكون هنا". وقد تم اعتماد اكثر من 650 صحافياً اجنبياً في "المركز الصحافي" الواقع في الطابق السابع، وهو مكتب تسوده الفوضى ولا يتوقف فيه الهاتف عن الرنين، لكنه لا يقدم المعلومات إلا بكميات قليلة. وكانت كلوديا كولباتسكايا تعمل في مجال العقارات، لكنها باتت تخصص وقتها لوسائل الاعلام. وبعدما وضعت الزينة وعلقت علم "الجمهورية الشعبية" على الجدار، وافقت على اجراء المقابلة معها. وتقضي مهمتها بمراقبة ما يكتبه الصحافيون. والذين "يروجون للاكاذيب" يخسرون بطاقة اعتمادهم. وقالت "لدينا اجهزتنا الامنية الخاصة، والصحافيون الذين يخطئون يعادون الى بلدانهم". وشدد على القول "ما اريد ان اقوله لك، هو اني الى جانب الحقيقة، على رغم ان كل فريق يفهم الحقيقة على طريقته". الازمة الاوكرانيةدونيتسك

مشاركة :