لويس أليوت يلعب دوراً محورياً في دعم مارين لوبن

  • 5/4/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سليمة لبال | أصبحت مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن أكثر ايمانا بحظوظها في تولي رئاسة الجمهورية الفرنسية، بعد أن اجتازت الدور الأول من الانتخابات، لكن من تكون هذه المرأة فعلا، وكيف تمكنت من استقطاب أصوات الناخبين في فرنسا؟ سنعود في هذا التقرير الذي استقيناه من مجموعة مقالات نشرت في كل من لوجورنال دوديمانش وباري ماتش، إلى طفولتها وعائلتها وأطفالها وعلاقتها بصديقها لويس أليوت الذي تتقاسم معه الحياة، وأعباء اطفالهما الخمسة منذ 2010، وإلى أسباب ابتعاد هذا الأخير عن الإعلام عكس بريجيت ماكرون زوجة مرشح حركة إلى الأمام إيمانويل ماكرون. إنها ابنة السياسي الفرنسي جان ماري لوبن وبيريت لوبان اللذين انفصلا حين أطفأت شمعتها السابعة عشرة. نشأت مارين في عائلة تتكون من شقيقتين تكبرانها، هما ماري كارولين ويان لوبن، لكن سيرتها الذاتية تُبيّن أنها شهدت المعارك السياسية منذ نعومة اظفارها، وعاشت تداعياتها أيضا، وبينها الاعتداء الذي استهدف منزلها العائلي في 1976، ما أجبر جان ماري لوبان على الرحيل منه لحماية أفراد عائلته، ويبدو جليا أثر هذا الاعتداء على مارين لوبان اليوم، خاصة أنها تبذل قصارى جهدها لابعاد اطفالها، وحتى صديقها عن أنظار وسائل الإعلام. أبرز أسرار مارين لوبن تدين مارين لوبان بكل شيء في عالم السياسة لوالدها جان ماري لوبان، ففي مكتبه تعرّف عليها الناس، وفي مكتبه أيضا نسجت علاقات، وتعلمت فن السياسة. فمنذ كانت في الـ13 من عمرها كانت تشارك في الحملات الانتخابية، لكنها عاشت أيضا فترة شباب صعبة، كما واجهت سلسلة عداوات، أثارها والدها جان ماري لوبان بسبب فضائحه ومواقفه المثيرة للجدل. وحين كانت في الثامنة من عمرها تعرضت الشقة التي كانت تقيم فيها في الدائرة الباريسية الـ15 الى اعتداء بقنبلة، ما دمر جزءا من السكن، وقد تأثرت كثيرا بهذه الحادثة التي تتطرق لها أحيانا في حديثها إلى وسائل الإعلام، لتنتقل بعدها إلى ثانوية فلوران شميت في سانت كلود، وتتخصص لاحقا في دراسة الحقوق لتصبح محامية. عمرها وقوامها ولدت مارين لوبن في 5 اغسطس 1968، أي أنها في 48 من عمرها، وأما طولها فيصل الى 1.74 م مثل ابنة شقيقتها ماريون ماريشال لوبن، فيما يصل طول والدها إلى 1.77م، وعليه فهي تتفوق بسنتمتر واحد على منافسها في الجولة الثانية من الانتخابات إيمانويل ماكرون. دور محوري نجح لويس أليوت صديق مارين لوبن في البقاء بعيدا عن الأضواء، رغم ما خصصه الاعلام الفرنسي من حيز لتناول حياة المرشحين للانتخابات الرئاسية، وعلى الخصوص بريجيت زوجة ايمانويل ماكرون الذي يستعد لخوض غمار الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة أمام زعيمة الجبهة الوطنية، فمن يكون هذا الرجل الذي اختارته مارين لوبن ليعيش معها؟ علينا أن نعود إلى عام 2007، حتى نعرف طبيعة علاقة هذا الرجل بالرئيسة المحتملة لفرنسا. في تلك الفترة، كانت سيغولين روايال مرشحة للجولة الثانية من الانتخابات، وكانت على علاقة منذ 29 عاما مع فرنسوا هولاند. لكن الإعلام لم يسلط عليها الضوء بالقدر الذي سلطه على سيسيليا ونيكولا ساركوزي. ولا يهتم الفرنسيون كثيرا وفق غاييل تشاكالوف مؤلف كتاب «الكوميديا المقدسة» بصديق زعيمة الجبهة الوطنية، رغم ان بريجيت ماكرون، كانت على كل الالسنة وحتى زوجها في 23 من ابريل الماضي، حين الإعلان عن فوز إيمانويل ماكرون بالدور الاول للانتخابات، وأما مارين لوبان التي كانت في هينان بومون على بعد 205 كلم فلم تنبس ببنث شفة مثل العادة عن صديقها. ترتبط علاقة خاصة وسرية بين المرشحة للرئاسة، ونائب رئيسة الجبهة الوطنية، فنادرا ما يظهران معا في العلن، رغم أن علاقتهما الرسمية تعود الى ثماني سنوات للوراء. ووفق المتابعين لم تتحدث مارين عن صديقها إلا مرة واحدة من خلال صورة لها برفقته نشرتها على تويتر ردا على مجلة كلوزر التي نشرت خبرا عن انفصالهما. وفي كتابها الذي صدر قبل أيام تحت عنوان «رواق السيدة» تجرأت الصحافية أليكس بولهاغي على سؤال مرشحة الجبهة الوطنية عن احتمال انتقال لويس اليوت (47 عاما من مواليد 4 سبتمبر 1969) إلى قصر الإليزيه في حال انتخابها رئيسة للجمهورية، فأجابت «يستحيل ذلك على الإطلاق». ولم ير الجمهور أيضا لويس أليوت إلى جانب مارين لوبن أثناء تنقلاتها خلال الحملة الانتخابية، ولا خلال المأدبات الرسمية، ولا يزال يفضل الابتعاد عن الأضواء حتى بعد الفوز الذي حققته مارين لوبن خلال الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة. ووفق الصحافية ذاتها، فقد قرر لويس اليوت عدم الانتقال إلى قصر الإليزيه في حال فازت صديقته مارين بمنصب رئيس الجمهورية، كما يعتزم أيضا ألا يظهر على الإطلاق في الحياة العلنية للرئيسة، لانه يعتقد أن الشعب الفرنسي انتخب رئيسا وليس زوجين. الرجل الثالث التقى كل من مارين لوبن ولويس أليوت اول مرة في عام 1999. فهو ينحدر من مدينة تولوز وولد لأب مختص في زخرفة الجص وسيدة من الاقدام السوداء، عادت من الجزائر في 1962، وكان حينها المدير الجديد لمكتب جان ماري لوبان ومتزوجا وابا لطفلين. وأما هي فكانت مكلفة بالشؤون القانون للجبهة الوطنية، ولا تزال مرتبطة بزوجها الأول فرانك شوفروي، وكان مقاولا وأنجبت منه 3 اطفال في ظرف عام واحد، هم جيان المولودة في عام 1998 والتوأم لويس وماتيلد المولودان في عام 1999، لكنها انفصلت عن زوجها في عام 2000 لترتبط مجددا بإيريك لوريو في 2002 لتنفصل للمرة الثانية عنه في عام 2006. لا تتوافر معلومات كافية عن وضع لويس أليوت في تلك الاثناء، وعما إذا كان ينتظر دوره للارتباط بمارين، لكن المؤكد هو أن لاعب الريغبي السابق، أصبح في 2004 المساعد البرلماني الخاص بها، أي أنه شغل المنصب ذاته الذي شغلته بينيلوب فيون وهميا، ما أشعل النار في محيط فرنسوا فيون، وحطم أحلامه في اجتياز الدور الاول من الانتخابات الرئاسية. وعن علاقتها بلويس اليوت، قالت مارين لوبن للصحافية أليكس بولهاغي في كتابها رواق السيدة «نحن نمتهن كلانا السياسة، وعليه لا نملك الوقت للقيام بشيء آخر ولم نبحث بعيدا». وباستثناء منزل ميلاس الذي اقتنياه معا، ويملك كل منهما 50 في المئة منه، لا شيء يجمعهما ماليا، وهذا ما تحاول استغلاله في قضية الساعدين البرلمانيين. حياة خارج السياسة تقول صديقة مقربة من زعيمة الجبهة الوطنية في مقابلة مع أوليفييه بومون نشرها في كتابه «في جحيم مونترتو» يعتقد الجميع في الحياة العامة أن مارين لوبن هي كل شيء، وانها تتحكم في العلاقة من الالف إلى الياء، لكنها في الدائرة الخاصة حساسة ومجنونة بحبه. لا تعيش مارين لوبان مع لويس أليوت في منزل واحد، لكنهما يلتقيان في إجازة نهاية الأسبوع، فهي لها عملها ومعركتها من اجل الرئاسة، وهو نائب اوروبي له اهتماماته. وفي كتاب اصدره الصحافي باتريس ماشوريه، قالت زعيمة الجبهة الوطنية «هل تعرفون، أنا اعاني من انفصام في الشخصية منذ الولادة.. كان لي اب كما كان لي رئيس.. لقد كانا شخصيتين مختلفتين، ومع لويس الأمر نفسه، أنا مع صديقي ورفيق دربي، وايضا مع نائبي في الجبهة الوطنية». بالنسبة لمارين لوبن، وحتى لويس اليوت، فإنه لا مجال ابدا للحديث عن منصب «الرجل الأول» إن فازت زعيمة الجبهة الوطنية بالرئاسة، وكلاهما ينأى بنفسه عن هذا الموضوع. وفي رده على سؤال حول المخاوف التي يعاني منها، قال لويس اليون انه يخشى أن ينهي حياته عجوزا متمسكا بولاية انتخابية، وأضاف «هناك بالطبع حياة خارج السياسة». «لوجورنال دوديمانش وباري ماتش»

مشاركة :