أوبرا وينفري: كان وزني الزائد درعاً ووصمة عار معاً وأشعر اليوم بأنني تحررت!

  • 5/5/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

أوبرا وينفري إحدى أشهر نساء العالم، وخاضت معركة حقيقية مع وزنها الزائد. في هذه المقابلة تتحدّث عن اكتشافها سر الأكل الصحي وفوزها بحربها أخيراً... يطرح كتابك Food, Health, and Happiness (الطعام والصحة والسعادة) حقيقة صراعاتك مع الوزن الزائد. ما الذي دفعك إلى كتابته؟ في البداية، خسرتُ الوزن في عام 1988 وتلقيتُ رسائل من الناس قالوا فيها إنهم ما عادوا يحبونني لأنني لم أعد أشبههم. أثّر بي ذلك الكلام كثيراً. لكني أدرك كيف استفدتُ في لاوعيي من وزني الزائد. نستعمل كلنا الوزن بطرائق مختلفة. يمكن اعتباره درعاً لمنعنا من نشاطات عدة. لكني كنت محظوظة لأني وصلتُ إلى مرحلة جعلتني لا أرغب في الاختباء. ربما يبدو هذا الكلام غريباً بالنسبة إلى شخصٍ تحت الأضواء، لكن كان وزني الزائد درعاً واقياً ووصمة عار في آن. ماذا تخبريننا عن الكتاب؟ إنه أشبه بمذكرات غذائية. أسرد فيه قصتي مع الطعام ورحلـــتي نـحـــــو التصالــــح معه. لا يقتصر على تقديم الوصفات، بل يعكس مشاعري بشأن الطعام وتأثير الوزن الزائد في حياتي كشخصية عامة. ما الذي تغيّر في حالتك؟ في تلك الفترة، كنت أتنقل بين الحميات الغذائية وأبحث عن حلول فاعلة. لم أكن أستطيع أن أصوم لأكثر من ثلاثة أيام. لم يكن جسمي يتقبّل هذا النمط. كانت التجربة محبطة فعلاً وعرّضتُ جسمي لصدمة حقيقية. كانت ركبتي ضعيفة أيضاً وزادت وضع كاحلي سوءاً ولم أستطع ممارسة التمارين الجسدية. أحب الرياضة وكنت أنظِّم حصصاً مشتركة مع أصدقائي وأفراد عائلتي الذين يأتون إلى مزرعتي في هاواي. كنت أقيم المناسبات يومياً لأنني لم أكن مستعدة للتخلّي عن حياتي الاجتماعية. لكن كان وزني يزيد. وحين اتصلت بي شركة Weight Watchers، اعتبرتُ أن صلاتي استُجيبت. لم يكن اليوم الأول سيئاً بل ممتعاً. سرعان ما أحببتُ النظام الجديد. كان البرنامج يحسّن بنية جسمي من دون أن يجعلني أشعر بالحرمان. حرب وسلاح كم كيلوغراماً خسرتِ؟ خسرتُ 20 كلغ خلال 15 شهراً. شعرتُ للمرة الأولى بأنني وجدتُ نفسي حتى لو لم أخسر وزناً إضافياً. لم أكن وضعتُ هدفاً محدداً في البداية. أردتُ أن أستعيد السيطرة على نفسي بكل بساطة وألا أشعر بأنني أخوض حرباً كلما أجلس لتناول وجبة طعام. أشعر اليوم بأنني تحررتُ! كنت أسعى طوال حياتي إلى اكتساب هذا الشكل من الحرية. لا شيء أفضل من مذاق الحرية! ألم يعد الطعام سلاحاً؟ أستمتع بالطعام اليوم كثيراً ولا أتردد في تناوله، مركزةً على الحاضر مع إدراك كل تجربة أعيشها. أنا ممتنة لأنني أستطيع أن أصل إلى أعلى السلالم من دون أن أتوقف لالتقاط أنفاسي! كان الإنجاز الذي حققتُه أشبه بحركة روحية في نظري لأنه ساعدني على إدراك الأمور كافة. لماذا قررتِ أخيراً أن تستجمعي نفسك؟ يصل الجميع إلى مرحلة يضجرون فيها من التذمر المتواصل ومن إطلاق وعود متلاحقة ببدء حمية جدّية. تتعلق أكبر كذبة على الإطلاق بأن نقنع نفسنا ببدء التغيير في اليوم التالي. حين نكرر هذه الوعود على مرّ الأيام والسنوات، لن نعود قادرين على تصديق نفسنا ولن نثق بأننا سنحقق أي أمر. حمية وتمارين أخبرينا عن الحميات الأخرى التي جرّبتِها. جرّبتُ الحمية التي تخلو من الكربوهيدرات في مناسبات متكررة، لكن لا يمكن الالتزام بها فترة طويلة. في النهاية سيتوق الجسم إلى العناصر التي يفتقر إليها. وحين نستأنف استهلاك الكربوهيدرات، سننتفخ مجدداً! حاولتُ أيضاً الاكتفاء بتناول عصير أخضر طوال ثلاثة أيام! لكن انتهت تلك الفترة الآن. يجب أن تكون عملية فقدان الوزن متماسكة، لذا لا أعتبرها شكلاً من الحمية بل أسلوب حياة. لا أشعر في أي لحظة بأنني أعيش الحرمان. هل زادت ثقتك في نفسك بعد تصالحك مع الطعام؟ لم أشعر يوماً بانعدام الثقة. بل كنت أشعر بالخجل لأنني عجزتُ عن تجاوز «عائق» كان يجب أن أسيطر عليه. لكن لم تجعلني تلك التجربة أفقد الثقة في نفسي. كنت أخشى أن تصورني الكاميرات من الخلف لكن كان ذلك الشعور يزول حين أصعد على المنصة للتكلم. لطالما شعرتُ بوجود رابط مميز بيني وبين الجمهور وكان يشعرني بأنني قيّمة ومحترمة وقوية. أي نوع من التمارين تمارسين؟ تصالحتُ مع الرياضة. بدل أن أعتبرها تجربة مريعة، أنظر إليها الآن كطريقة للاحتفال بجسمي وتكريمه. يشكّل التصالح مع الطعام جزءاً من أسرار الصحة والسعادة، لكن لا يمكن الصمود من دون تحريك الجسم. أحياناً أستعمل جهاز المشي أو أتنزه مع الكلاب بوتيرة تُسرّع نبضات قلبي. أطبّق هذه التمارين مرتين أسبوعياً، بالإضافة إلى اليوغا. مع التقدم في السن، يصبح التوازن والمرونة على رأس الأولويات. ما شعورك تجاه الشيخوخة؟ أحبها! تسمح لنا الشيخوخة برفع مقامنا والتفكير بحياتنا ومعناها. إنها ركيزة الوعي الحقيقي وأعطتني سعادة فائقة، ما سمح لي بأن أشعر بالرضا عن الحياة التي أعيشها بأفضل طريقة. لكن لن يشعر كل من لا يستفيد من حياته بقيمة الشيخوخة. لا تقاوم حياتك أو موقعك! بل استفد من حاضرك قدر الإمكان وتقبّل وضعك كي تنهي معاناتك. أحزن حين أسمع الناس يقولون إنهم يتمنون العودة إلى عمر العشرين. في الواقع، يحاول الإنسان أن يكتشف مغزى الحياة في عمر العشرين. من يريد أن يمر بتلك التجربة الشاقة مجدداً؟ ما الذي يسعدك؟ دخلت فتيات من «أكاديمية أوبرا وينفري للقيادة» إلى الجامعات! بدأن يَجِدن موقعهن في الحياة ويكتشفن دور المرأة في القرن الواحد والعشرين. إنه شعور يفوق توقعاتي. أردتُ أن أساعدهنّ فأنارت هذه التجربة حياتي بطريقة لا أستطيع تفسيرها. حين كان الناس يضغطون عليّ كي أتزوج، كنت أعرف أنني لن أندم يوماً على عدم الإنجاب لأنني أشعر بأنني أم لأولاد العالم كله. لا حدود للحب! إذا كان الحب حقيقياً، يصبح الاهتمام صادقاً ويعطي مفعوله. كانت التجربة مثالية بالنسبة إليّ لأنني لم أرغب في الإنجاب. لم أكن لأصبح أماً جيدة، إذ لا أتحلى بالصبر الكافي لأكون والدة. لكن كانت تجربتي قيّمة جداً... أعرف كثيرين حققوا شهرة واسعة وكسبوا ثروات طائلة لكنهم لا يشعرون بالسلام. إنه أسوأ ما يمكن أن يحصل! تعيشين مع شريكك ستيدمان غراهام منذ 30 سنة. كيف دعمك في صراعاتك كلها؟ اكتشف قبلي أن المشكلة كلها تتعلق بالطعام. كنت أتدرب بشراسة فيقول لي: «تتعلق المشكلة الحقيقية بالطعام!». ما كان يمكن أن أطلب شريكاً أفضل منه في حياتي. لطالما أحبّني كما أنا. يرغب كل إنسان في أن يجد شخصاً يتمنى له الأفضل في مراحل حياته كافة، وهو كان أكبر دعم بالنسبة إليّ، إذ أحبني بغض النظر عن وزني ويشعر اليوم بالسعادة من أجلي. وجدتُ الدعم أيضاً في صديقتي غايل. أتذكر أنها قالت لي حين خسرتُ الوزن في عام 1988: «سعيدة من أجلك لكني لم أعتبرك سمينة يوماً». فقلتُ لها: «لأنك تنظرين إلي من منظور الصداقة». لا أهدر طاقتي في مسائل سلبية بعدما انتهت معركة أوبرا وينفري مع الطعام والوزن، هل تدلّل نفسها؟ تقول في هذا الشأن: «نعم. من المريع أن نعاقب نفسنا يومياً بسبب ما أكلناه في الليلة السابقة. علّمتني تجربتي أن أستفيد من حياتي إلى أقصى حد! هذا ما فعلتُه! أهدرتُ طاقتي بسبب الحمية وصراعي معها. لكني أتمتع اليوم بطاقة إضافية لأنني لا أهدرها على مسائل سلبية». * كريستوف شورمان

مشاركة :