المواجهة التي اشتعلت أخيرًا، بين الولايات المتَّحدة وكوريا الشماليَّة، جرَّاء قيام الأخيرة بناء إمكاناتها العسكريَّة بكافَّة أنواعها، بما فيها النوويَّة، والتي أعلن فيها الرئيسُ الأمريكيُّ دونالد ترمب، توسيط الصين للاتِّصال بالزعيم الكوري الشمالي، والتفاهم معه حول القلق الأمريكيِّ لما تجريه كوريا الشماليَّة من مناورات، وتطوير لقدراتها النوويَّة، انتهت نهايةً غريبةً تحملُ -في رأيي- أكثر من علامة استفهام.** **ويتأكَّد لي يومًا بعد يوم، انطباعٌ كوَّنته عن الرئيس الأمريكيِّ الجديد، بأنَّه رجلٌ لا يملك عقليَّة السياسي. وقادني توتر العلاقات بين الطرفين الأمريكي والكوري الشمالي، وتهديد الرئيس الكوري الشمالي بإغراق حاملة الطائرات الأمريكيَّة «كارل فينسون سترايك غروب»، بالقرب من السواحل الفلبينيَّة غرب المحيط الهادئ، ثمَّ تراجع نبرة التهديد الأمريكيَّة، وتغريد ترمب بأنَّه «يتشرَّف» باللقاء مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، «في ظل الظروف المناسبة»، إلى ترسيخ هذه الفكرة التي حملتها عن الرئيس ترمب، منذ بداية متابعتي لحملته الانتخابيَّة.** **وبعد 100 يوم من تسلُّمه البيت الأبيض، واستماعي للتحليلات العديدة لإنجازاته، ترسَّخ عندي أنَّ ترمب لا يهمّه إلاَّ نفسه، والأضواء عليه، حتَّى لو ذهبت أمريكا للجحيم. فرغم الأزمة المشتعلة حول موقف واشنطن من كوريا الشماليَّة، لا أستبعد -مع شيء من المبالغة- أنَّه لو خرج زعيم كوريا الشمالية (كيم جونغ اون)، وأشاد بترمب غدًا، ثمَّ قصف في اليوم التالي بارجة حربيَّة أمريكيَّة، لوجد له ترمب ألفَ عُذرٍ.. أو لوضع اللوم على الرئيس السابق باراك أوباما..!#نافذة:(أُحذِّرُ كوريَا الشماليَّة من مغبَّةِ اختبارِ صبرِ ترمب..جميعُ الخياراتِ مطروحةٌ..انتهَى عهدُ «الصبرِ الإستراتيجيِّ» الأمريكيِّ علَى كوريَا الشماليَّة).مايك بنس - نائب الرئيس الأمريكي
مشاركة :